لندن إيلاف: تجمعت الليلة معلومات من مصادر أميركية وبريطانية معنية في الشأن الاقتصادية قالت عكس ما أذيع رسميا في واشنطن من ان وزير الخزانة بول اونيل ولورانس ليندسي المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي جورج دبليو بوش استقالا من منصبيهما طواعية.
ومعلومات خزنة "إيلاف" تقول ان الوزير اونيل والمستشار طردا بقرار من الرئيس بوش الذي لمس انهيارا اقتصاديا ملحوظا في عهد ادارته محملا المسؤولية للوزير والمستشار سواء بسواء.
واونيل (67 عاما) اول وزير يترك منصبه في عهد الرئيس بوش، وقالت المعلومات ان الرئيس بوش الذي يستعد من الآن الى حملة انتخابات رئاسية حاسمة لولاية ثانية بعد سنين قليلة يخشى انهيارا اقتصاديا ذريعا قد يقود الى هزيمة قاسية امام الديموقراطيين الذين بدأوا الاستعداد منذ اللحظة للثأر من هزيمة مرشحهم آل غور في الانتخابات الأخيرة.
وكانت مصادر رسمية في البيت الابيض قالت ان الوزير والمستشار استقالا رسميا، وذكرت الناطقة باسم وزارة الخزانة الاميركية ميشال ديفيس اليوم ان وزير الخزانة بول اونيل اعلن استقالته من منصبه خلال الاسابيع القادمة في رسالة بعث بها الى البيت الابيض.
وكتب اونيل في رسالته الى الرئيس الاميركي جورج بوش "بموجب هذه الرسالة استقيل من منصبي كوزير للخزانة". واوضحت الناطقة للصحافيين ان استقالة اونيل ستصبح نافذة في الاسابيع المقبلة.
وكان لاستقالته وقع المفاجأة، وان كان المحللون يتوقعون تجديد الفريق الاقتصادي في الحكومة الاميركية بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وكان اونيل يتعرض لانتقادات منتظمة بسبب تصريحاته اللاذعة في غالب الاحيان، وهناك في الادارة من يحمله مسؤولية بدء الانهيار الاقتصادي الملاحظ.
وجاء في رسالته الى بوش "يشرفني ان اكون توليت منصبي خلال هذه الاوقات العصيبة"، في اشارة الى اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 والانكماش الاقتصادي الذي شهدته الولايات المتحدة العام الماضي.
وتزامنا اعلن كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الاقتصادية لورنس ليندسي (48 عاما) استقالته ايضا من بعد استقالة الوزير بلحظات.
&ورفض الناطق باسم البيت الابيض اري فلايشر القول ما اذا كانت الاستقالتان جاءتا بطلب من البيت الابيض، الا انه اوضح ان جورج بوش "اطلع صباح (اليوم الجمعة) على الارقام في قطاع العمل" التي بدت اكثر سوءا مما كان متوقعا.
&وارتفعت نسبة البطالة في الولايات المتحدة الى 6 بالمئة بين القوى العاملة في تشرين الثاني (نوفمبر) مقابل 7،5 بالمئة في تشرين الاول (اكتوبر)، بينما تم الغاء اربعين الف وظيفة الشهر الماضي.
&وكان اونيل البالغ من العمر 67 عاما يتعرض لانتقادات مستمرة بسب تصريحاته اللاذعة. وستدخل استقالته حيز التنفيذ في الاسابيع المقبلة.
&وكتب اونيل في رسالة من ثلاث فقرات الى بوش "بموجب هذه الرسالة استقيل من منصبي كوزير للخزانة".
&وهو اول وزير يستقيل من حكومة بوش.
&وقد شكلت استقالة المسؤولين الاميركيين مفاجأة مع ان المحللين كانوا يتوقعون تجديدا في فريق الرئيس الاميركي الاقتصادي بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر.
&وقال فلايشر انه سيتم تعيين خلفين للرجلين قريبا.
&واضاف ان "الرئيس يقدر الخدمات التي اداها بول اونيل ولورنس ليندسي للبيت الابيض والبلاد"، مشيرا الى ان الرجلين قادا البلاد من مرحلة من الركود الى مرحلة من النمو" ولعبا دورا اساسيا في اقرار قوانين "تخفيض الضرائب وقوانين اخرى".
&وتم تعيين اونيل وليندسي مع تولي جورج بوش مهامه في كانون الثاني (يناير) 2001.
&وتاتي استقالتهما في وقت يشهد الاقتصاد الاميركي صعوبات في الخروج من حالة الانكماش التي بدا يعاني منها منذ بداية السنة وفي وقت تستمر نسبة البطالة بالارتفاع.
&واعلن البيت الابيض بعد الفوز الذي حققه الحزب الجمهوري في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) انه سيطلق خطة نهوض اقتصادية في بداية العام المقبل.
ونقلت ميشال ديفيس الناطقة باسم اونيل عنه قوله ان "هناك اشياء كثيرة مهمة يمكن القيام بها في الحياة".
&واضافت انه كان قد خطط للتقاعد في العام 2000 عندما ترك مهامه كمدير شركة "الكوا" التي تحتل المرتبة الاولى في العالم في مجال صناعة الالومنيوم.
وعمل اونيل قبل ذلك رئيسا لـ"انترناشونال بايبر" الشركة الاميركية الاولى في مجال صناعة الورق،
&كما اكتسب خبرة في المسائل المتعلقة بالموازنة في البيت الابيض حيث كان على مدى عشر سنوات رئيسا لمكتب الموازنة، الجهاز الذي يعد الموازنة السنوية للبلاد وتحيله الرئاسة الاميركية الى الكونغرس.
ومن الاسماء المطروحة لخلافة اونيل: تشارلز شواب مدير شركة سمسرة تحمل اسمه، وفيل غرام السناتور الجمهوري السابق عن ولاية تكساس الرئيس السابق للجنة المصرفية في مجلس الشيوخ.
&اما لورنس ليندسي فقد كان حاكما ونائب رئيس في الاحتياط الفدرالي الاميركي من 1991 الى 1997.
&وهو خبير في قضايا الضرائب. وهو خدم في ادارتي الرئيسين السابقين الجمهوريين بوش الاب ورونالد ريغان.