لندن - ايلاف: دخلت لندن وموسكو منذ امس في تصادم سياسي على خلفية الافراج من الجانب البريطاني بكفالة عن المسؤول السياسي احمد زكاييف الذي وصل الى الاراضي البريطانية فجر الجمعة آتيا من الدنمارك.
واذا يمثل زكاييف امام محكمة بو ستريت اللندنية الاربعاء المقبل للنظر في طلبه اللجوء السياسي في المملكة المتحدة، فإن الممثلة البريطانية العالمية فينيسيا تقود حملة في الاوساط البريطانية ضد الموقف الروسي المطالب بتسليمه مع الضغط على السلطات البريطانية لحملها على منحه حق اللجوء السياسي.
وتقول ريدغريف التي ظلت تناصر على الدوام القضية الفلسطينية وهي تعتبر صديقة للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي التقته عشرات المرات انها تخشى على حياة المبعوث الشيشاني زكاييف اذا ما تم ترحيله الى موسكو بسبب تهم بالإرهاب.
وقالت ريدغريف الممثلة الستينية والمدافعة الصلبة عن حقوق الانسان "زكاييف رجل عالي الثقافة وممثل باهر وسياسي منفتح لا يمكن ان يقوم بافعال ارهابية، فكيف لوزير منفتح مثله ان يشارك في عملية مسرح قصر الثقافة في موسكو؟"
وفي حديث للصحافة قالت ريدغريف البارحة "هذا الرجل الهادىء والمثقف سيموت من أزمة قلبية اذا تم تسليمه الى السلطات الروسية التي تقدم تفسيرات ومطالب غامضة منها اتهامه بعشر تهم ارهابية".
وكان زكاييف وصل الى بريطانيا فجر امس الجمعة سعيا إلى الحصول على لجوء سياسي، وألقي القبض عليه في مطار هيثرو، ثم أفرج عنه لاحقا بكفالة مالية دفعتها ريدغريف.
وفي موسكو، عبر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف عن غضبه الشديد من بريطانيا لإفراجها عن زكاييف بكفالة والسماح له بحرية التنقل. وقال "زكاييف مبعوث زعيم المتمردين اصلان مسخادوف كان دعا إلى مزيد من الهجمات على الروس، مثل أزمة الرهائن في مسرح بموسكو.
وتساءل الوزير الروسي "ماذا سيحدث إذا وصل إرهابي آخر، كأسامة بن لادن الموجود اسمه أيضا على قائمة المطلوبين دوليا، إلى لندن وقال إن هناك إعدادا لهجمات إرهابية على أهداف غير عسكرية في الولايات المتحدة؟".
وأضاف "ماذا سيحدث له؟ هل سيجرى معه حوار هادئ في قسم شرطة ثم يسمح له بأن يغادر؟" زكاييف يعول على العدالة البريطانية، لأنه يعلم أنه لم يقترف أي جريمة ألكساندر جولدفارب، داعية حقوق إنسان روسي.
وقد أطلق سراح زكاييف يوم الثلاثاء بعد 34 يوما في الحجز في الدنمارك، حيث رفضت محكمة طلبا روسيا لترحيله بناء على اتهامات بالإرهاب. وقد ألقت السلطات الدنماركية القبض عليه حين شارك في مؤتمر شيشاني في كوبنهاجن، بعد هجوم السلطات الروسية على متمردين في مسرح بموسكو.
لكن المحكمة حكمت بأن روسيا قدمت أدلة غير كافية لتأييد اتهاماتها له.
قائد ميداني
وفي مؤتمر صحفي، قالت ردجريف وعديد من زملائها إن زكاييف بريء وإن روسيا استغلت الهجوم على المسرح عذرا للقبض عليه. وفي وقت سابق، قال داعية حقوق الإنسان ألكساندر جولدفارب لإذاعة إخو موسكفي إن "زكاييف يعول على العدالة البريطانية، لأنه يعلم أنه لم يقترف أي جريمة." وقال مؤيدو زكاييف إنه جاء إلى إنجلترا للحصول على اللجوء السياسي. ويشتمل طلب ترحيله على عشر تهم، منها القتل وشن حرب ضد روسيا كقائد شيشاني ميداني في الفترة بين 1995 و2000.
ومن المقرر أن يمثل زكاييف، 43 سنة، أمام محكمة باو ستريت يوم 11 ديسمبر( كانون الأول) الحالي، ولا يوجد اتفاق ترحيل بين بريطانيا وروسيا التي لم تلغ رسميا عقوبة الإعدام.
وكان زكاييف سيلقى القبض عليه لدى وصوله إلى أي من الدول الـ 182 الأعضاء في الشرطة الدولية (الإنتربول).
ومنذ شفائه من إصابة عام 2000، اضطلع زكاييف بدور الممثل الرئيس لأصلان مسخادوف في أوروبا. وقد حاولت روسيا تقديم حملتها ضد الانفصاليين الشيشانيين على أنها جبهة أخرى للحرب ضد الإرهاب.
ورغم أن الحكومة الروسية تلقت بعض التأييد، فإن الزعماء الأوروبيين لا يزالون يحثون موسكو على التوصل إلى تسوية سياسية. وقد علقت روسيا عقوبة الإعدام لدى التحاقها بالمجلس الأوروبي عام 1996.
لكن وزير العدل يوري شايكا أبلغ نائب الأمين العام للمنظمة يوم الجمعة أن الدعم الشعبي لعقوبة الإعدام يكتسب زخما بعد الهجوم الشيشاني على مسرح في موسكو في اكتوبر( تشرين الأول) الماضي.