سيول-ليم شانغ-وون: قبل ثمانية ايام من الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية، شكلت مصادرة شحنة من الصواريخ من منشأ كوري شمالي الاربعاء ضربة سيئة لمرشح الحزب الحاكم روه مو-ميون الذي يريد اتباع سياسة تقارب مع بيونغ يانغ.&قال بعض المحللين انه في حال تأكدت المعلومات الصادرة عن واشنطن فان هذا الدليل الاخير على بيع النظام الستاليني صواريخ يمكن ان يكون ثمنه هزيمة مرشح وسط اليسار في الاقتراع الذي سيجري في 19 كانون الاول/ديسمبر الجاري.
&ويخوض مرشح حزب الالفية الديموقراطي الذي يتزعمه الرئيس المنتهية ولايته كيم داي-جونغ منافسة حادة مع مرشح المحافظين لي هوي-شانغ الذي دان السياسة التي يدعو اليها روه معتبرا انها تصالحية اكثر من اللازم حيال بيونغ يانغ.&ورأى روه الذي يبلغ من العمر 56 عاما ان الحادث سيكون "خطيرا جدا" اذا تأكدت صحته.
&واضاف ان كوريا الشمالية "يجب ان تتوقف فورا عن تصدير صواريخ وان تشارك في لجهود الدولية لمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل". ودعا سيول الى اطلاق مبادرة دولية مع حلفائها الاميركيين واليابانيين لوضح حد لعمليات البيع الكورية الشمالية.
&اما خصمه الذي يبلغ من العمر 67 عاما فقد انتهز الفرصة ليهاجم سياسة التقارب مع الشمال التي يتبعها الرئيس كيم ويريد تلميذه مواصلتها.&وفي بيان، اكد الحزب الوطني الكبير الذي يتزعمه لي ويشكل اكبر قوة في البرلمان منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في نيسان/ابريل 2000 ان "المساعدة للشمال لم يكن نتيجتها سوى تطوير اسلحة للدمار الشامل".
&واشار محللون الى ان التهديدات الامنية الكورية الشمالية رجحت كفة المحافظين في انتخابات ماضية.&وكانت كوريا الشمالية اتهمت بمهاجمة طائرة كورية جنوبية تحطمت في بورما وقتل ركابها ال115 قبيل الانتخابات الرئاسية في 1987. وصدمت الكارثة الكوريين الجنوبيين وفاز في الاقتراع المرشح المحافظ الجنرال روه تاي-يوو.
وكانت اتهامات بانتماء احدى الشخصيات القريبة من كيم داي جونغ الذي كان مرشح المعارضة، الى شبكة مؤيدة لبيونغ يانغ سهلت فوز خصمه كيم يونغ-سام في الاقتراع الرئاسي في 1992.&وفي الحملة الجارية حاليا، سعت بيونغ يانغ الى التأثير على نتيجة الاقتراع لمصلحة روه المعارض لسياسة واشنطن المتشددة حيال احدى الدول التي يصفها الرئيس جورج بوش بانها من "محور الشر".
&وبدون ان يعبر عن دعمه علنا لروه، هاجم النظام الكوري الشمالي خصمه لي ووصفه بانه "انفصالي معاد للقومية ومعاد لاعادة توحيد" شبه الجزيرة الكورية.&وقال بارك ميونغ المحلل في جامعة دونغوك ان حوادث تذكر بالتهديد الكوري الشمالي تقع عادة قبل انتخابات حيوية.&&ورأى ان قضية الصواريخ "ستساعد المرشح المحافظ بتحريض المحافظين من كل الاجيال على لتصويت بكثافة للي هوي-شانغ".
&لكن آخرين يرون ان الناخبين اصبحوا اكثر حذرا واقل قابلية للتأثر.&وقال سونغ بيونغ-روك استاذ العلوم السياسية في جامعة كيونغي ان "العامل الكوري لم يعد يؤثر على الانتخابات لان الناس استخلصوا دروس التجارب الماضية".
تجارة الاقتصاد المنهك&

&لا تتردد كوريا الشمالية في تصدير صواريخ لدعم اقتصادها المنهك بينما يفترض الا تسبب مصادرة شحنة من صواريخ سكود قبالة سواحل منطقة القرن الافريقي اي اضطراب في سوق يدر عليها مليارات الدولارات.
&وتشعر الاسرة الدولية بالقلق من قيام النظام الستاليني بالجمع بين تقنية الصواريخ وبرنامج التسلح النووي الذي يعتقد انه يمتلكه.&&ومقابل التخلي عن بيع الصواريخ، طلبت بيونغ يانغ في التسعينات من الولايات المتحدة مليار دولار سنويا للتعويض عن ارباحها الفائتة لكن واشنطن رفضت الاقتراح.
&وذكرت اجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية ان الشمال يمكن ان ينتج شهريا كمية يمكن ان تصل الى 12 من صواريخ "سكود سي" النموذج الاحدث لهذا السلاح السوفياتي الاصل، مؤكدة انه قام بتصدير مئات منه الى الشرق الاوسط وافريقيا.&وقال الخبراء ان اعتراض سفينة تنقل حوالي 12 من صواريخ سكود مرسلة الى اليمن الاثنين في بحر عمان، يحرم بيونغ يانغ من حوالي خمسين مليون دولار.
واوضح خبير ان "هذه التجارة تشكل الصادرات لرئيسية لكوريا الشمالية ومصدرا رئيسيا للواردات".&ويعود البرنامج الى نهاية الستينات. وقد صدرت كوريا الشمالية منذ ذلك الحين حوالي 540 صاروخا من مختلف الانواع.&وطورت بيونغ يانغ صناعة الصواريخ لديها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان حليفها الرئيسي والمجاعة التي ضربت كوريا الشمالية في منتصف العقد الماضي.
&وقال مسؤول كوري جنوبي "كان هناك سوق لبيع الصواريخ وكوريا الشمالية تملك التقنية" اللازمة.&وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان بيونغ يانغ بدأت برنامجها بانتاج صواريخ "سكود بي" التي يبلغ مداها 300 كيلومتر وقادرة على حمل شحنة تزن الف كلغ.
اما "سكود سي" الاكبر مدى والمزود بشحنة اصغر فتبلغ قيمته حوالي اربعة ملايين دولار.&وتعزز قلق الاسرة الدولية باختبار بالستي قامت به كوريا الشمالية فوق اليابان في 1998 .&واستخدمت بيونغ يانغ الشهر الماضي تقدمها في هذا المجال مهددة بالتراجع عن قرار بوقف التجارب المطبق منذ 1999 ما لم توافق طوكيو على تطبيع في العلاقات الثنائية وتقديم مساعدة اقتصادية كبيرة.
&واتهم وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد مؤخرا بيونغ يانغ بانها الدولة الرئيسية التي تقوم بنشر صواريخ في العالم وتتعامل مع دول ارهابية.&ويبدو ان باكستان قبلت في الماضي مساعدة البرنامج النووي الكوري الشمالي مقابل تكنولوجيا بالستية كانت تحتاج اليها. الا ان اسلام اباد نفت هذه الانباء.