الدوحة- بيتر ماكلر: &بالرغم من النشاطات الدبلوماسية الاميركية المكثفة تبدي الاسرة الدولية حماسا ضئيلا لشن ضربة للعراق حتى ان بعض حلفاء الولايات المتحدة يبدون ترددا لا بل معارضة لمثل هذا المشروع.
ورغم ذلك، فان مسؤولين اميركيين يقولون انهم مرتاحون ازاء الردود التي حصلوا عليها لدى حوالى خمسين دولة حيال اقتراحهم ضرب نظام الرئيس العراقي صدام حسين في حال رفض هذا الاخير التخلص من اسلحة الدمار الشامل المتهم بحيازتها.&وكان نائب وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز اعلن بعد اجتماع حلف شمال الاطلسي في بروكسل "اذا كان اللجوء الى القوة ضروريا فسيكون العالم الى جانبنا".
ولكن اذا نظرنا عن قرب الى مواقف الشركاء المحتملين للولايات المتحدة في الهجوم ضد العراق، فان بريطانيا وحدها تتميز عن البقية اذ تؤكد علنا انها مستعدة لاداء دور رئيسي في الهجوم.
ومن بين دول الخليج الحليفة للاميركيين، فان قطر التي ينتشر فيها اكثر من اربعة الاف جندي اميركي استضافت مركز قيادة اميركيا. وقد تعهدت الكويت بتقديم دعم لوجستي ولكن فقط في حال موافقة الامم المتحدة على الهجوم ضد العراق.
اما السعودية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، فقد رفضت فتح قواهدها الجوية امام الاميركيين. كما ان العديد من الدول الحليفة للاميركيين تبدي القليل من الحماسة بل انها تعارض بصراحة شن هجموم ضد العراق وخصوصا اذا لم يوافق مجلس الامن على شن هذه العملية.
وهذا الاسبوع، ابلغت السلطات التركية الولايات المتحدة ان عليها ان لا تعول كثيرا على نشر قواتها في تركيا مضيفة ان انقرة ليست مستعدة بعد للسماح باستخدام قواعدها الجوية لمهاجمة العراق.
كذلك، لم يستجب اعضاء اخرون في الحلف الاطلسي كليا لمطالب الاميركيين. ففي المانيا، اعطى المستشار الالماني غيرهارد شرودر الضوء الاخضر للحلفاء لاستخدام المجال والقواعد الجوية في البلاد غير انه اعلن ان القوات الالمانية لن تشارك في هجوم في اي حال من الاحوال.&وترغب ايطاليا والدنمارك والنروج وكندا في ان يكون كل استخدام للقوة مشروطا بصدور قرار جديد عن الامم المتحدة.
واعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو-ماري ان اي قرار منفرد من الولايات المتحدة "سيعتبر بمثابة عدوان من العالم الغربي على العالم المسلم وسوف يغذي موجة الارهاب المتصاعدة".&غير ان مصادر عسكرية فرنسية قالت ان القوات الخاصة البحرية والمجوقلة الفرنسية والفرقة الاجنبية تجري تدريبات تحسبا لاحتمال نشرها في العراق.
وذهبت اليونان ابعد من ذلك عبر اعلان رفضها اي انتهاك للاراضي العراقية حتى في حال اعطى مجلس الامن في الامم المتحدة الضوء الاخضر لضرب العراق. ورفضت مصر والاردن، الحليفان الكبيران لواشنطن في الشرق الاوسط، قطعيا المشاركة في حرب ضد العراق.&وتعارض باكستان بحزم مبدأ شن حرب ضد العراق معتبرة انها ستكون بمثابة هجوم غربي ضد المسلمين.
اما استراليا، فهي مستعدة للتدخل في العراق كما قامت بذلك في افغانستان لدعم حملة الولايات المتحدة، ولكنها سترسل عددا قليلا من الجنود لعدم افراغ الجبهات الاخرى من حربها ضد الارهاب بعد اعتداء بالي في تشرين الاول/اكتوبر الذي اسفر عن مقتل 90 من رعاياها من اصل 190 قتيلا.
وافادت وكالة ايتار تاس الروسية ان موسكو التي ترفض البحث مع الولايات المتحدة في احتمال شن هجوم عسكري مشترك ضد العراق، تعتبر انه يجب تسوية القضية العراقية في اطار الامم المتحدة.
وتحاول دول اخرى ان تعثر على وسائل بديلة في دعم الولايات المتحدة. وتدرس المجر ايضا احتمال اعداد عناصر من المعارضة العراقية لاستخدامهم مترجمين ميدانيا في حين ان ايسلندا مستعدة لتقديم وسائل نقل للجنود الى حلف الاطلسي.