بغداد -&لمياء راضي: لا يرد "سيدنا الخضر" طلبا للعراقيين فهو، حسب المعتقد الشعبى السائد فى العراق "يصنع المعجزات" فيزوج العوانس ويشفي المرضى ويساعد العاطلين في الحصول على عمل ويهدي الازواج الخائنين.
&ولكن النبى الخضر،الذى اصطحب النبى موسى في مركبه حسب ما ورد بسورة الكهف بالقران والذى يعتقد مريدوه خطأ ان قبره موجود فى بغداد، يعجز عن تلبية امنية مشتركة لجميع العراقيين وهي رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلدهم منذ غزو الكويت سنة 1990.
&ويزور العراقيون من شتى الفئات والطوائف بالالاف هذا المقام وهو بناء صغير اخضر يعلوه الغبار يقع على ضفاف نهر دجلة في بغداد.&عند المدخل تقف فتيات وسيدات يمكن التعرف على انهن شيعة من التشادور الاسود الذي يرتدينه والى جانبهن اخريات يلبسن الجينز وان اضطررن الى تغطية رؤوسهن قبل الدخول حيث توجد عند المدخل لافتة تحظر دخول غير المحجبات.
&اشواق جواد (23 سنة) جاءت من حي السعدون تطلب "شفاعة سيدنا الخضر" حتى يمن الله على اقاربها المرضى بالشفاء ويرزقها بعمل وب"عريس طيب ومحب".&تقول اشواق "سيدنا الخضر يصنع معجزات ولا غرابة في ذلك لانه من اجداد النبي" محمد.
&يذكر انل العلماء المسلمون يؤكدون ان مفهومى "الشفاعة" و"المعجزات البشرية" ليسا من المفاهيم الاسلامية الصحيحة ولكنهما يندرجان فى اطار المعتقدات الشعبية الموروثة فالله وحده، حسب الدين الاسلامى، هو القادر على صنع المعجزات.
&وتردد السيدات العراقيات اللاتى تزرن المقام الاساطير المنتشرة فى بغداد حول "سيدنا خضر" فتقول سعدية (44 سنة): "ابن جارتي كان مريضا بمرض جلدي عجز الاطباء عن علاجه فاحضرته الى هنا وقامت بتغطية جسده بطين البئر ثم غسله بمياهها فشفى".
&وتقول تحية "عندي ثمانى بنات لكنني انا وزوجي كنا نحلم بان يرزقنا الله بصبى فجئنا الى هنا نصلي ونوقد شمعة. وبعد عام رزقت بابني حسين".&ويحكى محمد محمود السويدان الذي نصب نفسه حارسا للمقام وهو من مواليد 1933 ذكرياته فيقول :"كانت هناك كوة في منزل جيراننا ياتي الجيران ليضعوا فيها الحنة كنذر ويوقودون شمعة لسيدنا الخضر الذين كانوا يعتقدون انه مدفون تحت صخرة تطفو من تحت مياه النهر امام المنزل".
&ويضيف الرجل الاشيب اللحية الذي يرتدي جلبابا قصيرا ابيض اللون وسروالا ابيض ويضع على راسه طاقية بيضاء "عندما كنت صغيرا كنت مع غروب الشمس اقود النساء في مركب الى الصخرة حيث يضعن شمعة مضاءة تطفو على صفحة المياه فوق سعفة نخيل" ومازالن يمارسن هذا الطقس حتى يومنا هذا.
&وقد انحسرت مياه دجلة وجفت الصخرة التي استخدمت كاساس للمقام الصغير في السبعينات.&وبدأ الاعتقاد حقا "بمعجزات" النبي الخضر في عام 1975 عندما باشرت الحكومة في بناء جسر الباب المعظم. ويقول الناس ان الات الحفر توقفت عن العمل رافضة هدم المقام الصغير.&ومع ذلك فان الخضر ليس مدفونا في المقام بل ولا يوجد في التاريخ ما يوحي بانه توجه اصلا الى العراق.
&وقد ادى الاعتقاد بقدرات الخضر الى انتشار العديد من انواع التجارة حول المقام مثل بيع الشموع على مدخله او نصب الارفف التي تعرض رقائق البطاطس (التشيبس) وغزل البنات او حتى شطائر الهامبورغر التي يتخاطفها الزوار.
&ويتدافع الاطفال حول المقام للوقوف في الصف لركوب احد المراجيح الصغيرة التي علاها الصدأ في حين يجلس اباؤهم في احد المقاهي الموجودة حول المقام&وفي الداخل تتدافع النساء والقليل من الرجال للمس قضبان الحديد التي تغطي كوة توجد وراءها غرفة صغيرة بها مصحف مفتوح يلقي فيها الناس نذور بسيطة مثل قطع نقدية فئة 250 دينار وحلويات او صورة لشخص يطلب شفاعة.&ويقول السويدان "رغم انني حارس المقام فانني لا اؤمن بان احدا غير الله يصنع المعجزات. لكنني لا استطيع ان اقول ذلك والا اتهمت بالكفر".&ويضيف "يقول لي الناس ان الشيء الوحيد الذي يتاخر الخضر في تحقيقه رغم حرارة دعواتهم هو رفع الحصار".