الامم المتحدة&- في جو سياسي ملغم طمأن هانز بليكس رئيس مفتشي الامم المتحدة على الاسلحة أعضاء مجلس الامن انهم سيحصلون باسرع وقت ممكن على المقتطفات الهامة من الملف العراقي الخاص بأسلحة الدمار الشامل.وصرح بليكس الرئيس التنفيذي للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة بانه يريد ان يسلم هذه المقتطفات الى الاعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الامن بحلول يوم الاثنين القادم على ان يقدم تحليله الاولي للملف يوم 19 ديسمبر كانون الاول.
وأعرب بليكس عن امله في ان تساعده الدول الخمس دائمة العضوية التي حصلت على نسخة من الملف بالفعل في مهمة حذف كل المواد الحساسة مثل شرح كيفية صنع القنابل من الوثائق التي ستحصل عليها الدول العشر غير دائمة العضوية في المجلس.وتقوم الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين كل على حدة بتحليل خاص بها لنحو 12 ألف صفحة ضمها الملف العراقي وسلمتها بغداد الى الأمم المتحدة في مطلع الاسبوع تمشيا مع قرار مجلس الامن الصادر في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.
وفي اول لمحة للملف العراقي وزعت الامم المتحدة يوم الاثنين مجموعة من الوثائق تضمنت معلومات عن جهود تصنيع قنبلة نووية وابحاثا عن الحرب البيولوجية وقائمة بالجهات الاجنبية التي مدت العراق باسلحة دمار شامل وهي قائمة قد تثير الكثير من الحرج.
وأعرب بليكس عن معارضته لنشر أسماء تلك الجهات لان ذلك سيجعل الشركات تعزف عن التعاون مع المفتشين. لكنه صرح بان على مجلس الامن اتخاذ القرار النهائي.وقال بليكس للصحفيين بعد ان حضر مأدبة غداء مع اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر وكوفي عنان الامين العام للامم المتحدة "ابلغت المجلس باننا نأمل ان ننتهي من الجزء الرئيسي من الملف نحو 3000 صفحة بحلول يوم الجمعة. عنق الزجاجة بصراحة هو ترجمة نحو 500 صفحة سلمت بالعربية.
"على أحسن الاحوال سنتمكن بحلول يوم الاثنين من إعداد نسخة تضم الاجزاء الرئيسية يمكن ان نتداولها مع كل اعضاء المجلس. نتعامل الان مع تخليص الاعلان (العراقي) من أشياء يمكن ان تشكل خطرا بالنسبة لانتشار (الاسلحة)."واعرب عدد من اعضاء مجلس الامن ومن بينهم سوريا والنرويج عن عدم رضائهم من الضغوط التي مارستها واشنطن على الامم المتحدة ليل الاحد لتوزيع الملف على الدول الخمس دائمة العضوية فقط دون باقي الاعضاء.
وصرح يان بيترسن وزير الخارجية النرويجي في اوسلو بانه من الخطأ معاملة بعض الاعضاء في المجلس على انهم "دول من الدرجة الثانية."وصرح عنان بأن الاعتراض الرئيسي كان على الطريقة التي اتخذ بها القرار خاصة وانه تقرر في اجتماع سابق عقد يوم الجمعة حجب الملف عن كل اعضاء المجلس والى حين حذف الاجزاء الحساسة الخاصة بتصنيع القنابل.وقال في برنامج سجل يوم الثلاثاء مع هيئة الاذاعة البريطانية "توافقت آراء المجموعة على ان القرار في مضمونه كان على ما يرام لكن الطريقة والشكل كان
خاطئا لان المجلس قرر يوم الجمعة الماضي انه لن يحصل عليه احد."
وقد انتقد العراق قرار تسليم نسخة كاملة من ملفه عن الاسلحة للولايات المتحدة قائلا ان واشنطن ستتلاعب في الملف كي تختلق ذريعة لشن حرب. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية ان هذا التصرف الامريكي يهدف الى اختلاق ذريعة لشن حرب على العراق خاصة بعد ان اتضح للعالم حقائق المزاعم الامريكية بخصوص امتلاك بغداد لاسلحة الدمار الشامل.
ووصف البيان ضغط واشنطن على بعض الدول الاعضاء في مجلس الامن للحصول على نسخة مبكرة من الوثيقة بانه ابتزاز لم يسبق له مثيل في تاريخ الامم المتحدة.وقال البيت الابيض يوم الثلاثاء ان مزاعم العراق بان واشنطن ضغطت على الامم المتحدة لتعطيها ملف بغداد الخاص بالاسلحة بانها "تبعث على السخرية."وقال اري فلايتشر المتحدث باسم البيت الابيض "هذا بيان يبعث على السخرية ويتبع نمطا مثيرا للقلق ينظر فيه العراق الى الافعال المشتركة للعالم كما تحدثت وعبرت عنها ووافقت عليها الامم المتحدة ويدينها."
واوضح البيت الابيض ان واشنطن لديها تسهيلات امنة لنسخ الملف كاملا.وفي مقر قيادة وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) بدأت فرق المترجمين ومسؤولي الحكومة في دراسة الملف العراقي الذي وقع في 11807 صفحات من بينها اجزاء سلمت من قبل.وصرح بليكس انه بالرغم من التكرار فان الملف العراقي يتضمن معلومات "حديثة."واستطرد قائلا "لذلك من الواضح انه سيتضمن شيئا جديدا."
واضاف فلايتشر ان فرق المترجمين والمسؤولين بدأوا فحص اقرار الاسلحة وقال "انهم في بداية تلك العملية واتوقع ان تستغرق فترة لا بأس بها من الوقت."وخفف البيت الابيض من نغمته التهديدية للعراق وقال فلايتشر "هذه العملية ستستغرق الكثير من التفكير التأني ستكون دقيقة.. دقيقة للتأكد من اننا فهمنا بدقة وبشكل كامل مايزعم العراق اعلانه وما لم يعلنه."وكان دبلوماسيون ومسؤولون امريكيون قالوا يوم الاثنين انه بعد حملة ضغط مكثف تسلمت الولايات المتحدة نسخة مبكرة من الاقرار الذي قدمه العراق عن برامج أسلحته وارسلته سريعا الى واشنطن لتحليله.
وبموجب اتفاق تم التوصل اليه في هدوء اوائل الاسبوع حصلت الولايات المتحدة المحرك الرئيسي في مسعى نزع سلاح بغداد على النسخة الاولى من الاقرار بينما يقوم مفتشو الامم المتحدة للاسلحة بفحص ودراسة النص الاصلي.وتم تكليف واشنطن باعداد نسخ من الاقرار للدول الاربع الاعضاء الدائمين بمجلس الامن الدولي روسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وذلك بالنظر الى ان واشنطن لديها افضل قدرات للنسخ والتصوير.وكان المجلس قرر في وقت سابق ترك التقرير لدى المفتشين التابعين للامم المتحدة الى ان يتم فحصه لاحتمال احتوائه على أسرار نووية قد تساعد اخرين على صنع اسلحة نووية.