الدوحة- بيتر ماكلير: وصل قائد القوات الاميركية في الخليج الجنرال تومي فرانكس الى قطر، لحضور مناورات عسكرية هامة في الوقت الذي تبدو فيه الادارة الاميركية قريبة من اتخاذ قرار بشن حرب محتملة على العراق.
ووصل الجنرال فرانكس الجمعة الى قطر حيث اقامت القيادة المركزية للقوات الاميركية (سنتكوم) مقرها العام المدعو ليكون عصب الحملة العسكرية المحتملة على العراق.
وسيقوم الجنرال فرانكس بالاشراف على مناورات "نظرة من الداخل" المقرر ان تنطلق الاثنين بمشاركة الف عسكري اميركي وبريطاني على ما اشار القومندان بيل هاريسون المتحدث باسم سنتكوم.
وياتي وصول فرانكس الى المنطقة في الوقت الذي يسلم فيه العراق تقريره حول برامجه ذات الطابع العسكري الى الامم المتحدة والذي قد يؤدي تقويمه من قبل الامم المتحدة والولايات المتحدة الى السلم او الحرب في هذه المنطقة.
وحرصت واشنطن على استبعاد اي علاقة مباشرة بين المناورات والوضع في العراق الذي تهدده بنزع اسلحته بالقوة ان لزم الامر. غير ان عسكريين اميركيين يقرون بان سيناريوهات هذه المناورات تشمل العراق.&ويتكتم هؤلاء العسكريون على مدة اقامة 600 الى 700 عسكري اميركي بينهم خبراء تخطيط ويرفضون قول ما اذا كانوا سيبقون بعد تركيز تجهيزاتهم للاتصال وحواسيبهم.
ويقول اللفتانت كولونيل جون روبنسون وهو ايضا متحدث باسم سنتكوم "لم نقل ابدا سوى اننا ننوي اعادة انتشارنا بعد انتهاء المناورات غير ان هناك الكثير من الاشياء التي يمكن ان تغير (خططنا)".&غير ان المناورات تشكل بوضوح جزء من جهود الولايات المتحدة لابقاء لضغوط على الرئيس العراقي صدام حسين ليتخلى عن برامجه للتسلح النووي والكيميائي والبيولوجي.
وينتظر وصول وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد الى قطر في اعقاب جولة في القرن الافريقي الاسبوع القادم، بحسب السفارة الاميركية في الدوحة. كما ان الجيش الاميركي بدأ في قبول الصحافيين في المواقع القريبة من العراق في الكويت.
وهذا التمرين في قطر هو الاخير في سلسلة مناورات اطلق عليها "نظرة من الداخل". وكانت مناورات مماثلة ساعدت على وضع خطط الهجوم في حرب الخليج سنة 1991 التي تمكن فيها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة من طرد القوات العراقية من الكويت.
واختارت الولايات المتحدة ازاء تردد المملكة السعودية التي ترفض استخدام اراضيها قاعدة لهجوم محتمل على العراق، اقامة مركز قيادة في قاعدة الصالحية التي تبعد 15 كلم عن العاصمة القطرية الدوحة.&وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فان الولايات المتحدة انفقت اكثر من 100 مليون دولار لانشاء 20 مستودعا مكيفا لمئات الدبابات والسيارات المصفحة.
ولا تشمل المناورات التي سيكون فيها الجنرال فرانكس على اتصال مع قادة للقوات البحرية والجوية والمارينز في المنطقة اضافة الى مقر سنتكوم في تامبا بفلوريدا، مشاركة قوات مقاتلة. وسيشارك فيها الاف العسكريين.
وكان متحدث باسم سنتكوم ذكر الاسبوع الماضي انها "ستكون مناورات هامة على مستوى عالمي" غير ان العسكريين الاميركيين يرفضون القول ما هي الدول الاخرى علاوة عن بريطانيا التي تشارك في المناورات.&واضاف هؤلاء ان الوسائل الحديثة تتيح قيادة حرب من تامبا غير ان مقر القيادة في قطر يمنح الجنرال فرانكس فرصة ان يكون قريبا من القوات.
وتم نشر حوالي 60 الف عسكري اميركي في المنطقة قرب العراق. ويتمركز اكثر من اربعة آلاف في قاعدة العيديد في قطر التي تمثل اكبر مخزن للعتاد العسكري الاميركي في المنطقة.