طهران- لوران لوزانو: يبدأ الاتحاد الاوروبي رسميا الخميس حوارا سياسيا واقتصاديا مع ايران، مشيرا رغم الاحتجاجات الاميركية، الى ان الحوار هو الحل الكفيل بدعم الاصلاحيين واحراز تقدم على صعيد حقوق الانسان في هذا البلد.
وقد ربط الاوروبيون عمدا على حد قولهم المفاوضات للتوصل الى اتفاق تجارة وتعاون مع ايران بالمحادثات حول حقوق الانسان والارهاب الدولي والحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل او النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
وقال دبلوماسي اوروبي "الامر لا يتعلق فقط بان تتمكن ايران من بيع كميات اضافية من الفستق". واضاف دبلوماسي آخر "نرغب كحد ادنى في ان نسجل تغييرا في اللهجة بشأن عدة مسائل. وستكون ادانة العمليات الانتحارية مثل تلك التي نفذت في كينيا بداية جيدة".
وذكر مصدر في الاتحاد الاوروبي الذي لا يخفي دعمه للاصلاحيين في اختبار القوة مع المحافظين ان الهدف هو "حث ايران على الانفتاح". واكد المصدر "نحاول عبر هذه المفاوضات تقديم شيء لكن ليس دون مقابل" في اشارة الى اهمية المبادلات التجارية في العلاقة بين بروكسل وطهران.
وفي المقابل عرض الاتحاد الاوروبي، الذي لم يبرم اي اتفاق حتى الان مع ايران، توقعاته في العاشر من ايلول/سبتمبر خلال احد الاجتماعات التمهيدية لبدء الحوار. وقد طلب الاتحاد الاوروبي في حينه من طهران الاعتراف باسرائيل وتوقيع وتطبيق المعاهدات الدولية للحد من انتشار الاسلحة وتطبيق القرار الدولي رقم 1373 ضد تمويل الارهاب وايضا "تشجيع حقوق الانسان والدفاع عنها".
ورفضت ايران على الفور "اي شروط مسبقة" لاطلاق مفاوضات تجارية ومذاك يؤكد الاوروبيون باستمرار انهم لا يفرضون شروطا مسبقة.
وفي المقابل يؤكد دبلوماسيون اوروبيون انه "من الطبيعي ان احراز تقدم في احد المجالات مرتبط بالتقدم الذي يحقق في مجال آخر. ونرغب في حصول تفاعل بين هذين المجالين وسنضطر في وقت محدد الى تقييم الاوضاع".
وتعتبر مسألة حقوق الانسان قضية شائكة، ويطالب الاوروبيون بتجميد الرجم وبان تنفذ عقوبات الاعدام في السجون على الاقل وليس في الساحات العامة. كما يدعو الاتحاد الاوروبي ايران الى المصادقة على المعاهدة الدولية ضد التعذيب.
واعرب وزير الخارجية الايراني كمال خرازي عن انفتاحه على هذه الاقتراحات لكنه اكد على احكام الشريعة الاسلامية المطبقة في ايران وان عقوبة الاعدام ما زالت تطبق في الولايات المتحدة.
واكد خاتمي ان للجانب الايراني مطالب ايضا تتعلق باوضاع المسلمين في اوروبا مثلا.
&وقال دبلوماسي اوروبي "ما يهمنا في هذه المرحلة هو تغيير اللهجة. فنحن لسنا مفتشين دوليين عن الاسلحة".
ويحاول كل من الجانبين كسب مزيد من الوقت. وقال الدبلوماسي معلقا على المفاوضات التجارية "انها ستستلزم عدة اشهر بل عدة سنوات". والفكرة ايضا تكمن "في التوصل الى انفتاح اكبر والى ضمانات قانونية اكبر في الاستثمارات وخفض رسوم الدخول الى الاتحاد". وسيتم اعداد النص النهائي على غرار نصوص الاتفاقات المبرمة مع دول اخرى مثل باكستان والتي لم تفض الى نتيجة الا بعد خمس سنوات من اطلاقها.
ويتوقع ان تبدأ المفاوضات في شقين منفصلين الخميس في بروكسل بين كبار المسؤولين. وسيحاول الجانبان خلال المفاوضات تجنب التطرق الى المسائل التي تثير خلافات لعدم التأثير على نتائجها مستقبلا.
ويتوقع ان تجري محادثات سياسية في طهران اعتبارا من 16 و17 كانون الاول/ديسمبر. وسيكون مستقبل الحوار على المدى الطويل رهنا بالاصلاحات الايرانية خصوصا وان على الاوروبيين توخي الحذر في هذه الفترة التي تشهد فيها ايران توترا سياسيا شديدا.