الجزائر -&في مؤشر واضح على انفتاح الاقتصاد الجزائري، تجتاح الاعلانات التجارية محطة التلفزيون الحكومية الوحيدة وتثير انماطا جديدة من السلوك والاحتياجات لدى الجزائريين.
وكانت هذه الظاهرة اكثر حدة اثناء رمضان الذي تحول خلال الشهر المخصص للصلاة والتامل الى مناسبة للاستهلاك التجاري المحموم&وادت نهاية احتكار الدولة للقطاع التجاري وانفتاح رؤوس اموال الشركات الوطنية امام الاجانب وتضاعف اعداد المستوردين، الى تعدد الخيارات امام الجزائريين الذين كانوا مرغمين في السابق على قبول ما تعرضه الدولة بتقتير في متاجرها التي اغلقت جميعها.
وقبل اعوام عدة، كان من الصعب تخيل مشاهدة اعلان على شاشة التلفزيون للسيارات او الاجهزة المنزلية وهي "منتجات نادرة" كانت هيئات الدولة تبيعها لكل من سجل اسمه على اللوائح وينالها بعد انتظار قد يستغرق اعواما عدة او مقابل رشوة معينة.
وقال الباحث الاجتماعي عرزقي المورهي ان "غزو الاعلانات للشاشة الصغيرة تظهر ان المجتمع الجزائري بدا يتحول الى مجتمع استهلاكي يتاثر بالنموذج الغربي الذي تنقله شبكات التلفزيون الاجنبية التي اوجبت على التلفزيون الجزائري الخضوع لها شيئا فشيئا".
&واضاف ساخرا "مع ذلك، فان الكثير من الاعلانات يؤدي الى قتلها" في اشارة الى الاشباع الذي يشعر به المشاهدون الذين اضطروا احيانا الى متابعة 26 دقيقة متواصلة من الاعلانات خلال شهر رمضان.
وكثيرا ما يلتمس الزبائن من اصحاب البقالات البحث عن منتجات شاهدوها على التلفزيون وخصوصا اذا كان الاعلان مصحوبا بسحب للقرعة او هدية ما بموجب فزورة او نقودا.
وادت التقنية التي اطلقتها شركة كوكا كولا الاميركية الى التزاحم بسبب انزالها الى الاسواق مئات الدراجات الهوائية التي بالامكان الفوز بها بعد تجميع رسوم نقشت على سدادات الزجاجات.
وقال حسن صاحب محل للبقالة في العاصمة الجزائر ان العديد من الناس الذين افتقدوا احدى قطع الفزورة اشتروا مئات الزجاجات من دون ان يتمكوا من الفوز بالدراجة الموعودة".&وغالبا ما ترسل الامهات اطفالهن مزودين بورقة كتب عليها اسم منتج ما شاهدنه على التلفزيون "مثل وصفة طبية".
ومع ذلك، يبقى التلفزيون الرسمي محتشما، وفقا للتقاليد والمعايير الاسلامية، ولا يبث اعلانات للثياب الداخلية النسائية.&ويعرض التلفزيون اعلانات للفوط الصحية بكلمات مبهمة واشارات كتومة فتظهر امراة تعمل على تغيير ستائر غرفة نومها او فتاة قلقة حيال امتحانات مدرسية قبل تمرير الفوطة الصحية على الشاشة بشكل عابر.
اما الواقي الذكري، فهو غائب بشكل تام، وبامكان احد الاعلانات استخدام كلمات مبهمة مرفقة بدعوة شيوخ المساجد الى "الابتعاد عن الفجور" خلافا لما تعرضه التلفزيونات الفرنسية التي يتابعها العديد من الجزائريين بفضل اللواقط الهوائية.