بغداد&-حسن الجويني: يفترض ان يصل الاعلان المرتقب جدا الذي يعرض فيه العراق برامجه ذات الطابع العسكري الاحد الى نيويورك غير ان معرفة محتواه وتحليله سيتطلب اسابيع.&وينتظر ان يتم نقل التقرير الذي سيسلم مساء اليوم السبت الى ممثلي الامم المتحدة في بغداد، جوا الى مقر الامم المتحدة في نيويورك والى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
&ورفض المتحدث باسم مفتشي الامم المتحدة هيرو يواكي توضيح المسار الذي سيسلكه التقرير العراقي غير ان من المتوقع ان يمر عبر القاعدة الخلفية للامم المتحدة في لارنكا (قبرص).&وقال "ستصل الوثيقة الاحد الى نيويورك غير انه ليس مخولا لي الادلاء بالمزيد". ويمثل يوم الاحد الثامن من كانون الاول/ديسمبر نهاية المهل المحددة من قبل مجلس الامن لتقديم التقرير العراقي.
&وعندها، حسب يواكي، تبدأ عملية التقويم لالاف الصفحات الموزعة الى نص اساسي وعدة ملاحق تتعلق بالصواريخ والجوانب النووية والكيميائية والبيولوجية التي يمكن ان تكون طويلة.&واوضح ان "لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة (انموفيك) مؤتمنة على هذه الوثيقة" ومهمتها درسه "ولا نعرف كم يلزم من الوقت للقيام بذلك".
&ويتالف التقرير العراقي الذي عرض اليوم السبت على الصحافيين من اكثر من 11 الف صفحة في قسمه الاساسي كتبت باللغتين العربية والانكليزية.&ولدى وصوله الى نيويورك سيصار الى ترجمته ويمكن ان يطول هذا الامر بالنظر انه يجب ان يترجم الى اللغات الاربع للاعضاء الدائمين في مجلس الامن (الفرنسية والروسية والصينية والانكليزية).
غير ان رئيس مجلس الامن الكولومبي الفونسو فالديفييسو قال ان الوثيقة لن تنشر قبل ان يتثبت الخبراء من انها لا تتضمن عناصر تتيح صنع او حيازة اسلحة تحظرها المعاهدات الدولية.&وتتمثل اولى مهام مفتشي نزع الاسلحة الدوليين في نقل الاعلان في شكل ملفات الكترونية بهدف التمكن من دراسته بشكل فعال وخاصة مقارنته ببنوك المعلومات التي يملكونها.
&ويتعين ان يجيب الاعلان العراقي في المقام الاول عن اسئلة ظلت قائمة بعد عملية التفتيش السابقة في العراق بين 1991 و1998. وسيبحث الخبراء على مؤشرات عن وجود صاروخي سكود من صنع سوفياتي وخمسة صواريخ اخرى من صنع محلي.
&كما انهم سيسعون الى معرفة ما اذا كان العراق قدم ادلة على انه دمر 25 قذيفة مزودة بعصيات الجمرة الخبيثة ومواد اخرى قاتلة ومصير ستة آلاف قنبلة كيميائية و550 قذيفة مزودة بغاز الخردل واكثر من 150 قنبلة مزودة بشحنات كيميائية وجرثومية قوية من نوع ار 400. كما ان على الخبراء تقويم تصريحات العراقيين بشأن 30 الف لتر من العناصر الجرثومية القاتلة.&واعلنت بغداد ان اعلانها سيضم معلومات جديدة خاصة في مجال البرامج المدنية التي يمكن ان تكون لها تطبيقات عسكرية.
&ير ان المعركة بشأن مضمون التقرير بدأت بالفعل اذ اكدت الولايات المتحدة ان الاعلان العراقي سيخفي الجانب الاساسي من برنامجه لتطوير اسلحة الدمار الشامل.&بل ان المتحدث باسم البيت الابيض شبهه بسبب حجمه، بدليل هاتف. وقال ان الادارة الاميركية ستأخذ وقتها لدراسة الوثيقة التي ستعكف عليها اجهزة الاستخبارات الاميركية بعناية.

وكان اكد مسؤول عراقي رفيع المستوى ان الاعلان العراقي الذي سيسلم مساء الى الامم المتحدة في بغداد يؤكد خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل.&وقال حسام حسن امين المدير العام للهيئة الوطنية للرقابة النظير العراقي للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة في مؤتمر صحافي عقده اثر عرض تقرير العراق حول برامجه ذات الطابع العسكري امام الصحافيين، ان التقرير الذي سيلم الى الامم المتحدة في العراق "في الساعات القليلة القادمة يؤكد ان العراق لم يعد يملك اسلحة دمار شامل".
&ولم يوضح المسؤول العراقي مكان ولا ساعة تسليم التقرير بدقة مشيرا الى انه تم استبعاد وسائل الاعلام عن عملية التسليم بطلب من مفتشي الامم المتحدة.&وكان تم عرض التقرير المرتقب الذي يقع قسمه الاساسي في حوالي 12 الف صفحة بعد ظهر اليوم على الصحافيين.
