نيروبي -كريستوف بارير: رغم توجيه اصبع الاتهام الى تنظيم القاعدة بالوقوف وراء اعتداءات عدة منها أعتداءات مومباسا (كينيا) وجربة (تونس) اضافة الى اعتقالات جرت في المغرب فان الادلة الملموسة على وجود علاقة رسمية لتنظيم اسامة بن لادن وهذه الهجمات في افريقيا نادرة.
&والمثال اللافت على هذه الاتهامات التي لا تستند الى ادلة رسمية، على الاقل في الصحف، الهجوم المزدوج ضد الاسرائيليين في 28 تشرين الثاني/نوفمبر بالقرب من مومباسا (جنوب شرق كينيا) الذي اوقع 16 قتيلا: عشرة كينيين وثلاثة اسرائيليين اضافة الى الانتحاريين الثلاثة.
فبعد بضع ساعات من الهجوم بالسيارة المفخخة على فندق في مومباسا واطلاق صواريخ على طائرة اسرائيلية، وجه العديد من الاختصاصيين في الارهاب الاتهام الى القاعدة مذكرين بانها نفذت سابقا ضربات عام 1998 في نيروبي.&وفي 28 تشرين الثاني/نوفمبر، لم يستبعد نائب الرئيس الكيني موياليا مودافادي هذه الفرضية لدى زيارته لموقع الهجوم.
&وبعد ساعات وجه مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته الاتهام الى مجموعة الاتحاد الاسلامي الصومالية المعروفة بانها مقربة من القاعدة ولكن من دون تقديم اي دليل على صحة هذه الاتهامات.&وقال وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز في الاول من كانون الاول/ديسمبر ان "الشكوك حول القاعدة تتعزز" مقرا في الوقت نفسه بانه "لا يملك ادلة ملموسة على تورط" القاعدة.
&وفي الثاني من كانون الاول/ديسمبر، قال مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته ان قاذفات الصواريخ المستخدمة في هجوم مومباسا من نفس طراز تلك التي استخدمت في هجوم نسب الى القاعدة ضد طائرة اميركية في السعودية.&وفي اليوم نفسه، نشر موقع انترنت اسلامي بيانا مفاده ان القاعدة تتبنى الهجوم المزدوج غير انه لم يتم التحقق مما اذا كان النص صادرا فعلا عن القاعدة.
&وفي الرابع من كانون الاول/اكتوبر، اكد الرئيس الاميركي هذه الشبهات قائلا "اعتقد ان القاعدة متورطة في الهجمات الافريقية في كينيا" غير انه لم يقدم اي دليل يؤكد ذلك.
&وفي كينيا، يوجد 14 معتقلا يجرى استجوابهم حتى اليوم في اطار التحقيق حول هجومي 28 تشرين الثاني/نوفمبر. ولم يكتشف وجود اي علاقة فعلية للقاعدة حتى الان.
&اما الملف الافريقي الاخر الذي تتهم فيه القاعدة من دون اي دليل قاطع هو الاعتقالات التي جرت في الربيع الماضي في المغرب والتي شملت ثلاثة سعوديين وسبعة شركاء مغربيين بينهم ثلاثة نساء.
&ويقدم المحققون هؤلاء الاشخاص على انهم اعضاء في "خلية نائمة" في شبكة بن لادن كانوا يخططون لتنفيذ العديد من العمليات الانتحارية وخصوصا ضد سفن غربية تعبر مضيق جبل طارق.&ولم يقدم حتى اليوم اي دليل على وجود علاقة للقاعدة بالحادث باستثناء "اعترافات" يرجح ان يكون احد هؤلاء ادلى بها خلال التحقيق الامر الذي نفاه المحامون رسميا متهمين الشرطة بتعذيب موكليهم.
&وتختلف حالة اعتداء جربة الذي اوقع في 11 نيسان/ابريل 21 قتيلا بينهم 14 سائحا المانيا وفرنسيان وخمسة تونسيين الى جانب الانتحاري.&وخلال شهرين، ذكر المحققون بانتظام اسم شبكة القاعدة رغم ان السلطات التونسية لم تقر بانه عمل ارهابي الا بعد وقت طويل خشية من تاثير ذلك على القطاع السياحي.&وفي 23 حزيران/يونيو، ازال المتحدث باسم القاعدة سليمان ابو غيث كل الشكوك عبر اعلانه تبني القاعدة للهجوم في تصريح بثته قناة الجزيرة القطرية الفضائية.
&وفي فرنسا، نفذت العديد من الاعتقالات ووجهت اتهامات الى افراد عائلة الانتحاري نزار نوار او مقربين منه. ويشتبه المحققون الفرنسيون بان وليد نوار شقيق الانتحاري اشترى هاتفا خليويا استخدمه شقيقه لاجراء اتصال مع مسؤول رفيع المستوى في القاعدة في باكستان قبيل الهجوم.