ديلي - فاجأت الاضطرابات في تيمور الشرقية السلطات كما اظهرت ان هذه الدولة الصغيرة لا تزال في وضع هش بعد ستة اشهر على اعلان استقلالها حيث يسودها الفقر والحقد والبطالة والامال الخائبة كما يرى المحللون.&واطلقت الحكومة والامم المتحدة تحقيقات لتحديد اسباب اعمال الشغب التي اوقعت قتيلين و25 جريحا يوم الاربعاء والتي فاجات الشرطة التيمورية واعضاء بعثة الامم المتحدة.
ولم تشهد تيمور تظاهرات عنيفة وحرائق واعمال نهب منذ 1999 حين وقعت عمليات التدمير التي قامت بها الميليشيات المعارضة للاستقلال والمؤيدة لابقاء هيمنة اندونيسيا التي اجتاحت هذه المستعمرة البرتغالية السابقة في 1975.&وقال كولن ستيوارت المسؤول السياسي في الادارة الانتقالية التابعة للامم المتحدة التي حكمت تيمور الشرقية منذ اجراء التصويت حول حق تقرير المصير في 1999 والى حين اعلان الاستقلال رسميا في ايار/مايو الماضي "لم نشهد مثل ذلك خلال ثلاثة اعوام، رغم حصول العديد من التظاهرات السلمية. لم يكن احد يتوقع ذلك".
واتفقت الحكومة والامم المتحدة على اعتبار ان تظاهرات ديلي كانت اكثر من احتجاج طلابي تطور الى اعمال شغب.&واعتبر ممثل الامم المتحدة الخاص كامالش شارما الجمعة "يبدو ان اعمال العنف تاتي ضمن مخطط لمهاجمة اهداف منتقاة في كل انحاء ديلي" بدون تحديد الجهة التي تقف وراء اعمال العنف.
&واتهم وزير الداخلية روجيريو لوباتو الخميس مجموعة قومية تحمل اسم "لجنة الدفاع الشعبي- جمهورية تيمور الشرقية الديموقراطية" بالوقوف وراء الاضطرابات بعد ان كانت متورطة في اعمال مماثلة في السابق. وهذه المجموعة تضم عناصر سابقين من "فريتيلين" المجموعة المسلحة التي كانت تقاتل ضد الهيمنة الاندونيسية وهي في السلطة اليوم.&من جهته اتهم الرئيس شانانا غوسماو "قوى تحركها دوافع بعيدة" بدون اعطاء توضيحات.&واتهم وزير الخارجية خوسيه راموس هورتا عناصر سابقة موالية لجاكرتا بدون الاشارة الى تورط اندونيسيا.
وقال محلل طلب عدم الكشف عن اسمه ان لجنة الدفاع الشعبي لعبت دورا بدون شك لكنني "لست متاكدا من انه يمكن اتهامها بكل شيء".&واضاف "لا يعلم احد ما حصل" وان التظاهرة الطلابية في مستهل الاضطرابات لم تكن سوى الشرارة "لاشخاص اخرين لديهم مشاريع اخرى واستفادوا منها".&وذكر بان بعض المسؤولين المحليين انتقدوا بشدة عملية تجنيد الشرطة التيمورية الجديدة. فقد تم رفض العديد من ترشيحات المسلحين السابقين في حين ان الوظائف مطلوبة جدا لا سيما في القطاع العام.
وتأججت الضغائن اثر تفضيل شرطيين سابقين من فترة الحكم الاندونيسي في بعض الاحيان.&والبطالة بشكل عام التي تقارب نسبة 80% لدى الشبان، بالاضافة الى الفقر حيث ان تيمور هي افقر دولة في آسيا، ساهما في الاضطرابات رغم ان المحرضين على التظاهرات وجهوا الحشود نحو اهداف محددة مثل منزل رئيس الوزراء ماري الكاتيري كما اضاف المصدر نفسه.&ولفت مراقب اخر الى ان كل ذلك يحصل "بسبب وجود جيل شباب مستاء، وبطالة ونقص في الوظائف بعد الاستقلال وآمال كثيرة انتهت الى خيبة".