بغداد -حسن الجويني: غادرت الوثيقة التي تعتبر بغداد انها ستثبت خلوها من اسلحة الدمار الشامل العاصمة العراقية، الى نيويورك وفيينا ليتم تحليلها من قبل خبراء الامم المتحدة بينما تواصلت اليوم الاحد عمليات التفتيش في العراق.&وزار مفتشو الامم المتحدة اليوم مركزا للدراسات الجيولوجية في بغداد ومجمع الفالوجة شمال غرب بغداد الذي كان مختصا في الاسلحة الكيميائية والبيولوجية والذي اشتبهت في امره مؤخرا اجهزة المخابرات الاميركية.
&وغادرت طائرة للامم المتحدة تحمل اعلان العراق بشأن برامجه ذات الطابع العسكري صباح اليوم الاحد بغداد قاصدة لارنكا (قبرص). ويفترض ان تصل نسخة من الاعلان العراقي الى مقر الامم المتحدة بنيويورك واخرى الى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.&ووضعت مغادرة الاعلان حدا لنشاط سياسي واعلامي مكثف شهدته بغداد خلال الايام التي سبقت تسليم الاعلان الذي قد يقرر السلم او الحرب في المنطقة، مساء السبت.
واعتبر اللواء حسام محمد امين مدير الهيئة الوطنية العراقية للرقابة انه "اذا كان لدى الولايات المتحدة ادنى شعور بالعدل فانه عليها القبول بالاعلان" مضيفا انه "كاف لتفادي الحرب".&وتلقت الرئاسة الاميركية الاعلان العراقي بريبة وقال بيان لها "ان الحكومة الاميركية ستحلل الاعلان لجهة مصداقيته وتطابقه مع قرار مجلس الامن رقم 1441".
واعربت لندن عن موقف مماثل وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية "سندرس الملف بعمق وبعين ناقدة. وسيمضي بعض الوقت قبل ان نتلقى نسخة من التقرير ومن الهام في الوقت الراهن عدم التسرع في الحكم".&وتؤكد الولايات المتحدة وبريطانيا انها تملك معلومات من اجهزتها الاستخباراتية تشير الى ان العراق لا يزال يملك اسلحة دمار شامل.
&غير انهما لم تعلنا انهما ستقدمان هذه المعلومات الى الامم المتحدة التي تؤكد من جهتها ان المفتشين الدوليين فقط هم الجهة المخولة اظهار الحقيقة.&وقال كبير المفتشين هانز بليكس "نحن لا نؤكد ان (العراق) لا يزال يملك اسلحة دمار شامل".
واضاف "ان الاميركيين والبريطانيين يؤكدون ذلك. ولديهم شعور بانهم يملكون معلومات سرية تثبت ذلك. غير اننا لن نحصل على مثل هذه الوثائق (..) ولدينا فقط مجرد اسئلة".&واعربت الولايات المتحدة التي تحشد قواتها في الخليج مجددا عن شكوكها بشأن قدرة المفتشين على الاجابة على هذه الاسئلة.&وقال مسؤول اميركي رفض كشف هويته "هناك مئة مفتش في بلد بحجم كاليفورنيا. كيف يمكنكم مطالبتهم بان يكونوا قادرين على معرفة ان سلاحا للدمار الشامل موجود في هذا المكان او ذاك في وقت ما؟".
ويبلغ عدد المفتشين 17 حاليا غير ان عددهم سيصل الى مئة بحلول نهاية السنة.&وزار مفتشو لجنة المراقبة والتحقيق والتفتيش اليوم الاحد موقع الفالوجة على بعد 50 كلم شمال غرب بغداد وهو المجمع الذي كان احد ابرز مراكز تطوير اسلحة الدمار الشامل.&واشارت وكالة الاستخبارات الاميركية مؤخرا الى مصنع للكلور والفينول في هذا الموقع. ورات ان انتاج الكلور في الموقع اكبر من الحاجات المدنية للعراق وانه قد يكون يستخدم في انتاج اسلحة كيميائية.
&كما ان انتاج زيت القندس في الفالوجة اثار شكوك وكالة المخابرات المركزية الاميركية التي اكدت انه يمكن ان يستخدم كغازات مميتة تدخل في انتاج اسلحة بيولوجية.&وزار خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من جهتهم مركز دراسات جيولوجية في حديقة السعدون وسط بغداد.
&
وصول 25 مفتشا الى بغداد في اول تعزيز لفرق التفتيش&

&وصلت الى مطار صدام الدولي في بغداد اليوم الاحد مجموعة جديدة من 25 من مفتشي الامم المتحدة لتعزيز الفريق الاول الموجود في العراق منذ 25 تشرين الثاني/نوفمبر ، كما افاد مصدر ملاحي .&وقال المصدر ان المجموعة تضم "21 من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية واربعة من مفتشي لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) ".&ووصل المفتشون على متن طائرة هركوليز سي-130 تابعة للامم المتحدة .
&وكانت مجموعة اولى من 17 خبيرا (11 انموفيك وستة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية) قد وصلت الى بغداد في 25 تشرين الثاني/نوفمبر وبدات بعد يومين عمليات التفتيش المتوقفة منذ اربع سنوات .&وصرح المتحدث باسم مفتشي لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) وخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية هيرو يواكي في وقت سابق اليوم ان مهمة الامم المتحدة ستزداد سرعة وسيصل عدد الخبراء الى حوالي المائة قبل نهاية العام الحالي .