&ولم يتم عرض فحوى التقرير على الصحافيين.&كما عرضت التقارير نصف السنوية حول برامج التسليح العراقي بين تموز/يوليو&1988 وتموز/يوليو 2002 في اقراص مدمجة "سي دي روم".&وتبلغ طاقة هذه الاقراص 529 ميغابايت بحسب المسؤولين العراقيين.&كما تم عرض تقرير "كامل حول نظام الرقابة المستمرة" لاسلحته الذي اقامته لجنة التفتيش السابقة "انسكوم".
وكانت قد تزايدت التخمينات الصحافية في وقت سابق بشأن حجم هذا الاعلان&بشأن ترسانة العراق&العسكرية&لتراوح بين 1700 ثم 5000 ف 13 الفا و24 الف صفحة. وجمع&المسؤولون العراقيون&الصحافيين في بغداد ليعرضوا عليهم الوثيقة المرتقبة حول البرامج العراقية التي ستسلم مساء الى بعثة الامم المتحدة.
&
اشاعات وتخمينات سابقة
وكانت قد واكبت&التخمينات الصحافية حركة الصحافيين التي تميزت بالاشاعات والتعليمات والتعليمات المضادة في مركز صحافي متداع ومزدحم تضعه السلطات العراقية تحت تصرفهم باسعار من نار.
وتغير ميعاد ومكان تسليم السلطات العراقية لتقريرها عشر مرات مع ما رافق ذلك من تدافع ولخبطة في خطط المصورين وكاميرات وسائل الاعلام الحريصة على عدم تفويت لحظات تسليم اعلان قد يحدد الحرب والسلام في المنطقة.
وقال أحد المراسلين&وهو يدلف الى احد المكاتب الضيقة والمتلاصقة حيث يتنافس 150 صحافيا على متابعة تطورات الازمة العراقية لحظة بلحظة "واذن يبدو انه لا يزيد عن 1700 صفحة".&ويرد عليه زميل له بحدة "لا لا انه يقع في 10 الاف صفحة بحسب عراقي اعلن ذلك الى اذاعة اسكندنافية التي نقلت ذلك الى تلفزيون ياباني".
اما قناة "الجزيرة" القطرية فقد حطمت الارقام التي قدمتها باقي وسائل الاعلام مؤكدة نقلا عن "مصادر عراقية مطلعة" ان الوثيقة العملاقة ستكون في 24 الف صفحة مقسمة لحسن الحظ بين نص اساسي وملاحق.&وغذى المسؤولون العراقيون هذا التشويق عبر رفض تقديم اي توضيح وبتغيير ساعة ومكان الاعلان التي يقدمونها للصحافيين باستمرار.
ويتعرض مسؤولو المركز الصحافي في مكاتبهم الداكنة التي لا تتوقف هواتفها عن الرنين ولا تكاد عوازلها البلورية ذات الاطراف الالمنيوم على طابعها الشفاف، الى ضغط من اسئلة الصحافيين فيوفرون لهم بعض حلوى عيد الفطر لتخفيف نفاد صبرهم.
وفي لحظات المشاورات المكثفة يغلق هؤلاء المسولون ابواب مكاتبهم ويغادرونها الى مشاورات مطولة مع مرؤوسيهم في الطوابق العلوية من وزارة الاعلام ثم يعودون بتعليمات جديدة.
وبدأ الغموض بكثافة سحب الدخان التي تنتشر بلا انقطاع في الارجاء. والامر اليقين الوحيد هو انه لا احد يريد تفويت موعد عرض التقرير الذي سيكون عندها بامكانهم التملي في ضالتهم المنشودة.
واول ضحايا هذا الاضطراب هم السواقون المجندون وكانهم سيدخلون سباقا. ويريد هؤلاء ان يكونوا على يقين من انهم لن يضيعوا السيارة التي تقود القافلة وايصال زبائنهم الى مبتغاهم.
وبعد ان تم ابلاغ الصحافيين بضرورة ان يكونوا جاهزين عند الساعة 7:50 بالتوقيت المحلي ( 4:50 ت غ) تم اعلامهم في وقت لاحق بتغيير الموعد الى الساعة 8 (5 ت غ).&ثم اضطروا الى تغيير وجهتهم مرة اخرى مرة اولى فثانية في اتجاه المستودعات في انتظار انطلاق في وقت لاحق.
وعادت الاشاعات مجددا تشير الى احتمال استبعاد الصحافيين بعيدا عن مراحل هذا اليوم الذي تريده تاريخيا. وتطل رؤوس من ابواب مواربة لتهمس في اذن زميل منهمك امام حاسوب "لقد بدأنا المراهنات. هل الامر يعنيك؟".
