انقرة- سيبل اتكو: &صعدت تركيا اليوم ضغوطها على الاتحاد الاوروبي قبل ايام من قمة كوبنهاغن الاوروبية التي ستصدر الدول الاعضاء خلالها قرارها حول مستقبل ترشيح انقرة، مع اصرارها على انتزاع موعد محدد لبدء مفاوضات انضمامها.
ويلتقي القادة الاوربيون في 12 و13 كانون الاول/ديسمبر الحالي في كوبنهاغن في اطار قمة ستقرر توسيع الاتحاد.&فرئيس الوزراء التركي عبد الله غول قال في بيان ان "اي خيار اخر غير تحديد موعد ثابت لبدء المفاوضات سيكون دون مستوى تطلعات الشعب التركي وحكومته".
وقال غول ان القول بان الاتحاد الاوروبي "ناد مسيحي" سيتعزز في حال لم تحصل تركيا على موعد.&واضاف ان بامكان تركيا بذل مجهود اضافي حول مسألة اعادة توحيد قبرص في حال الاتفاق في كوبنهاغن.&واوضح في تصريح تلفزيوني ان "تحديد موعد لنا خلال قمة كوبنهاغن من شأنه ان يساعد في ايجاد حل للقضية القبرصية".
اما زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم في انقرة رجب طيب اردوغان فقال لصحيفة "رادياكال" اليومية "لن نقبل (موعدا لتحديد موعد (بدء المفاوضات)) ولن نقبل ب (موعد تقريبي)".
&وفي تصريحات صحافية الخميس اتهم اردوغان الاتحاد الاوروبي "باستبعاد تركيا في حين انه يتفاوض مع دول لا تزال تعاني من خلل" في ما يتعلق بالمعايير السياسية المطلوبة مشككا بصدق الاتحاد الاوروبي حيال انقرة.
وقال اردوغان ان الاتحاد الاوروبي لن يكون منصفا ان رفض تحديد موعد لبدء مفاوضات انضمام تركيا اليه مشددا على ان انقرة تنتظر منذ اربعين عاما عند ابواب اوروبا. وتابع متوجها الى القادة الاوروبيين "حددتم موعدا لبدء المفاوضات مع دول قدمت ترشيحها قبل عشر سنوات فقط وما زالت تخالف في بعض النقاط" المعايير المطلوبة للانضمام.
وقال "انكم تؤكدون بموقفكم هذا انكم تشكلون ناديا مسيحيا" مضيفا انه اذا لم يتم تحديد موعد لبدء مفاوضات مع تركيا، "فتواصلون المساهمة في صراع الحضارات".&وشدد غول مساء الاربعاء "ما يهمنا هو الحصول على موعد ثابت. فتركيا تستحق ذلك". واضاف غول الذي دعا سفيري المانيا وفرنسا الى اجتماع بعد ظهر الاربعاء ليحملهما رسالة قبيل اجتماع الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر "لا نريد اقل من ذلك. واذا حصلنا على اقل سيصعب علينا تفسير الوضع للرأي العام" التركي.
واكد شيراك وشرودر مساء الاربعاء في ختام عشاء بينهما ان فرنسا والمانيا ستعتمدان موقفا موحدا في كوبنهاغن في 12 و13 كانون الاول/ديسمبر الحالي "لتوجيه رسالة قوية الى تركيا".
وافادت مصادر مطلعة على المحادثات ان باريس وبرلين تنويان الاقتراح على الاتحاد الاوروبي عقد اجتماع نهاية 2004 لتقييم التقدم الذي احرزته تركيا للتكيف مع معايير الانضمام.
وفي حين يبدو ان انقرة تلقى دعما من بعض دول الاتحاد الاوروبي مثل بريطانيا وايطاليا والبرتغال فان العدد الاكبر يرى ان الوقت غير مؤات بعد.&وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا على قادة الاتحاد الاوروبي لمنح تركيا موعدا للمفاوضات في ما يعتبر دعما كبيرا لانقرة.
وتقدمت تركيا بطلب ترشيح في العام 1987 لكن لم يقبل طلبها رسميا الا في العام 1999 وهي الدولة الوحيدة بين 13 دولة اخرى مرشحة التي فشلت حتى الان بحصول على موعد لبدء مفاوضات الانضمام.
ويرى قادة الاتحاد الاوروبي ان تركيا لم تحترم بعد المعايير الديموقراطية لذلك.&لكن انقرة ترى ان الاتحاد الاوروبي يكيل بمكيالين لمباشرته المفاوضات مع دول اخرى مرشحة من اوروبا الشرقية مع انها لم تكن قد احترمت المعايير.
واعتبر الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا في حديث نشرته صحيفة "لو موند" الفرنسية اليوم الخميس بان تركيا لها موقعها في اوروبا انما عليها ان تثبت رغبتها باجراء الاصلاحات والتزامها ازاء اوروبا، قبل القمة الاوروبية في كوبنهاغن.
ويرى مراقبون ان عدد سكان تركيا البالغ 70 مليونا وغالبيتهم من المسلمين والفروقات الثقافية الناجمة عن ذلك تثير قلق الاتحاد.&وقامت تركيا اخيرا بسلسلة من الاصلاحات الديموقراطية من بينها الغاء عقوبة الاعدام والاعتراف بحقوق الاقلية الكردية الثقافية.
وفي محاولة لاقناع الاتحاد الاوروبي بالتزام انقرة القيم الاوروبية وضعت حكومة غول سلسلة جديدة من الاصلاحات تتمحور خصوصا على مكافحة التعذيب.&وقال غول في بيانه "الهدف الاساسي لحكومتنا هو تحويل تركيا الى بلد الحريات تماشيا مع المعايبر الاوروبية العليا".
وفي اطار المساعي التركية الحثيثة يزور اردوغان كوبنهاغن الاثنين لاجراء محادثات مع المسؤولين الدنماركيين الذين يتولون الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، بعد جولة له في 14 من اصل 15 دولة عضو في الاتحاد الاوروبي.
وبعد زيارة قصيرة لواشنطن للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش يعود اردوغان الى كوبنهاغن في سبيل القمة برفقة الوفد الرسمي التركي الذي سيضم في صفوفه خصوصا غول ووزير الخارجية يشار ياكش.