ايلاف - أصدر الديوان الملكي بالمغرب بلاغا حزينا على إثر وفاة أحمد العلوي ينعي فيه وزير الدولة السابق الذي دفن بعد صلاة ظهر أمس الاحد بمقبرة الشهداء بالرباط بحضور الأمير رشيد.
وقد جاءت النبرة الحزينة للبلاغ الملكي من المكانة التي كان أحمد العلوي يحتلها ضمن المشهد السياسي الاعلامي بالبلاد، اضافة لكونه أحد أكبر رموز فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني.
فعلى المستوى السياسي مارس مولاي احمد مهام كل الوزارات وقد كان ينعت الى جانب ادريس البصري وزير الداخلية الأسبق في حكم الحسن الثاني ولأسباب مختلفة برجال كل الوزارات. ففي حالة احمد العلوي فانه منذ عام 1960 وهو ينتقل ببرودة دم كبيرة من وزارة لأخرى مستفيدا من رضى ملكي كبير.
لقد كان احمد أيقونة دالة في حكم الحسن الثاني اذ كان بحيويته الكبيرة و"مرحه" وحبه التنكيت و"الافتتاحيات" الخارقة طولا التي كانت تظهر بوتيرة يومية على صفحات يوميات مجموعة ماروك سوار تدل على ان للرجل مكانة خاصة بالمغرب السياسي لذلك كان يحب تلقيبه ب"الشريف" اشارة الى النسب النبوي وقدسية الفعل السياسي لدى الشرفاء.
سيسجل التاريخ احمد العلوي مواقف خاصة مع الملك الراحل ربما هي التي شفعت في تمكينه من موقع رائد بالحكم المغربي ويتعلق الأمر بالجرأة التي أبداها مولاي احمد أثناء المحاولة الانقلابية الأولى لإطاحة الملك الراحل الحسن الثاني في قصر الصخيرات صيف عام 1971 حيث يروى انه مارس أكبر الأدوار التي ادت لحفظ حياة الحسن الثاني يومها.
انتقل احمد بين وزارة الإعلام والصناعة التقليدية والفنون الجميلة والسياحة...ليعض في النهاية بالنواجد على منصب وزير دولة منذ 1983 إلى 1998 تاريخ قدوم الاشتراكيين بزعامة عبدالرحمن اليوسفي للحكومة.
كانت الصحافة على مايبدو هي الأقرب الى قلب احمد فعلى كل حال فقد تشبت& برئاسة "مجموعته" الصحافية "ماروك سوار" قبل ان تنتقل العام الماضي إلى رجل الأعمال المغربي عثمان بن جلون. لكن قبل ذلك فقد ابتدأ احمد مراسلا صحفيا من باريس، ليعينه الملك الراحل محمد الخامس فيما بعد مسؤولاً في قسم الصحافة في الديوان الملكي، وهنا تتداول بعض الأوساط رواية ظريفة عن دخوله السياسة فعندما "كان يتلو قائمة الوزراء المعينين في الحكومة أضاف اسمه وزيراً للأنباء".
ربما كان من حسن حظ الراحل أن المرض قد تمكن منه مع مقدم عبد الرحمان اليوسفي والا كيف كان سيستمر في تحمل مهام وزارية مع أشخاص ثبت ان الراحل لم يكن يبادلهم حبا كبيرا.