القدس -جان لوك رينودي: للمرة الاولى منذ توليه السلطة في اسرائيل، تحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالتفصيل عن شروطه لقيام دولة فلسطينية في المستقبل بينما توغل الجيش الاسرائيلي اليوم الخميس مجددا في قطاع غزة.
فمع اقتراب الانتخابات التشريعية التي تجرى في 28 كانون الثاني المقبل، اكد شارون الاربعاء موافقته على فكرة قيام دولة فلسطينية بحدود موقتة تمتد على حوالى 40% من الضفة الغربية وثلاثة ارباع قطاع غزة.&لكنه ارفق موافقته بسلسلة من الشروط المسبقة مؤكدا انه يطالب خصوصا "بوقف تام للارهاب" وتغيير القيادة الفلسطينية اي بعبارة اخرى اقصاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
واكد شارون ان الدولة الفلسطينية يجب ان تكون "منزوعة السلاح تماما" ولن يكون في وسعها "عقد اي تحالفات مع اعداء اسرائيل ولن تكون لها الا قوات شرطة وامن داخلي مزودة باسلحة خفيفة". كما ذكر بان اسرائيل ستحتفظ بالسيطرة على حدود هذه الدولة ومجالها الجوي.&ورد زعيم حزب العمل الاسرائيلي عمرام متسناع اليوم الخميس على شارون منتقدا "الشعارات الانتخابية" الهادفة الى "استقطاب اصوات في الوسط". واضاف ان "ارييل شارون لن ينجح في خداع الناخبين بالكلام ثم الكلام ثم الكلام".
ودعا متسناع الى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وانسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات في هذه المنطقة.&وفي الوقت الحالي لا تلقى هذه الرسالة قبولا.&فقد افاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم الخميس ان حزب الليكود اليميني الاسرائيلي الذي يتزعمه شارون حقق مزيدا من التقدم على العماليين ويمكن ان يشغل اكثر من ضعف مقاعده الحالية في الكنيست خلال الانتخابات المقبلة.
&ورجح الاستطلاع حصول الليكود على 44 مقعدا من اصل 120 في الكنيست في مقابل
&19 حاليا بينما سيحصل حزب العمل على 21 مقعدا في مقابل 25 يشغلها حاليا.&ورفضت السلطة الفلسطينية الاربعاء خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي معتبرة انها لا تقدم "اي شيء جديد". وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات&ان "هذه الخطة لا تقدم اي شيء جديد بالنسبة للتي كان طرحها شارون في الماضي" ورفضها الفلسطينيون رفضا قاطعا.
&واضاف "انها الفكرة لاتفاق انتقالي جديد في حين ان الفلسطينيين يريدون اتفاقا نهائيا".
&وانتقد اليمين المتطرف الاسرائيلي مقترحات شارون. فاكد زعيم الحزب الوطني الديني ايفي ايتان الوزير بدون حقيبة في حكومة شارون ان "السياسة التي يدعو اليها ارييل شارون خطيرة جدا وستهدد امن اسرائيل لان اقامة دولة فلسطينية ستشكل اعترافا بالهزيمة امام الارهاب".
&اما افيغدور ليبرمان زعيم تحالف الوحدة الوطنية الذي يضم عددا من التشكيلات اليمينية المتطرفة الممثلة بسبعة نواب في البرلمان، فقد دان "العمى السياسي لرئيس الوزراء الذي يقبل باقامة دولة ارهابية بينما يقاتل العالم باسره ضد الدول الارهابية".&وعلى الارض، افادت مصادر امنية فلسطينية وعسكرية اسرائيلية ان دبابات اسرائيلية مدعومة بوحدات من المشاة قامت ليل الاربعاء الخميس بعمليات توغل في اثنين من احياء جنوب مدينة غزة وفي دير البلح وسط قطاع غزة.
&وقالت المصادر الفلسطينية ان 12 دبابة توغلت مئات الامتار في حي الزهراء كما توغلت وحدة اخرى في حي الشيخ جهلين. واضافت ان القوات الاسرائيلية توغلت ليلا من حي الزهراء لكنها عادت اليه صباح اليوم الخميس.&واكد متحدث عسكري اسرائيلي عمليات التوغل الاسرائيلية موضحا انها "عمليات تمشيط محدودة تهدف الى توقيف اشخاص مطلوبين لضلوعهم في عمليات ضد الاسرائيليين".
&واوضح ان القوات الاسرائيلية توغلت في الزهراء حيث "هدمت منزل بدر محمد حسن الناشط في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الذي يجري البحث عنه لضلوعه في تنظيم اعتداءات ضد اسرائيل".&واضاف ان وحدة اسرائيلية شنت ليل الاربعاء الخميس عملية في دير البلح في وسط قطاع غزة حيث اوقفت 21 فلسطينيا قبل انسحابها.
&وافادت مصادر في الشرطة ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية وضعت في حال تأهب قصوى تحسبا لاعتداءات محتملة. واوضحت المصادر ذاتها ان الشرطة نشرت تعزيزات في المدينة واقامت حواجز عند مداخل القدس.&واوقف فلسطيني يشتبه في اعداده لهجوم قبل ظهر اليوم في القدس حسبما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة مشددة على ان الرقابة "تمنع" الكشف عن اي تفاصيل حول عملية الاعتقال هذه.
&من جهة اخرى، ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان مصطفى صباح (35 عاما) الذي قتل الاربعاء في غارة شنتها مروحية اسرائيلية على مدينة غزة كان "مسؤولا عن هجمات بالمتفجرات استهدفت دبابات اسرائيلية في قطاع غزة واسفرت عن مقتل سبعة جنود اسرائيليين منذ بداية الانتفاضة.