شعبان غيث
&
طرابلس - ليبيا: الإرهاب مصطلح لغوي استمد جذوره من أوثق مصادر لغة الضاد مند القدم وجرى استعماله مؤخرا دون وعى وإدراك لتحديد معنى القيام بأعمال عدوانية إجرامية تستهدف أرواح الأبرياء والممتلكات الحضارية الثمينة بهدف الثائر والانتقام نقلا عن الترجمة الغير دقيقة للمصطلح العالمي TERORISM الكلمة المتداولة في معظم اللغات الحية, هذا التعريب اللغوي الغير دقيق للمصطلح العالمي جعل الأمر كما لو كان مؤامرة على الدين الحنيف والمسلمين من حيث ان الذكر الحكيم يدعونا صراحة لإعداد القوة ورباط الخيل لإرهاب الأعداء كما جاء واضحا جليا في الآية الكريمة المعروفة (الآية 60 من سورة الأنفال) مما جعل بعض المستشرقين الصهاينة وأذنابهم يربطون ما بين الديانة الإسلامية وما سمي جزافا بالإرهاب.
العالم بكافة فعالياته يخوض الآن حربا لا اول لها ولا آخر ضد ما سمي دون وعي بالإرهاب الدولي, مما أذى إلي استغلال هذا الربط اللغوي من قبل وسائل الأعلام الصهيونية العالمية كذريعة إضافية لإلصاق هذه الصفة السيئة الغير حقيقية على الدين الحنيف.
ان الإرهاب في الإسلام كما حثثت عليه الآية الكريمة وهذا التفسير اجتهادا نسأل الله الهداية, هو شي بعيد كل البعد عن هذا المفهوم الخطير ان الإرهاب الإسلامي الصحيح هو إظهار القوة وإبرازها للأعداء دون إتيان إي عمل حربي هجومي فعلي&كالمناورات الحربية الاستعراضية على سبيل المثال والإنذار والتهديد اللفظي والحصار إضافة إلى استعراض الجيوش وكل التحركات المتعلقة بالتهديد المعنوي المباشر والغير مباشر للعدو وهذه التحركات تعتبراهم صفحات الحرب النفسية استعداد للمعركة ذلك لإجبار العدو للتنازل دون الدخول في قتال فعلي فهي بالتالي دعوة صريحة وإنذار نبيل بالعواقب الوخيمة للحرب وويلاتها للجانب المعادي بآخر صفحات الحرب النفسية ومن هنا يتضح جليا ان القران الكريم شريعة الشرائع السماوية لكمال رؤيته الشاملة للحرب بكل جزيأتها وذلك باستخدام كل الوسائل لتفادي القتال الفعلي دون لين أو تهاون حتى آخر رمق قبل الدخول في القتال الفعلي.
الأمر الذي أوجب التنويه لمراجعة استخدام مثل هذا المصطلح في مختلف وسائل الأعلام العربية والعالمية الناطقة بالعربية حيث نرى ان مصطلح الإرعاب هو التعريب الأمثل وهو اقرب المعاني لتحديد هذا العمل المستهجن وهو بالتالي السبيل الصحيح لوضع النقاط على الحروف وعدم الخلط بين ما ورد في الآية الكريمة السامية والانتهاء من بعض المصطلحات المستهجنة كالإرهاب المحمود والغير محمود وما إلى ذلك مما تروج له الأبواق الجوفاء دون وعى وإدراك بهذا الزمن الرديء الذي تكالبت فيه حتى حثالات البشر لنيل الحنيفية السمحاء بكل نقيصة, يحدونا أمل كبير في ان ينال هذا التنويه المتواضع القبول والاستدراك من وسائل إعلامنا العربية المتعددة لما للموضوع من أهمية وفقنا الله وإياكم لما يحبه وبرضاه .