كتب نصـر المجالي: تؤكد معلومات تلقتها خزنة "إيلاف" من مصادر قرار ان الولايات المتحدة والجزائر اتفقتا على صفقة عريضة الشروط والمطالب والنتائج، وهي تضمن ترشيح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بو تفليقة لولاية ثانية في العام المقبل. وتحادث وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي
بوش وبوتفليقة: الصفقة
لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا مع الرئيس بوتفليقة والقادة الجزائريين على مدى اليومين الماضيين حول كثير من القضايا التي تتعلق بعلاقات البلدين ودورهما الاقليمي.
وهذه اول زيارة لمسؤول كبير الى هذا البلد العربي الشمال الافريقي الذي تعصف به حرب اهلية دامية منذ عشر سنوات راح ضحيتها ما لايقل عن 150 ألف قتيل وتشريد مئات الاف أخرى.
وتقاتل قوات الجيش الجزائري طوال تلك السنين جماعات اسلامية متشددة تتخذ من الجبال تحصينات لها، وهي تسعى الى تغيير نظام الحكم الشرعي بالقوة المسلحة، واقامة حكم اصولي بديل.
وما علمته "إيلاف" هو ان المسؤول الاميركي الكبير الذي قال ان رئيسه جورج دبليو بوش ربما يزور الجزائر في مطلع العام المقبل، فإنه تحادث مع الرئيس بوتفليقة حول عديد من القضايا وكان اتفاقهما تاما حولها.
وبموجب الصفقة الشاملة فإن الولايات المتحدة ستزود الجيش الجزائري بمعدات عسكرية ضخمة تشمل آليات واجهزة اتصالات حديثة تدعم الجهد في القضاء نهائيا وبمشورة اميركية على الجماعات الاصولية التي تقول كل من واشنطن والجزائر انها علاقة وطيدة مع شبكة (القاعدة) الارهابية.
كما انها تشمل اتفاقهمها على حسم مسألة الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة بوليساريو على هدي من خطة الوسيط الدولي جيمس بيكر.
وتقول معلومات "إيلاف" ان بيرنز بحث معمقا مع الرئيس بو تفليقة في التطورات العراقية، وحمل اليه تطمينا بأن الولايات المتحدة حريصة على وحدة واستقلال العراق بعد اسقاط حكم الرئيس صدام حسين.
كما اطلع بيرنز محادثه الجزائري على الخطوات الاميركية لتنفيذ ذلك مع العمل على اجبار العراق على تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1441 الخاص بفرق التفتيش الدولية.
وفي اطار الصفقة فإن الولايات المتحدة ستسمح لمحققين جزائريين بدخول قاعدة غوانتانامو في كوبا حيث معتقلي شبكة (القاعدة) للتحقيق مع المشتبهين الجزائريين هناك.
كما ان الولايات المتحدة اعربت عن دعمها لخطط الاصلاح التي يقودها الرئيس الجزائري، ووعد بيرنز باسم حكومة بلاده بدعم كبير اقتصاديا وتقنيا للجزائر في اطار ما سيعلنه وزير الخارجية الاميركي كولن باول الاسبوع المقبل حول الخطط الاميركية الاقتصادية الداعمة لول الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
واذ ذاك، فإن التعاون بدأ حثيثا وكثيفا بين الجزائر وواشنطن من بعد تفجيرات 11 أيلول (سبتمبر) العام الماضي، حيث قدمت الولايات المتحدة الى اللحظة دعما غير قليل في الشأن العسكري للجيش الجزائري لدعم جهوده في القضاء على الحركات الاصولية المتشددة على الارض الجزائرية.