واشنطن- باتريك انيدجار: يعرف "العراقيون الاحرار" الذين عقدوا اجتماعا في واشنطن عن انفسهم بانهم "خبراء"، مؤكدين انهم لا يمثلون اي حزب سياسي ولا يتآمرون على النظام العراقي، بل هدفهم الوحيد هو اعادة بناء بلدهم بعد اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين.
يأتي "العراقيون الاحرار" هؤلاء من مجالات عمل مختلفة من قطاع مصرفي ومعلوماتية وهندسة وهندسة اتصالات، ومنهم المقيم في المنفى او في العراق. وتركزت اعمال هذه المجموعة التي اجتمعت الاثنين والثلاثاء على سلسلة من المشاريع من اجل "اعادة بناء العراق ما بعد صدام".
والمشاريع التي يعرضونها ملموسة وعملية، وقد وضعوا خطوطها العريضة خلال اجتماعات عمل جرت في العاصمة الفدرالية الاميركية تحت جناح وزارة الخارجية الاميركية، تحسبا لاطاحة محتملة لنظام بغداد.
وشارك في الاجتماعات 25 الى 30 من الكوادر العراقيين، وجرت في اطار دورة من اللقاءات تنظم منذ بضعة اشهر، بحسب ما اوضح مسؤول اميركي طلب عدم كشف هويته.&ويتناول البرنامج الذي يحمل عنوان "مستقبل العراق" مواضيع مختلفة منها الاقتصاد والبنى التحتية والمؤسسات الديموقراطية ومشكلتي الاقليات واللاجئين وغيرها.
حسن الخطيب اختصاصي في المعلوماتية غادر بغداد العام 1976 الى الولايات المتحدة حيث حصل على الجنسية قبل 12 عاما.&وقال الخطيب متوجها الى مجموعة صغيرة من الصحافيين في ردهة احد الفنادق الفخمة في واشنطن "نريد اعادة بناء العراق تدريجا".
واوضح ان المرحلة الاولى ستستغرق ستة اشهر وتهدف خصوصا الى ضمان توزيع جيد للمواد الغذائية وتشغيل المستشفيات وانتقال الاشخاص والحفاظ على النظام.&وتابع "ثم سنعمل لمدة سنتين على تحسين مستوى الخدمات ليصبح موازيا للحاجات الاساسية للسكان".&وقال باندفاع "اتعلمون ان ثمة ثلاثة خطوط هاتفية فقط لكل مئة عراقي"، في حين ان المعدل العالمي يصل الى 10% على حد قوله.
وتحدث المصرفي روبار ساندي البالغ من العمر خمسين عاما عن ضرورة اجراء اصلاح عميق للنظام المصرفي العراقي واصدار عملة جديدة واجتذاب استثمارات اجنبية ونقل بعض المؤسسات الى القطاع الخاص.
واكد ساندي المقيم في المنفى في واشنطن منذ ان هرب من بلاده عام 1975 بعد عام على الانتفاضة الكردية، ان "همنا الوحيد هو تأمين الرفاهية والامن للسكان". وهو يدير مصرف اعمال.
نسرين صديق تمثل الصوت النسائي لهؤلاء المنفيين المقيمين في العاصمة الفدرالية. ولا تزال هذه المهندسة تقيم في شمال العراق، وهي تستعد للعودة الى منطقتها خلال الايام المقبل، عبر تركيا وسوريا.&تقول ان "صدام دمر كل الخدمات العامة وتراجعت نوعية الحياة بشكل كبير منذ 1985. يتحتم بناء كل شيء".
ويجمع الكل على ضرورة احلال "ديموقراطية حقيقية" في العراق. ويؤكد احمد الخيضري وهو مهندس في الاتصالات مقيم في اوتاوا (كندا) ان "العراقيين مستعدون. يريدون ان يكونوا احرارا".
غير ان مواطنه المصرفي يبدو اكثر حذرا ويعتبر انه "سيلزم بعض الوقت حتى يعتاد العراقيون مفهوم الديموقراطية، وخصوصا العسكريون منهم. سيحتاجون الى اعادة تأهيل".
وتتحدث نسرين صديق عن الصعوبات التي ستطرأ نظرا ل"الحساسيات الاتنية المختلفة" لدى السنة والشيعة والمسيحيين وغيرها من الطوائف.&ويرى الجميع في الولايات المتحدة الدولة التي ستحررهم وتجري "مصالحة بين الغرب والشرق الاوسط"، ويرددون ان "اميركا لن تهاجم العراق بل ستحرره".