واشنطن - جان ميشال ستوليغ:يرفض الاميركيون حتى الآن تسليم مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة كل المعلومات التي تملكها اجهزة استخباراتهم لكشف برامج التسلح العراقية المشبوهة بحجة حماية مصادرهم.
&وطلب رئيسا الهيئتين المكلفتين القيام بعمليات التفتيش باصرار من الولايات المتحدة في الايام الاخيرة تقديم مساعدتها لكشف البرامج العراقية المحتملة لاسلحة الدمار الشامل.
&وتؤكد واشنطن التي تلوح باستخدام القوة، باستمرار قناعتها بان الرئيس العراقي صدام حسين ما زال يخفي برامج نووية وبيولوجية وكيميائية ولكن من دون ان تقدم دليلا واضحا.
&وصرح رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش هانس بليكس الجمعة "نود ان يسلمنا كل من الدول الاعضاء في الامم المتحدة اي دليل يملكه عن وجود اسلحة للدمار الشامل وخصوصا عن اماكن وجودها".
&وقال بليكس "قد تكون تملك تسجيلات في عمليات تنصت (...) وغيرها من مصادر المعلومات"، مذكرا بواجب تسهيل عمل المفتشين.&وبالفعل، يدعو البند العاشر من القرار 1441 الذي تبناه مجلس الامن الدولي في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر "كل الدول الاعضاء" الى تسليم اللجنة "اي معلومات متعلقة بالبرامج المحظورة" وتقديم المشورة حول "المواقع التي يجب تفتيشها".
من جهته، عبر المدير العام للجنة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في تصريحات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" السبت، عن اسفه لان الاوروبيين "بدلا من تسليمنا معلومات" قرروا في نهاية الامر "انتظار الرد العراقي ليصدروا تعليقات بعد ذلك".
&وتؤكد بغداد في تقريرها الى الامم المتحدة الذي نقل الاحد الى فيينا ونيويورك انها لم تعد تملك اسلحة كيميائية وبيولوجية ولا برامج للتسلح النووي ولا وسائل بالستية لاستخدام هذه الاسلحة.
&وسيخضع هذا الاعلان لدراسة دقيقة خصوصا من جانب وكالة الاستحبارات المركزية (سي آي ايه).
&وقد صرح مسؤولون في الادارة الاميركية في نهاية الاسبوع الماضي ان الاميركيين لا يريدون كشف مصادرهم وخصوصا بين الاشخاص الموجودين ميدانيا.&وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم ان "هذه المصادر الحصرية ستضيع اذا عرف الخصم اننا نستخدمها. لذلك لا نستطيع ان نكون اكثر وضوحا".
&واوضحوا ان تقنيات التصوير بالاقمار الاصطناعية تسمح ايضا بجمع عناصر "لكنها لا تستطيع كشف الا ما هو مرئي".&واكدوا انه لذلك لا يمكن اللجوء الى تقنيات استخدمت منذ اربعين عاما عند "التقاط صور لصواريخ سوفياتية في كوبا" موضحا ان "دولا مثل العراق اصبحت بارعة جدا في اخفاء هذا النوع من المعلومات".
&وبدا السناتور الديموقراطي بوب غراهام الذي يشارك في رئاسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، في حديث لشبكة التلفزيون الاميركية "سي بي اس" الاحد، مقتنعا بالادلة.&وقال "لدينا ادلة دامغة (...) على الجهد المستمر لصدام حسين منذ انتهاء حرب الخليج (1991) وخصوصا منذ 1998 لاعادة القدرات العراقية في اسلحة الدمار الشامل وتحسينها".
&لكن المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر اكد ان افضل المعلومات العسكرية ستأتي من العلماء العراقيين الذين يمكن استجوابهم في العراق ومن الافضل تحت الحماية في الخارج.&ولم يرد فلايشر على سؤال عن موعد نشر واشنطن المعلومات التي تملكها مؤكدا ان "واجب ازالة الاسلحة يعود الى صدام حسين".
&وقال الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جي فيرار لوكالة فرانس برس ان الاميركيين لا يريدون اعطاء الامم المتحدة المعلومات الحساسة التي يملكونها "لان العراق استفاد في الماضي من تسريبات في بعض الحالات".&اما العراقيون فيشكون بان المفتشين "جواسيس لحساب وكالة الاستخبارات المركزية والموساد" جهاز الاستخبارات الاسرائيلي.