شاغل الصحافة ..وثائق العراق النجم الاول
دعك من نجمة هوليوود وينونا رايدر التي ادينت بسرقة متاجر ودعك من رئيس خدم الأميرة الراحلة ديانا اللذين استحوذا على وسائل الاعلام لفترة من الوقت .. النجم القادم لوسائل الاعلام العالمية سيكون حفنة صناديق تحتوي على وثائق.
وهذه الصناديق الضخمة المصنوعة من الورق المقوى في حد ذاتها لن تجتذب عدسات المصورين وانما ستسلط عليها كاميرات التلفزيون لانها تحتوي على أشياء يمكن ان تصنع الفرق بين الحرب والسلام في العراق.
ولان بغداد تقول ان هذه الوثائق ستشمل التفاصيل الكاملة لبرامج أسلحتها في السابق فان افراد أطقم وسائل الاعلام سيتدافعون لتسجيل الحدث عندما تسلم هذه الصناديق إلى مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة في بغداد مساء يوم السبت.
وستكون هناك أطقم اخرى من وسائل الاعلام في انتظار وصولها بعد بضع ساعات في مكاتب الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ثم في وقت لاحق في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
ومن المؤسف انه لن يتمكن أحد خارج أعضاء لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة في نيويورك من الاطلاع على هذه الوثائق لبضعة أيام.ويهدف ذلك إلى اعطاء المفتشين بعض الوقت لفحصها بحثا عن أسرار عسكرية قد تساعد دخلاء على تطوير أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية خاصة بهم.
وستبقى الوثائق مخبأة لبضعة أيام أخرى بينما تقوم الأمم المتحدة بترجمتها إلى عدد لم يحدد بعد من اللغات ثم يتم تصويرها لاعداد نسخ منها لتوزيعها على أعضاء مجلس الامن الدولي الخمسة عشر بمن فيها الولايات المتحدة.
وقال دبلوماسي غربي "سوف يستغرق هذا الأمر بعض الوقت" قبل ان يتم توزيع الوثائق. وأضاف الدبلوماسي قائلا "بينما كنا جميعا نعتقد اننا قد نقدم رد فعلنا على الاقرار الذي سيقدمه العراق&الا ان الأمر سيستغرق وقتا أطول."
وقال سفير العراق لدى الأمم المتحدة محمد الدوري "انه تقرير ضخم للغاية وتقرير سميك جدا ولذك أعتقد انهم سيحتاجون إلى وقت لمناقشته."وأضاف قائلا "سوف يحتوي على كمية ضخمة جدا من المعلومات."وحتى قبل تعبئة الصناديق بالوثائق قوبلت الوعود التي قدمها العراق بتحد من جانب واشنطن التي أكدت ان التقرير الضخم الذي يقدر بنحو عشرة آلاف صفحة ليس سوى ممارسة للغش يمكن ان تساعد في التمهيد لضربات عسكرية امريكية ضد العراق.
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش في الاسبوع الماضي ان الرئيس العراقي صدام حسين "يقول انه ليس لديه أسلحة الدمار الشامل."واضاف بوش قائلا "هو لديه هذه الأسلحة. وهي ليست فقط لديه وانما استخدمها."وقال بوش "الاختيار متروك له. واذا لم ينزع أسلحته فان الولايات المتحدة ستقود تحالفا وتنزع أسلحته باسم السلام."
وكان مجلس الامن هو الذي بدأ العملية برمتها في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني الماضي عندما اصدر القرار 1441 الذي يطالب العراق بأن يقدم خلال 30 يوما اقرارا بجميع برامج الأسلحة التي لديه.وقال العراق مرارا انه ليس لديه أسلحة دمار شامل وان الاقرار الذي سيقدمه سيعكس ذلك.

&الرئيس العراقي يترأس اجتماعا لكبار مساعديه
&
ترأس الرئيس العراقي صدام حسين اجتماعا للهيئات القيادية العليا في العراق خصصت لبحث القضايا السياسية الاقليمية والدولية، على ما افاد التلفزيون العراقي.&وضم الاجتماع اعضاء مجلس قيادة الثورة اعلى هيئة قيادية في العراق وقيادة حزب البعث الحاكم، وفق المصدر ذاته.
&وشارك في الاجتماع ايضا رئيس المجلس الوطني العراقي (البرلمان) سعدون حمادي ووزير الخارجية ناجي صبري ومسؤولين رفيعي المستوى.&واعلن الاجتماع في الوقت الذي يستعد فيه العراق لتسليم مفتشي الامم المتحدة في بغداد اعلانه بشأن برامجه ذات الطابع العسكري ذي الاهمية الخاصة في مواصلة مسيرة نزع الاسلحة المقررة في قرار مجلس الامن رقم 1441.&ومن المقرر ان يتوجه الرئيس العراقي مساء اليوم بكلمة "مهمة الى شعب الكويت" وفق ما اعلنت وكالة الانباء العراقية الرسمية دون تقديم مزيد من الايضاحات.