عبدالعزيز الصعب
في الآونة الاخيرة ظهرت العديد من مواقع الادب الشعبي على الانترنت، واصبحت كما هو واضح متنفساً لكل شاعر ولكل كاتب دون قيود، ودون (رجاء)( والحاح)(واستعطاف) للمحرر الذي اصبح الآن يغزو تلك المواقع (ويبحث خلف اصحابها) لينضم اليهم.
في هذا الطرح، نحاول ان نتعرف على عدد تأثير تلك المواقع على التحرير الشعبي، وهل حضور تلك المنتديات اعطى الشاعر والكاتب فرصة اكبر للمشاركة.
الخزامى استطلعت عدداً من الآراء حول هذا الموضوع لبعض الشعراء والمتلقين والمتابعين.
تقنية حديثة
خالد عبدالرحمن الغيث يرى ان تلك المواقع بداية ماهي التطور في عملية انتشار القصيدة، وتلك المواقع عبارة عن تقنية حديثة استطاع اصحابها الوصول الى عالم الانتشار السريع، والقصيدة هنا وبلاشك هي المحور في هذا الموضوع لانها الاساس لظهور هذه المنتديات اضافة الى كون الوصول الى القصيدة اصبح سريعاً، واصبح المتلقي يجد وبكل سهولة القصيدة التي يريدها بينما في الصفحات الشعبية العكس من ذلك لان المحرر وبكل صدق& يريد ان ينفذ رغبته فقط وكيفما يشاء.
ويقول حسن عسيري: الادب الشعبي لدينا يتمتع بالرقي والروعة لولا بعض جوانب السلبية التي افقدته بعض الجمال، فمثلاً استفحال (المحسوبيات) (والمجاملات) التي اصبحت وباءً توغل في ادبناء الشعبي، واليوم ومن خلال انتشار التقنية الحديثة وظهور المنتديات الشعبية التي تهتم بالادب الشعبي، اصبح الكل يستطيع ان يرى مشاركتة دونماً اي رفض او تحكم اي ان تلك المنتديات اصبحت متنفساً للكل، واعتقد ان الصحافة الشعبية الآن لم تعد هامة الى حد ما للقاريء في ظل وجود تلك المواقع الشعبية المتعددة.
كان لظهور تلك المواقع الشعرية في الانترنت اثرها الواضح على معظم الصفحات الشعبية اذ انها اصبحت تتيح الفرصة للكل ممن يريد المشاركة دون واسطة، ودون (امتداح المحرر والتطبيل له بغية النشر) ولهذا لمس الجميع من المتابعين لما يدور على مساحات ادبنا الشعبي مدى تأثير تلك المواقع على التحرير الشعبي والمحرر على حد سواء، بل واصبح بعض من المحررين (يهرولون) (ويلهثون) خلف اصحاب تلك المواقع لاشراكهم فيها السؤال المطروح هنا: اين المحرر الشعبي الآن من هذه المواقع، وهل سيستعيد سيطرته من خلالها؟
الاستاذ/ سعيد بن سعد المالكي، يقول بلاشك ان هذه المواقع الشعبية في الانترنت لها تأثيرها البالغ في تطور الادب الشعبي، بشرط ان يكون المسئولون عنها على قدر كافٍ من الوعي الثقافي والادبي ومن هنا فإن تلك المواقع تستطيع الوصول الى كل شرائح المجتمع وبالتالي نجد ان الكل ايضاً يستطيع ان يشارك في هذه المواقع دون اية حواجز واقصد هنا تلك الحواجز التي كانت لدى محرري الصفحات الشعبية في الصحف المختلفة عليه فإنني اعتقد ان المحرر الشعبي الآن لم يعد مثل السابق في اهميته، لان ظهور تلك المنتديات حدت من فعاليته ونشاطة الذي كان عليه في السابق من خلال اعداد الصفحة وما الى ذلك، بل اصبح الآن هو الذي يبحث خلف تلك المنتديات لملء صفحتة وهذا هو التأثير المباشر على المحرر، اما سيطرة المحرر فلا اعتقد ان لأي محرر سيطرة.
