*باول في التلفزيون الفرنسي: صدام كاذب وسيدفع ثمن كذبته!!
*صدام لضباطه: ارفعوا رؤوسكم وقاتلوا بشرف ورجولة!!
*زيارات مفاجئة لمفتشي الأسلحة إلى مواقع عراقية غير متوقعة

نضال زايد واشنطن: في فاكس عاجل إلى وكالات الأنباء وكبرى الصحف الدولية اتهم وزير الخارجية العراقي واشنطن بالاستيلاء على النسخة الأصلية من كشف إعلان الأسلحة الذي قدمته بغداد للأمم المتحدة. وشككت الحكومة العراقية في نوايا الحكومة الأمريكية التي أخذت النسخة الأصلية للتلاعب بما جاء وتحريفه بشكل& يبرر للولايات المتحدة ضربتها العسكرية لبغداد للإطاحة بنظام صدام حسين.
وقد نفت الإدارة الأمريكية مزاعم واتهامات بغداد& في الوقت الذي& عكف فيه مختصون من وكالة الاستخبارات المركزية الـ "سي أي إيه" ودوائر أخرى تصفح الوثائق والأوراق التي قدمتها بغداد والتي تتكون من 12 ألف صفحة.
ورغم أنه من المفترض أن تكون بغداد قد فصّلت بين دفتي هذا الملف الضخم كافة المعلومات المتعلقة بأسلحتها الكيميائية والبيولوجية وبرنامجها النووي، إلا ان المسئولين الأمريكيين يعتقدون& أن هذه الرزمة الورقية لا تتعدى كونها نسخ معادة ومكررة لوثائق قديمة سبق الكشف عنها.
من جهة أخرى،عكف مختصون في الأمم المتحدة على دراسة وتحليل الملف "الكشف" العراقي الضخم الذي سيستغرق تحليله عدة أسابيع على أقرب تقدير، فيما كانت الصورة بدأت تتضح لبعض المحللين السياسيين الذين لم يستبشروا خيراً بتصريحات مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة عندما& قالوا سابقاً بأن الاعترافات العراقية لم تكن كافية.
ولم تتوقف مهمة المفتشين عند الزيارات المعلنة أو المسبق ترتيبها بل& داهم مفتشو الأسلحة أكثر من 13 موقعاً في زيارات مفاجئة لمعامل ومصانع وشركات كان أهمها منجم لليورانيوم يقع على بعد 250 ميل غرب بغداد.
هذا وقد اختلفت حدة الخطاب الإعلامي من الجانبين لتنذر بحرب قادمة لا محالة. فمن جهته نقل التلفزيون العراقي حديث الرئيس صدام حسين لكبار ضباطه، حيث حثهم صدام حسين على الوقوف أمام الاستراتيجية الأمريكية التي لن تهزم المقاتل العراقي في حالة وقوع حرب، مؤكداً أن جنوده وضباطه لن يتقهقروا، وسيبقوا مرفوعي الرأس والهامة والقتال& بشرف ورجولة لهزم العدو.
ومن جانبها، ترى الإدارة الأمريكية أن الإدعاء العراقي بعدم وجود أسلحة وبرامج دمار شامل ادعاءات كاذبة. وتؤكد إدارة جورج بوش أن بغداد تمتلك أسلحة دمار شامل وهددت باستخدامها في حالة نشوب حرب، مؤكدة& أن العراق لم تنفذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بنزع الأسلحة.&
&أما وزير الخارجية الأمريكي كولن باول فكان خطابه الإعلامي أكثر حدة من البيت الأبيض عندما اتهم الرئيس العراقي صدام حسين بالكذب، وقال في مقابلة بثها التلفزيون الفرنسي في الخامس من كانون الأول، إن صدام حسين ونظامه سيدفعان ثمن الكذب غالياً.
وجاء& تصريح& المتحدث باسم البيت الأبيض أري فلايشر يحمل بين طياته تشكيك بصدق النوايا العراقية عندما قال:& أن التحليل الأمريكي للوثائق العراقية سيكون تحليلاً دقيقاً وستتسم الرؤية الأمريكية للتقرير العراقي بالروية والحرص حتى نتمكن من التمييز بين ما يريد النظام العراقي الإعلان عنه وبين ما يخفيه في قراءة متأنية للتقرير بشكل مفصل.
فاكس عاجل من بغداد!!
من الجدير بالذكر أن نسختين من الوثائق العراقية كانتا& قد سلِّمتا لمقر الأمم المتحدة في نيويورك مساء يوم الأحد الماضي، حيث تم تسليم إحدى النسختين وهي الأصلية& لمجلس الأمن بينما تقوم لجنة خاصة في الأمم المتحدة بفحص وتدقيق النسخة الأخرى.
علماً بأن هذه الوثائق تعتبر في غاية التعقيد لأنها تشرح بالتفصيل برامج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية التي كانت فعالة سابقاً، في الوقت الذي يمكن أن تستخدم فيه نفس هذه المعدات في أغراض وصناعات مدنية بعيدة عن التصنيع العسكري. هذا وقد تم إعارة النسخة المخصصة لمجلس الأمن للحكومة الأمريكية وسط إجراءات أمنية مشددة "حسب الرواية الأمريكية"، مما أثار الشكوك العراقية& حيث أن عملية نقل النسخة من مقر مجلس الأمن إلى يد الحكومة الأمريكية تمت قبل أن تقوم أي حكومة أخرى بالإطلاع على التقرير العراقي و بعد موافقة رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن السفير الكولومبي "الفنسو فالديفيسو".
&وقد بقيت النسخة الأصلية في يد الحكومة الأمريكية طوال يوم الاثنين قبل أن توزع على أعضاء مجلس الأمن، وجاء رد الفعل العراقي سريعاً وعنيفاً في تصريح لوزير الخارجية العراقي الذي اتهم الحكومة الأمريكية بالتلاعب بوثائق خطيرة خاصة بالأمم المتحدة بهدف تحريف التقرير العراقي بعد إجبار رئيس مجلس الأمن على تسليم النسخة الأصلية من التقرير.& وفي غضون دقائق استلمت كافة وكالات الأنباء وكبرى الصحف الدولية نسخة عن تصريح وزير الخارجية العراقي في فاكس عاجل!!.
فيما اتسم الرد و التعليق الأمريكي على لسان الناطق باسم البيت الأبيض بالاستخفاف بردة الفعل العراقية التي وصفت بأنها "مضحكة للغاية".