بروكسل- برتران بينون وفيليب فالا: يلتقي القادة الاوروبيون الخميس والجمعة في كوبنهاغن للاحتفال بعملية توسيع تاريخية للاتحاد الاوروبي الذي ينتقل من 15 دولة حاليا الى 25 وفي محاولة لتسوية المعضلة التركية مع مطالبة انقرة بضمها في اسرع وقت ممكن.
وتعقد قمة رؤساء الدول والحكومات في مركز مؤتمرات بعيد عن المدينة وسط اجراءات امنية مشددة كالعادة. فقد تم حشد خمسة الاف شرطي لمواجهة الاف المتظاهرين المناهضين للعولمة المنتظر قدومهم الى العاصمة الدنماركية.
ويشكل انجاز مفاوضات الانضمام مع عشر دول من شرق اوروبا وجنوبها الموضوع الرئيسي خلال هذه القمة. فبعد 13 عاما على سقوط جدار برلين، يستعد الاتحاد الاوروبي لتوحيد القارة الاوروبية تحت رعايته بضمه بولندا وتشيكيا وسلوفاكيا والمجر وسلوفينيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وقبرص ومالطا في حال لم تحصل مفاجأة في اللحظة الاخيرة.
وستنضم هذه الدول فعليا في الاول من ايار/مايو 2004. وتأمل بلغاريا ورومانيا اللحاق بها بعد ثلاث سنوات. لكن نجاح هذا الحدث التاريخي ليس مضمونا كليا: فعلى القمة البت بمطالب الدول الاعضاء والدول المرشحة حول كلفة التوسيع النهائية.
وحذر وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ موللر الاثنين متوجها الى بولندا اكثر المرشحين للانضمام مطالبة والعازمة على المقاومة حتى النهاية "لم يعد بمقدورنا دفع اي مبلغ اضافي من جيوبنا".
وردا على دول اعضاء مثل المانيا وهولندا، تؤكد ان الاتحاد الاوروبي كان سخيا جدا قال المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع غونتر فيرهوغن "لا يسع الاتحاد القيام باقل من ذلك". واتفقت الدول ال15 الاعضاء نهاية تشرين الاول/اكتوبر خلال قمة في بروكسل على مبلغ اجمالي قدره 40 مليار يورو تقريبا لتمويل عملية التوسيع بين العامين 2004 و2006.
وكلفت الدنمارك التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، اقناع الدول المرشحة القبول بهذا العرض. وعمليا تتمحور المعركة في كوبنهاغن على زيادة قدرها 6،1 مليار يورو اقترحته الرئاسة من دون موافقة الدول ال15 مسبقا، بهدف انجاز المفاوضات.
ووافقت غالبية الدول المرشحة على هذا التحسين لكن بعضها وفي مقدمتها بولندا لا تزال تعتبر ان المبلغ غير كاف. ورفضت دول اخرى مرشحة التنازل عن بعض مطالبها مثل مالطا التي تشترط عدم فرض ضريبة على القيمة المضافة، على الادوية.
وفي حين لا تتوقع اي من الاطراف فشلا نهائيا للقمة بيد انها قد تتحول الى مساوامات طويلة وتمتد طوال عطلة نهاية الاسبوع. والملف الرئيسي الاخر على بساط البحث خلال قمة كوبنهاغن: مسقبل تركيا الاوروبي.
فبعد سنوات من المماطلة اصبح الاتحاد الاوروبي في الزاوية وعليه البت لمعرفة ما اذا كان مناسبا بدء مفاوضات مع انقرة لانضمامها الى الاتحاد. وكان الاتحاد الاوروبي منح تركيا وضع الدولة المرشحة في العام 1999.
ويبدو ان اقتراحا مشتركا صادرا عن الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر، يفرض نفسه كتسوية ممكنة بين الدول ال15 الاعضاء. وينص الاقتراح على بدء المفاوضات في تموز/يوليو 2005 شرط حصول تقييم ايجابي نهاية العام 2004 للتقدم السياسي والاقتصادي الذي حققته تركيا.
لكن هذا السيناريو يبقى دون طموحات تركيا التي تصر على الحصول على موعد ثابت اعتبارا من العام 2003 اذا امكن. وتلقى تركيا دعما ناشطا من الولايات المتحدة التي تسعى الى ضم حليف استراتيجي لها الى الاتحاد الاوروبي.
وتتحكم انقرة ايضا بمفتاح تشكيل دفاع اوروبي مستقل الذي هو رهن باتفاق مع حلف شمال الاطلسي وانقرة عضو فيه، وباعادة توحيد جزيرة قبرص المقسمة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك.
والجدل حول انعكاسات دخول تركيا الى الاتحاد الاوروبي عاد الى الواجهة الشهر الماضي عندما اعتبر رئيس الاتفاقية حول مستقبل اوروبا فاليري جيسكار ديستان ان انضمام انقرة سيشكل "نهاية الاتحاد" ويطرح السؤال حول حدود اوروبا.