غزة- صخر ابو العون: تستأنف حركتا فتح وحماس حوارهما في القاهرة قريبا في ظل ضغوط اقليمية ودولية متزايدة على الطرفين قد تدفعهما للتوصل الى اتفاق يقضي خصوصا بوقف العمليات الانتحارية ضد المدنيين الاسرائيليين شرط ان تعهد اسرائيل بوقف عمليات اغتيال ناشطين فلسطينيين، حسب ما يعتقد محللون فلسطينيون.
وقال حسن الكاشف الكاتب في صحيفة "الحياة الجديدة" الفلسطينية ان "الضغوط الخارجية على الطرفين هي العامل الموضوعي الاساسي الذي قد يدفع الى اتفاق. فحركة فتح والسلطة تواجهان صعوبات تحد من قدرتهما على النهوض بمسوؤلياتهما في مواصلة المقاومة والنضال السياسي".
واضاف ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) "تواجه وضعا جديدا بعد الحملة الاميركية على ما تسمية الادارة الاميركية بالارهاب وتأثير هذه الحملة على علاقات حماس العربية والاسلامية وموقف دول الخليج واحتمال تجفيف الموارد (المالية). فهناك ضغوطات جدية لا تستطيع حماس ان تتجاهلها".
واشار الى ان "الحوار يتم برعاية عربية وهناك اطراف اوروبية تدفعه وتساهم فيه".&غير ان الكاشف اعتبر انه لن "يكون لاي اتفاق سياسي ارضية صلبة يستند عليها طالما لم يتم ترسيم العلاقة على الارض بين فتح وحماس بما يحقق امن واستقرار المجتمع" موضحا "هذا لن يتحقق الا على قاعدة قبول الطرفين الاحتكام للقانون".
وكان الكاشف يشير بذلك الى المواجهات التي وقعت بين مسلحين من فتح وحماس واخرها الاربعاء الماضي عندما قتل الشرطي عصام غبن وطفله واصيب ثلاثة اشخاص بجروح خلال مواجهات بين ناشطين من الحركتين في منطقة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وكان وفدان رفيعا المستوى من حركتي حماس وفتح عقدا سلسلة من اللقاءات في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في القاهرة قررتا على اثرها "تعزيز الوحدة الوطنية"، واكدتا "رفضهما لاي قيادة بديلة" لقيادة الرئيس ياسر عرفات الا انهما لم تتوصلا الى اتفاق بشأن العمليات الانتحارية.
وتؤكد حركة حماس ان لجنة ثنائية يجب ان تجتمع في غزة بموجب ما تم الاتفاق عليه فى الاجتماع الاول مع فتح في القاهرة.&وقال اسماعيل هنية احد قادة حركة حماس "من حيث المبدأ هناك اتفاق على استمرار الحوار بين الطرفين ولكن لم يتم الاتفاق بعد على موعد الجولة الثانية".
واضاف "بموجب ما تم الاتفاق عليه في القاهرة ينبغي عقد اجتماع للجنة ثنائية للبحث في ما من شأنه تخفيف التوتر والاحتقان والعمل على تطويق الاحداث التي وقعت في غزة مؤخرا".&ولكنه أضاف ان "هذه اللجنة لم تلتئم حتى الان ولم يتحدد بعد موعد لانعقادها".
وكان وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح قال الاحد: "سنجتمع مع حماس في غزة في اقرب وقت ممكن على ان تستأنف المباحثات الاسبوع المقبل في القاهرة".
واضاف "سنصر على مواقفنا: وقف كل العمليات ضد المدنيين (الاسرائيليين) كمرحلة اولى لوقف اطلاق نار يتيح لاسرائيل سحب قواتها الى خطوط ما قبل 28 ايلول/سبتمبر 2000" تاريخ بدء الانتفاضة.
واوضح ان "المدنيين" هم جميع الاسرائيليين العزل و"منهم المستوطنون غير المسلحين".&وقال مسؤول كبير في حركة فتح وعضو في لجنة الحوار طلب عدم ذكر اسمه ان المسؤولين المصريين يعملون على استئناف الحوار في القاهرة في النصف الثاني من الشهر الحالي ولكن لم يتم تحديد موعد بعد".&وقال هنية ان "نجاج الاجتماع الاول في القاهرة يؤشر على امكانية نجاح الاجتماع المقبل".
وقال المحلل السياسي وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني زياد ابو عمرو (مستقل) "من دون معالجة قضيتي اساليب النضال التي يجب تبنيها والشراكة السياسية (بين فتح وحماس) بما في ذلك الشراكة في القيادة ومؤسسات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لن يخرج الاجتماع بنتائج ملموسة".&واكد ابو عمرو انه "لا يمكن التعامل مع قضية وقف العمليات بمعزل عن قضية الشراكة السياسية لانها مرتبطة بها تماما".
واعتبر ان حماس "لن توقف العمليات لا داخل اسرائيل ولا داخل الاراضي المحتلة عام 1967 بدون ان تكون هناك ضمانات من اسرائيل او التزام من اسرائيل بوقف عمليات الاغتيال".
وتبنت حركة حماس معظم العمليات الانتحارية التي وقعت في اسرائيل منذ 1994 حتى اليوم. وهي تنكر على اسرائيل حق الوجود، وتدعو الى قيام دولة فلسطين في حدودها التاريخية من البحر المتوسط الى نهر الاردن. الا انها اعلنت استعدادها لعقد هدنة مع اسرائيل في مقابل اعادة هذه الاخيرة للاراضي التي احتلتها منذ حرب حزيران/يونيو 1967.
وكان شعث اعرب عن تفاؤله بامكانية نجاح الجولة الجديدة من الحوار مع حماس ولكنه أكد ان هذا "يتوقف ايضا على قدرة المجتمع الدولي ومنه الولايات المتحدة ومصر والاتحاد الاوروبي على الحصول على تعهد مقابل من الجانب الاسرائيلي".