الشاعر/ عبدالله شار يقول: التحرير الشعبي في البداية كان له مكانته الخاصة وكان الكل يتشوق للصفحة الشعبية بل كان كل شاعر يتمنى النشر في احدى تلك المطبوعات، اما الآن فقد اصبح بمقدور الكل ان يكتب قصيدته وبيده وكيفما شاء من خلال شاشة الانترنت التي اعطت للكل حرية الكتابة دون اي تدخل او سيطرة او اهمال وتجاهل كما كان في السابق، وفي اعتقادي ان ظهور هذه المواقع الشعرية وخصوصاً مواقع الشعر الشعبي، قد الجمت بعض المحررين الذين كانوا يعتقدون انهم الاسياد تلك الصفحات، ومن هنا نرى الآن مدى الركود الواضح في المطبوعات الشعبية بل ان مايطرح في بعض هذه المطبوعات هو مأخوذ من تلك المواقع ومجمل القول ان تلك المواقع لها تأثيرها الواضح على المحرر وعلى الصفحات الشعبية.
اما الاستاذ/ حسين بن سعد: فيقول ان المنتديات الشعبية الآن اصبحت لدى معظم الناس يشاهدونها ويتابعون مايكتب فيها خصوصاً الادب الشعبي الذي وفي اعتقادي ان الغالبية العظمى من المتابعين للساحة الادبية، يتابعون الادب الشعبي ومايدور فيه، ومن هنا اجد ان تلك المواقع التي تختص بالادب الشعبي قد طغت على الصحافة الشعبية التي كانت في السابق هي المسيطرة سواء على المتلقي او على من اراد ان يشارك بموضوع مثلاً او قصيدة، ومن هنا استطيع القول ان تلك المواقع اصبحت بوابة مشرعة لكل من اراد المشاركة دون ان ينتظر محرراً ويمكث فترة لرجائه ان ينشر له. العملية هنا هي العملية الصحيحة التي ومن خلالها لم يعد لذلك المحرر اهميته كما كانت في السابق. ويبقى القول ان تلك المواقع خدمت وتخدم الادب الشعبي وتخدم كذلك الشعراء.
ازدياد عدد الشعراء في ظل ظهور تلك المواقع الشعرية على الانترنت، يلاحظ ازدياد عدد الشعراء وظهورهم بشكل كبير.
الآن اصبح كل شاعر وبكل سهولة قادر على كتابة ونشر قصيدته او موضوعه عبر الانترنت وفي اي موقع يختاره بكل سهولة ولذلك شاهدنا الازدياد الواضح في عدد الشعراء عن ذلك يقول الشاعر حامد بن سعيد الاحمري: في فترة افساح المجال لكل شاعر، رأينا الآن المواقع المختلفة الأدبية في الإنترنت، ورأينا مدى الإقبال المتزايد من الكتاب والشعراء على هذه المواقع، وهذا بالطبع يعتبر تطوراً حديثاً في ايصال القصيدة الى كل المتلقين وخصوصاً القصيدة الشعبية التي اصبحت من الركائز الاساسية في هذه المواقع، ومن هنا نرى الآن هذا الازدياد الهائل على تلك المواقع التي هي بحق اصبحت متنفساً للكل بعكس ماكان في الصحافة الادبية.وبعد فإن الاعلام الادبي بكل فئاته يسهم وبشكل فعال في رقي الادب عامة، ولعل الادب الشعبي كجزء من هذا الادب يسير في سباق متزايد لتلبية متطلبات الجمهور الذين يتابعون وبكل دقة مايدور في ساحة الادب الشعبي وهذه هي القصيدة التي تريد الوصول الى كل متلق ومتابع، نراها الآن وقد اخذت حيزاً كبيراً في مواقع الادب الشعبي في الانترنت، هاهي الآن تصل الى الكل دون ان يواجه شعراؤها اي متاعب.
الرياض
انترنت الانترنت : [email protected]
&