داود البصري&
&
يوم الجمعة القادم سينعقد إجتماع (أهل الحل والعقد) في المعارضة العراقية! وسط ضجة كبرى لاينتظر أن تهدأ أصوات صخبها ولا التداعيات الناجمة عنها في الفترة المقبلة على الأقل؟ فبعد مخاضات عنيفة، وجدالات أشد عنفا، وحملات متبادلة من الكر والفر من هذا الطرف أوذاك وتغييرات دائمة في أماكن عقد المؤتمر بدءا من منتجع برايتون الإنجليزي ومرورا بأمستردام الهولندية وبروكسل البلجيكية وحتى إستنانبول التركية، حسم القوم أمرهم وقرروا الإكتفاء بعاصمة الضباب لندن لتكون مكانا لعقد واحد من أهم مؤتمرات المعارضة العراقية في التاريخ الحديث، نظرا للظروف والإشكاليات والتحديات المحيطة ليست بالعراق فقط بل بعموم المنطقة العربية المقبلة على متغيرات وإستحقاقات لايعلم أحد مدياتها ولا آفاقها ولا النتائج التي ستترتب عليها؟ فكل شيء يلفه الغموض وسط إستراتيجية كونية أميركية واضحة المعالم والأهداف رافعة شعار محاربة الإرهاب في كل مكان دون أن يتم تحديد خريطة جينية واضحة المعالم لذلك الإرهاب بشكليه الإفتراضي والحقيقي؟
المعارضون العراقيون أو الذين يلتئمون تحت سقف المؤتمر القادم لن يكونوا بطبيعة الحال ممثلين لجميع فصائل المعارضة العراقية الواسعة الإنتشار والتعدد والألوان والرؤى والتيارات؟ إنها معارضة كبيرة للغاية وأكبر من كل عقود العذاب العراقي المقيم، ومن سيجتمع في لندن إنما يمثل تيارا أوتيارين لايعكسان حقيقة الوضع العراقي المعاش ميدانيا ، بقدر مايعكسان رغبة بعض الأطراف الإقليمية والدولية في ممارسة لعبة الإقصاء والتهميش والإلغاء تحت مسوغات غير مقنعة ومبررات يشكل إعلانها صدمة حقيقية لجهود وتضحيات معارضين عراقيين أشداء كانت لهم وقفاتهم وتضحياتهم التي لاينكرها إلا جاحد، فجاءت الترتيبات والتسويات التي مهدت الطريق لعقد المؤتمر القادم العتيد لتشكل صدمة حقيقية لأطراف وتيارات وشخصيات أستبعدت بالكامل ليحل محلها أسماء ومسميات ورموز لم تدخل ساحة العمل المعارض إلا قبل مايماثل إصبع اليد الواحدة من السنين؟ بل أن بعض المشاركين والذين تم (دحسهم وطحشهم) بالمؤتمر مافتأوا يعلنون وعلى رؤوس الأشهاد من أنهم لاعلاقة لهم بالمعارضة العراقية من قريب أو بعيد ومن أنهم مجرد& شهود على تاريخ العذاب العراقي)! فكيف جرى ماجرى؟ وكيف تستطيع التسويات الجانبية الكواليسية حشر بعض الأسماء التي تشملها بعض الملاحقات والدعاوي القانونية بتهمة الجرائم ضد البشرية! ثم نراها تسمو بخيلاء في أروقة المؤتمر وقاعاته لتكون البديل الجاهز والمعلب والسريع لنظام هو الأسؤا في جميع المقاييس من كل أنظمة السوء؟
هل هي بداية لمرحلة عراقية جديدة يكون نهش الشعب فيها على أساس مختلف عبر تجاهل الرموز الشعبية المعروفة والإتيان بأسماء ومسميات لها من النفخ الإعلامي مايفوق قيمتها الحقيقية على مستوى التمثيل الشعبي؟ بل هل أن الأدوات الجاهزة للتغيير العراقي متناسبة حقيقة مع حجم ودرجة ونوعية التغيير المرتقب؟ أم أن عملية الغسل والتشحيم والطلاء لبعض العناصر قد دخلت في مرحلة اللاعودة؟ ماذا يجري حقيقة في الكواليس الخلفية من ترتيبات غير مريحة ولاتجعل العراقي يطمئن لمستقبله ولاحتى وجوده في ظل إستمرارية تلاعب رموز كانت لها أدوارها المشهودة في قمع العراقيين؟ بصراحة أخرى فإن الناظر والمتابع للمؤتمر القادم لايستطيع إلا وصفه بأنه (مؤتمر البعثيين السابقين من الذين هم في المنفى حاليا)! مطعمين ببعض الإتجاهات الدينية؟ فهل أن العراقيين مازالوا والقوم من حولهم قوم نيام حولهم ماء؟ وما معنى إستبعاد أسماء وشخصيات عريقة في العمل الوطني العراقي؟ بل مامعنى تجاوز الذين رتبوا للمؤتمر القادم العديد من الثوابت الوطنية وعدم إحترامهم للعبة الديمقراطية وتجاهلهم للآراء الشعبية ليقرروا أمور لايجوز تقريرها بمعزل عن الإرادة الشعبية؟ وأي أمل يرتجى من نتائج مؤتمر لايلبي الطموح الشعبي العراقي ولا يتفاعل مع الحقائق الميدانية السائدة؟
لن أذكر الأسماء والمسميات ولن أحدد بالضبط هوية سارقي الجهد الوطني من المعارضين الطارئين الذين ركبوا الموجة؟ فالأسماء معروفة والأعمال مفضوحة ولكن نتائج المؤتمر العتيد معروفة قبل أن تبدأ ؟ إنها الفشل الذريع بعد أن تمت سرقة الإرادة الشعبية العراقية في رابعة النهار؟
&
إنها فعلا جنازة حامية ولكن الميت مجرد ...؟ ولاعزاء للمعارضين العراقيين الأحرار!