لندن - ايلاف: معلومات وردت الى خزنة "إيلاف" الاخبارية تكشف ان صواريخ (سكود) الباليستية التي ضبطت عبر سفينة وجهتها اليمن في بحر العرب البارحة كانت من ضمن صفقة تعاقد عليها الحزب اليمني الاشتراكي الذي كان يحكم اليمن الجنوبي.
والصفقة تم التعاقد عليها بين الحزب وكوريا الشمالية في العام 1994 حين شن حربا ضد الحكومة المركزية في صنعاء، ولكنه انهزم اما القوات الحكومية التي حافظت على وحدة البلاد.
وقالت مصادر معلومات "إيلاف" ان الولايات المتحدة تعرف تماما في تفاصيل كل الصفقات التي كان وقعها الحزب الاشتراكي اليمني الجنوبي الذي كان مطالبا بالانفصال او تسلم السلطة في اليمن الموحد.
وصفقة صواريخ (سام) الكورية الشمالية المضبوطة واحدة من صفقات عديدة كان تعاقد عليها حزب علي سالم البيض المهزوم، والبيض كان نائبا لرئيس الجمهورية اليمنية من بعد قرار الوحدة بين الشطرين في العام 1989 .
ومن الصفقات التي كان حزب البيض تعاقد عليها معدات عسكرية من النمسا وطائرات مقاتلة من روسيا.
وقالت المصادر لـ"إيلاف" ان "حكومة اليمن حاورت بعض الدول التي تمت معها صفقات البيض من اجل استعادة الاموال التي دفعت الى حكومة صنعاء الشرعية، وهي نجحت في بعضها، لكنها لم تنجح في استعادة الاموال من كوريا الشمالية مصدرة تلك الصواريخ التي ضبطت البارحة على السفينة في بحر العرب".
صالح في البيت الأبيض
وفي التفاصيل، فإن الولايات المتحدة واسبانيا اعلنتا ليل الثلاثاء ـ الاربعاء عن اعتراض سفينة في بحر العرب قبالة شواطئ اليمن تنقل صواريخ باليستية من نوع "سكود" من كوريا الشمالية وهي دولة تصنفها واشنطن في محور الشر.
واوضحت وزارة الخارجية الاميركية انها لا تملك اي ادلة تفيد ان الشحنة كانت موجهة الى العراق(وكالة الصحافة الفرنسية).
&وقالت ايمي بلاك الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية مساء الثلاثاء بتوقيت واشنطن ان "القوات الدولية اعترضت سفينة تجارية في بحر عمان.
واضافت "وقام فريق دولي بتفتيش السفينة فعثر على صواريخ سكود نظن ان مصدرها كوريا الشمالية".
وكانت مصادر حكومية في مدريد افادت اليوم الاربعاء ان فرقاطتين اسبانيتين اعترضتا بالتعاون مع القوات الاميركية، الاثنين في المحيط الهندي قبالة الشواطئ اليمنية، سفينة كورية شمالية على متنها 12 صاروخ سكود على الاقل.
وكان يفترض ان تكون شحنة هذه السفينة من الاسمنت لكن عملية التفتيش اظهرت انها تحمل صواريخ. وجاءت عملية التفتيش هذه في اطار عملية "الحرية الدائمة" التي اطلقتها الولايات المتحدة ضد الارهاب على ما افادت مصادر اسبانية.
وكانت السفينة التي لم يحدد العلم الذي ترفعه، متوجهة ربما الى اليمن حيث من المعروف ان تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن (اليمني الاصل) له خلايا في هذا البلد.
وقبالة سواحل اليمن، حيث تعبر ناقلات النفط المتوجهة من الخليج الى الدول الغربية، تعرضت المدمرة الاميركية "كول" لاعتداء ادى الى سقوط 17 قتيلا اميركيا في تشرين الاول (اكتوبر) العام 2000، كما اصيبت ناقلة نفط فرنسية باضرار جسيمة في هجوم مماثل في اليمن ايضا في تشرين الاول(اكتوبر) الماضي.&وافاد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية طلب عدم الكشف عن اسمه "لا تتوافر لدينا ادلة من ان السفينة كانت متوجهة الى العراق. وقد تكون وجهتها اليمن".
وذكرت محطة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية ان الاستخبارات الاميركية رصدت السفينة "سو سان" لدى انطلاقها من كوريا الشمالية. وقد اعترضتها سفينتا حرب اسبانيتان اطلقتا النار تحذيرا قبل ارسال مروحية.&واضافت "سي ان ان" ان خبراء عسكريين اميركيين في مجال الصواريخ الباليستية تفحصوا السفينة الثلاثاء.
ومن شأن هذه القضية ان تزيد من التوتر في العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ. ففي مطلع السنة صنف الرئيس الاميركي جورج بوش كوريا الشمالية في "محور شر" الى جانب العراق وايران اي انها تطمح الى امتلاك اسلحة دمار شامل ومقربة من الاوساط الارهابية. يضاف الى ذلك اعلان واشنطن اخيرا ان بيونغ يانغ اقرت بامتلاك برنامج للاسلحة النووية.
واتهم وزير الخارجية الاميركي دونالد رامسفلد اخيرا نظام كوريا الشمالية "بانه الطرف الرئيسي الذي ينشر تكنولوجيا الصواريخ". ويجري رامسفلد جولة في ثلاث دول افريقية شرقية هي اريتريا واثيوبيا وجيبوتي التي تقع قبالة اليمن على الجانب الاخر من البحر الاحمر.
وعززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الاشهر الاخيرة في هذه المنطقة حيث تساعدها سفن من دول اوروبية عدة في اجراء دوريات في اطار مكافحة الارهاب.&يذكر ان (سكود) صاروخ ارض ارض من صنع سوفياتي يمكن اطلاقه من شاحنات ويتراوح مداها بين مئة كيلومتر و800 كيلومتر. واطلق العراق صواريخ من هذا الطراز على كل من اسرائيل والمملكة العربية السعودية خلال حرب الخليج في العام 1991.

&