&
ايلاف: أنهت أكاديمية المملكة المغربية أمس أشغال دورتها الخريفية لسنة 2002 بعد أن تعرضت بالبحث والنقاش لموضوع الحروب والنزاعات الأهلية في عدد من بلدان العالم خاصة في آسيا وإفريقيا وأوربا الوسطى.
وكان الدكتور ادريس العلوي العبدلاوي قد ألقى كلمة تقديمية لأعمال دورة الأكاديمية وحذر من خلالها من المخاطر التي تهدد السلم العالمي نتيجة تفشي الحروب الأهلية والإقليمية والقائمة في أغلبها على خلفيات اثنية، تكاد تطبع القرن الجديد بطابعها.
وقال الدكتور العبدلاوي إن نتائج أحداث 11 سبتمبر كانت نموذجا مجسدا للأسف لمقولة صدام الحضارات، واستغلت تداعياتها لتشويه صورة الإسلام.
وفي هذا الاطار قدم جان لوي أركان في دراسة إحصائية حول الحروب الأهلية جداول تساهم في فهم أسباب نشوب النزاعات الأهلية والمحددات الاقتصادية لاندلاعها وخريطة المستفيدين من العنف الأهلي.
وقد انتهت دراسة أركان الاحصائية التي ارتكزت على اختيارات شملت مائة بلد عرفت طيف الحروب الأهلية الى مواصفات الدول العنيفة من حيث فقر البلد واتساع عدد ساكنته فضلا عن النظام الديمقراطي المتذبذب به وفرضية الاستيلاء على موارده الأولية معتبرا أن تحقيق نمو اقتصادي في البلد الفقير هي أفضل وسيلة لتجاوز الحرب الأهلية.
ولاحظ أوطو دو هابسبورغ من جهته في عرض يحمل عنوان (الإرهاب والحروب المحلية في أوربا الوسطى) أن "انهيار الأديان" في أوربا الوسطى أحد الأسباب المباشرة في اندلاع الحروب الأهلية بها وأن السلم الذي يفرض& بالقوة لا يحقق الأمن مستدلا في هذا الإطار بحالات الشيشان والبوسنة والهرسك وكوسوفو.
وربط بين حركة طالبان وأحداث 11 شتنبر التي أظهرت أن "الإرهاب بدأ يهدد الحضارة برمتها" وأن أفغانستان " البلد الذي يواجه مصيره لوحده في حاجة إلى دعم دولي لتعزيز بنياته التحتية وتوحيد مكوناته الإثنية وتحقيق التنمية مشددا على ضرورة " جعل أفغانستان مختبرا لقياس& العمل الدولي من أجل التنمية".
وقد عرفت الدةرو الخريفية الحالية مداخلات قيمة أخرى لكل من عبد الهادي بوطالب وأمادو مختار امبو والباحث إدواردو دي أرانطليس أوليفيرا...
الا أن حدث الدورة بامتياز يبقى هو تعيين العاهل المغربي الملك محمد السادس للدكتورة رحمة بورقية عضوا في الأكاديمية خلفا لعضو الاكاديمية الراحل العلامة عبد الرحمن الفاسي.
وتشغل الدكتورة بورقية منصب رئيسة جامعة الحسن الثاني في المحمدية، وهي باحثة متخصصة في العلوم الاجتماعية، وخريجة جامعة مانشستر البريطانية.