الدوحة - كان نادي ميلان الايطالي الذي يواجه منتخب قطر لكرة القدم غدا الخميس في الدوحة على هامش فعاليات معرض قطر الرياضي الدولي، طوال تاريخه المجيد يعتمد اسلوبا هجوميا استعراضيا خلافا لقطبي الشمال وغريميه التقليديين على زعامة الكرة الايطالية وهما جاره انتر ميلان ويوفنتوس اللذين انتهجا اسلوب "الكاتناتشيو" الدفاعي.
وكان ميلان اول فريق يهدد فعليا عرش ريال مدريد الاسباني العريق في مسابقة كأس ابطال الاندية الاوروبية التي فاز بلقبها الاخير 5 مرات متتالية من 1956 الى 1960 بفضل نخبة من افضل المهاجمين في العالم امثال الارجنتيني الاصل الفريدو دي ستيفانو والمجري فيرنك بوشكاش والفرنسي ريمونكوبا والاسباني خنتو.
ففي نهائي المسابقة عام 1958 نجح ميلان في التقدم على ريال مدريد مرتين في نصف الساعة الاخير من المباراة قبل ان ينحني امامه بصعوبة 3-2 بعد التمديد.&ومر في تاريخ النادي ثلاثة اجيال ذهبية، ففي اواخر الخمسينات والستينات ضم الفريق ثلاثيه السويدي الشهير غونار غرين وغونار نوردال ونيلز ليدهولم الذي اطلقت عليه تسمية "غرينولي" ثم جاني ريفيرا وتميزوا بجمالية العروص وفعالية الاداء بالاضافة الى المدافع الشهير تشيزاري مالديني والد قائد الفريق الحالي باولو مالديني.
ونجح هذا الجيل في احراز لقب المسابقة الاوروبية مرتين في الستينات عامي 1963 على حساب بنفيكا البرتغالي ونجمه اوزيبيو 2-1، ثم 1969 على اياكس امستردام الهولندي ونجمه يوهان كرويف 4-1 بفضل التكتيك الحديث لمدربه القدير نيريو روكو ووجود الولد الذهبي للكرة الايطالية في صفوفه جاني ريفيرا، كما انه توج باللقب المحلي خمس مرات.
وعاش ميلان فترة صعبة في السبعينات حيث غاب عن منصة التتويج المحلية بفضل سيطرة يوفنتوس شبه المطلقة، لا بل انه سقط الى الدرجة الثانية بسبب اتهامه بالرشوة، قبل ان يدخل اجواء المنافسة مجددا عندما اشتراه رجل الاعمال الثري سيلفيو برلوسكوني واحدث فيه ثورة حقيقية اثر ازمة مالية كبيرة عصفت به موسم 83-84.
وكان الفريق في حاجة الى من ينتشله من الضائقة المالية والدين الكبير الذي كان يرزح تحتهما، فكان برلوسكوني المنقذ.&واستعان برلوسكوني بخدمات المدرب اريغو ساكي الذي لم يسمع به احد من قبل ووضع كل التسهيلات في متناوله لبناء فريق قادر على استعادة زعامة الكرة الايطالية من يوفنتوس ثم نابولي لفترة وجيزة.
ولم يتردد برلوسكوني في الانفاق فتعاقد مع الهولنديين رود خوليت وماركو فان باستن ومع الهداف باولو فيرديس.&ونجح الفريق بعد موسمين فقط من انتزاع اللقب بفارق 3 نقاط عن نابولي وبالتالي حجز مقعدا له في كاس ابطال الاندية الاوروبية.
في هذه الاثناء عزز ميلان صفوفه بهولندي اخر هو فرانك رايكارد وكان الفريق يضم الليبيرو فرانكو باريزي والصاعد باولو مالديني فشكلوا جيلا ذهبيا خارقا.&وسرعان ما بدأت النتائج تتكلم على ارض الملعب، فنجح الفريق في سحق ريال مدريد 5-صفر في نصف نهائي كاس الابطال، قبل ان يكرر الامر في المباراة النهائية ضد ستيوا بوخارست الروماني باربعة اهداف نظيفة ليوجه رسالة قوية الى جميع منافسيه بان قادم بقوة للتربع طويلا على العرش الاوروبي.
وبالفعل نجح ميلان في بالاحتفاظ بلقبه في الموسم التالي عام 1990 بفوزه على بنفيكا البرتغالي 1-صفر وبات بالتالي اول فريق ينال هذا الشرف منذ ان نجح نوتنغهام فوريست الانكليزي في ذلك عامي 79 و80.&وفي الموسم التالي حل ميلان ثانيا في الدوري ثم ابعد من المسابقات الاوروبية لانه رفض اكمال مباراته مع مرسيليا الفرنسي على ملعب الاخير بعد انقطاع التيار الكهربائي، قبل ان يتركه ساكي لتدريب المنتخب الوطني.
واستعان برلوسكوني بمدرب مغمور اخر هو فابيو كابيللو وكانت خطة الاول تقضي بتدعيم صفوف الفريق بحيث يمتلك فريقين احدهما للمنافسة على اللقب المحلي والاخر على اللقب الاوروبي، فتعاقد مع الفرنسي جان بيار بابان واليوغوسلافي ديان سافيسيفيتش ومواطنه زفونومير بوبان والمحلي جانلويجي لنتيني ودفع للحصول على خدمات الاخير مبلغا قياسيا عالميا.
ونجح الفريق في احراز اللقب الاوروبي عام 1994 بفوز تاريخي على برشلونة الاسباني العريق باربعة اهداف نظيفة، علما بان الفريق الكاتالوني ضم في صفوف نخبة من افضل المهاجمين في العالم وعلى رأسم البرازيلي روماريو والبلغاري خريستو سنويتشكوف بقيادة المدرب الهولندي الطائر يوهان كرويف، كما سيطر على اللقب المحلي اعوام 92 و93 و94.
وكان لا بد ان يتراجع اداء الفريق بعد اعتزال معظم نجومه وبدا ذلك واضحا في اواخر التسعينات فغاب الفريق عن المشاركة في احدى المسابقات الاوروبية للمرة الاولى منذ فترة طويلة.
لكن الامر لن يطول كثيرا على الارجح بعد ان بدا الفريق هذا الموسم بلعب الادوار الاولى سواء محليا او اوروبيا بفضل جيل ذهبي ثالث يضم البرازيلي ريفالدو والدولي فيليبو اينزاغي والاوكراني اندريه شفتشنيكو والهولندي كلارنس سيدورف والبرتغالي روي كوستا والايطالي الانيق اليساندرو نيستا.
وضرب ميلان بقوة في مسابقة دوري الابطال حتى الان، فهزم ديبورتيفو كورونا الاسباني باربعة اهداف نظيفة في عقر دار الاخير، والحق ببايرن ميونيخ الهزيمة 1-2 في قلعته، قبل ان يتفوق على ريال مدريد حامل اللقب 1-صفر على ملعبه "سان سيرو" ليؤكد بانه جاهز لبسط سطوته على اللقب الاوروبي مجددا.
ويتصدر ميلان الدوري المحلي ايضا وهو من ابرز المرشحين لاحراز اللقب لانه يملك كما هائلا من اللاعبين الاحتياطيين الذين لا يقلون شأنا عن الاساسيين.