د. رياض الأمير
&
المؤتمر الذي سيعقد في عاصمة المعارضة العراقية، مدينة الضباب لندن يضم الكثير من المعارضين الحقيقيين الذين عملوا كثيرا من اجل إنهاء محنة الشعب العراقي مستخدمين مختلف الأساليب والإمكانات. وفيه أيضا نسبة غير قليلة لا يمكن حسابهم على المعارضة وإنما موظفون معارضون. وعلى الرغم من خيبة الكثيرين من العراقيين المعارضين الشرفاء من خلو المؤتمر من ممثلي الأكثرية "المستقلون" والتي تنتمي إلى العراق، الوطن الموحد وليس لسواه، لان مؤتمر لندن جزء يسير منها، سوف لا تقلل من عزيمتهم في التعامل ببرود وعدم مبالاة مع قضية الشعب العراقي، وإنما العكس من ذلك تشديد تلاحمها ووحدتها ونهجها بالعمل الدئوب على إسقاط النظام البعثي العراقي، لان المؤتمر ومن فيه من غير المعارضة الحقة لا يمكن أن يسرق منهم مستقبل العراق لأنه في أيديهم وفي أيدي العراقيين في الداخل. ومما يفرح الخيريين من أبناء العراق في الداخل والخارج، وعلى الرغم من أن المؤتمر بهذه الصورة، قد اقلق النظام. فكيف كان وضعه لو أن المعارضة بكل أطيافها& ضمها مؤتمر واسع، ليس مبني على العلاقات الشخصية والمصالح الذاتية ومصالح دول بعينها؟ فكيف كان حاله من مؤتمر حقيقي للمعارضة يظم اليسار واليمين والوسط، المنظمات المهنية العراقية في الغربة، فناني العراق ومثقفيه وعلمائه ؟
فقبل مدة غير بعيدة كان النظام العراقي ينكر وجود معارضة عراقية. ثم اعترف بوجودها بعد حضور الأربعة المنبطحين (جماعة الكبيسي). وبالنظر إلى معرفته بان المجموعة القادمة لا هم معارضة ولا يحزنون، لأنهم لا يختلفون عن واحد من رهط النظام. وقبل& أسبوعين كان عدد أفراد المعارضة حسب قول رئيس النظام العراقي لا يملئون حافلة ذات طابقين. وفي خطابه "الرنان" إلى الشعب الكويتي الذي لم يقدر على إلقائه بنفسه استخفافا أو خوفا من الخروج من سردابه تحت الأرض، اعترف بوجود مؤتمر للمعارضة سيعقد في لندن. والمؤتمر حسب مفهوم العدد لا يقل عن عدة مئات من الأشخاص. وهذا يعني أن المعارضة العراقية التي تطرق باب نظامه وأدخلت الرعب إلى نفسه وعلى الرغم من أن مؤتمرها اللندني لا يمثلها بالكامل، موجودة وإنها كبيرة وليس تملئ حافلة وإنما شعب بأغلبيته. فسبها ينطبق عليه قول أبي الطيب المتنبي :

وإذا أتتك مذمتي من ناقص&& &فهي الشهادة لي بأني كامل


ومن هلع النظام من معارضة لندن& قدم اعتذاره إلى الشعب الكويتي الذي جاء متأخرا وناقصا.& فخطاب صدام إلى الشعب الكويتي الذي جاء دعوة للتمرد على حكومة وطنية أيقظت ذاكرة الدول الخليجية الأخرى من أن صدام حسين لم يتغير قط. أن أوراقه التي يلعبها واحدة بعد أخرى قد احترقت جميعها ولا تفيده قيد شعرة، لأن ساعة الخلاص من نظامه قد دقت& ولم يبقى سوى القليل لكي يدفع هو ونظامه ثمن ما اقترفا بحق الشعب العراقي في سرقة& حياة جيل كامل منه وحرمانه من& الحرية والغذاء، منذ استباحته السلطة وتأسيس دولة المنظمة السرية التي تقودها قطعان العوجة. ومن حق المعارضة العراقية أن تختار الوسيلة الفاعلة لمساعدة الشعب العراقي على إنهاء النظام العوجوي وبناء عراق ديموقراطي موحد لا مكان فيه للعائلية التي بناها النظام الحالي أو تلك التي يحاول بعض المعارضين ترسيخ أسسها كما هو الحال في مؤتمر لندن، ولا مكان فيها للطائفية التي تستمد& قوتها من دول الجوار، وكذلك لا مكان فيها لمن يحمل اسم العراقي وانتماءه إلى دولة أخرى. وسيبقى المخلصون هم أمل عراق المستقبل.