طهران- تشكل ايران، بحكم ثقلها الاستراتيجي وعلاقاتها بالمعارضة العراقية، نقطة عبور الزامية لمعارضي نظام بغداد الذين يعدون لمؤتمر لندن ولمرحلة ما بعد صدام حسين. والتقى اثنان من القادة البارزين للمعارضة، مسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني، واحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي، الذي اكد ان الضربة الاميركية للعراق&قد تحدص خلال "فترة قريبة جدا".
وقال الجلبي ان "سياسة الاميركيين تقوم على قلب نظام صدام حسين. انا لست عسكريا. لكن ما اعدوا له هو لفترة قريبة جدا"، دون ان يحدد موعدا.
وقال الجلبي ان طهران لن تعارض ان يشارك عراقيون ينشطون من ايران في "تحرير" العراق في حال هجوم اميركي. وقال "لا اعتقد ان الايرانيين سيقومون بتوقيف العراقيين الراغبين في القتال من اجل تحرير العراق". وقال "ايران بلد مهم جدا وصديقة للعراقيين، لديها علاقات جيدة مع الاحزاب الكردية والمجموعات الاسلامية والحركات الليبرالية". واضاف ان "ايران ساندت دائما قضية تحرير العراق بعيدا عن عملية عسكرية اميركية ضد العراق". وقال الجلبي انه "التقى مسؤولين ايرانيين" خلال وجوده في ايران، التي قال انه سيبقى فيها بضعة ايام، دون مزيد من التوضيح.

وقال "التقيت اية الله الحكيم اربع مرات وكذلك مسعود بارزاني"، ملمحا الى احتمال عقد اجتماع ثلاثي بينهم.&وقال "تحدثنا بشان مؤتمر لندن والمرحلة الانتقالية والنظام الفدرالي الذي ستتم اقامته بعد قلب نظام صدام حسين".&واضاف "الفدرالية التي نعتزم اقامتها ستوحد العراق والعراقيين ولن تقسمهم. على العراقيين ان يقرروا اي شكل ستتخذه خلال استفتاء".&وقال ان الاحزاب التي ستشارك في مؤتمر لندن من 13 الى 15 كانون الاول/ديسمبر "لن تشكل حكومة منفى ولا حكومة في المنطقة الكردية، سنشكل حكومة ما ان يتم تحرير جزء عربي من العراق".
كما التقى الجانبان، مسعود بارزاني واحمد الجلبي،&مع&اية الله محمد باقر الحكيم، الذي يعيش في المنفى في ايران من حيث يدير نشاطات المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، ابرز الحركات المعارضة الشيعية العراقية.
ومن المتوقع ان يعود الى ايران خلال الايام المقبلة زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جالال طالباني الذي يتقاسم السيطرة على كردستان العراق مع حزب بارزاني منذ 1991. وكان طالباني مر بايران في تشرين الاول/اكتوبر لبضعة ايام.
وتساهم هذه المنظمات الاربع مع حركة الوفاق الوطني والحركة من اجل الملكية الدستورية في تنظيم مؤتمر المعارضة المقرر عقده في لندن من 13 الى 15 كانون الاول/ديسمبر. ويهدف المؤتمر الى التقريب بين طروحات مختلف اطراف المعارضة بحيث تكون قادرة على تشكيل بديل في حال الاطاحة بصدام حسين، بعد ان كانت تعتمد على الولايات المتحدة.
ولكن المهمة تبدو عسيرة حيث ان اية الله حكيم الذي وافق على التقاط صورة له مع بارزاني لم يوافق على التقاط صورة مع الجلبي، رئيس المؤتمر الوطني الذي يضم عددا من حركات المعارضة ويلقى دعما من واشنطن.
واصر رئيس مجلس الشورى الايراني مهدي كروبي الذي التقى بارزاني على ضرورة الحفاظ على "وحدة واستقلال وسلامة اراضي العراق"، داعيا المعارضة الى "الاتحاد لتحقيق اهدافها"، كما نقلت وكالة الانباء الايرانية.
ولم ترشح معلومات اضافية عن المباحثات "لاسباب امنية" كما ذكر مصدر برلماني في تصريح نقلته صحيفة "انتخاب". والتقى بارزاني كذلك قادة من حراس الثورة الايرانيين الذين ينشرون قوات على الحدود في مواجهة المعارضة المسلحة والقواعد الخلفية لحركة مجاهدي خلق او الحزب الديموقراطي الكردستاني الايراني.
وقال الجلبي ان المباحثات الدائرة في ايران تؤكد على "الدور المهم" الذي تلعبه. ودعيت ايران الى مؤتمر لندن مع دول اخرى بينها جيران العراق والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، وفق ما افاد حامد البياتي، المسؤول في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، في تصريح للصحف الايرانية.
وتثير الازمة العراقية مخاوف عدة لدى طهران التي تخشى من تضاؤل نفوذها في ما يتعلق بالامن الاقليمي، ومن تعزز الوجود الاميركي في المنطقة، ومن تبعات ضربة محتملة على السوق النفطية، ومن رد فعل كردستان الايرانية او حتى من تدفق كثيف للاجئين على حدودها.
وطهران التي تعارض قيام واشنطن بتوجيه ضربة منفردة للعراق دون ان يزعجها سقوط صدام حسين، اكدت انها ستلتزم موقف "الحياد الناشط" في حال اندلاع الحرب. واقر اية الله حكيم اخيرا بان طهران لن تسمح لمقاتلي حركته بدخول الاراضي العراقية في حال نشوب حرب.