كوبنهاغن- لوران بارتيليمي: تبذل تركيا نشاطا دبلوماسيا مكثفا قبل ساعات من افتتاح القمة الاوروبية في كوبنهاغن التي يفترض ان تكرس توسيعا تاريخيا للاتحاد الاوروبي من 15 الى 25 دولة عضو وان تحدد الجدول الزمني لانضمام محتمل لتركيا الى الاتحاد.
ويفترض ان يلتقي رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي عند الساعة 19 بالتوقيت المحلي (18 تغ) في مركز للمؤتمرات بعيدا عن وسط المدينة وسط اجراءات امنية مشددة لمواجهة احتمال تنظيم تظاهرات مناهضة للعولمة.
وقد وصل رئيس الوزراء التركي عبد الله غول ورئيس الحزب الحاكم في تركيا رجب طيب اردوغان في وقت سابق لافتتاح القمة وذلك للدفاع عن مطلبهم القاضي بتحديد موعد لفتح مفاوضات الانضمام مع تركيا عبر عقد لقاءات ثنائية قبل القمة.
وترفض انقرة ان تبقى في "قاعة الانتظار" في حين تستعد عشر دول للحصول خلال قمة كوبنهاغن على بطاقة الدخول الى الاتحاد على ان يصبح انضمامها نافذا في الاول من ايار/مايو 2004.&
وتريد تركيا ان تضمن ان مصير ترشيحها الى الاتحاد الاوروبي سيصبح معروفا قبل هذا التاريخ خشية من ان يكون للدول الجديدة الوافدة الى الاتحاد كلمتها في الجدل حول عضوية تركيا وهي مسألة شديدة الحساسية لدى دول الاتحاد.
وكانت فرنسا والمانيا قدمتا اقتراحا مشتركا يقضي بتقديم تقويم حول التقدم الاقتصادي والديموقراطي الذي حققته تركيا في كانون الاول/ديسمبر 2004 قبل اطلاق المفاوضات في تموز/يوليو 2005.&وقد اعلنت برلين عن عقد لقاء ثلاثي على هامش القمة بين المسؤولين الاتراك والمستشار الالماني غيرهادر شرودر والرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وينوي غول واردوغان ان يجريا لقاءات منذ اليوم الخميس مع كل رؤساء الحكومات الاوروبية المؤيدين لانضمام تركيا وهم اليوناني كوستاس سيميتيس والايطالي سيلفيو برلوسكوني والبريطاني توني بلير.
وتحظى انقرة بدعم كبير من جانب الرئيس الاميركي جورج بوش كما انها تتمتع بوسيلة ضغط اضافية تتمثل بتسوية قضية قبرص احدى الدول المرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.&وتدور مفاوضات الدقيقة الاخيرة في كوبنهاغن حول توحيد الجزيرة المقسمة الى شطرين يوناني وتركي برعاية الامم المتحدة بين القبارصة اليونانيين والاتراك.
ويقول مصدر دبلوماسي ان تركيا قد تكون مستعدة لتقديم دعم مبدئي لخطة الامم المتحدة حول تسوية القضية القبرصية في حال حصلت على ما يرضيها في قمة كوبنهاغن في خصوص ترشيحها الى الاتحاد.
غير ان القضية التركية تهدد بحجب نسبي للهدف الرئيسي من قمة كوبنهاغن وهو اتمام مفاوضات الانضمام مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفاكيا وتشيكيا والمجر وسلوفينيا وقبرص ومالطا.
وقبل ان تحتفل القارة الاوروبية بوحدتها التاريخية في اطار الاتحاد الاوروبي الموسع، سيكون على دول الاتحاد ال15 والدول العشر المرشحة للانضمام ان تتفق على الجانب المالي للعملية.
وكان المبلغ الاجمالي الاخير الذي اقترحته الرئاسة الدنماركية للتوسيع يبلغ&40.5 مليار يورو للمرحلة 2004-2006. وتؤكد الدول الاعضاء وعلى راسها المانيا ان هذا المبلغ هو الاكبر الذي يمكن ان يقدمه الاتحاد في حين تحاول الدول المرشحة بقيادة بولندا الحصول على مبالغ اكبر حتى اللحظة الاخيرة.
وفي مواجهة احتمال ان تقوم الدول المرشحة بالمزايدة للحصول على اكبر مبلغ ممكن من الاتحاد، اعلن المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع غانتر فرهويغن اليوم الخميس ان التوسيع سيحصل "الان او لا يحصل".&وحذر من "الانعكاسات المريعة لدى الرأي العام" في حال فشل قمة كوبنهاغن.
وسيتناول اول عشاء عمل للمسؤولين الاوروبيين قضية ترشيح تركيا واللمسات الاخيرة الواجب وضعها على المبلغ المالي المعروض على الوافدين الجدد الى الاتحاد.&وستقترح الرئاسة الدنماركية للاتحاد الاوروبي الجمعة هذا المبلغ على ممثلي الدول المرشحة خلال لقاءات ثنائية موازية للقمة على امل التوصل الى اتفاق نهائي بعد الظهر.
غير ان الرئاسة الدنماركية تعرف جيدا ان البرنامج المكثف للقمة سيفرض اطالة فترة انعقادها وقد طلب رئيس الوزراء الدانماركي اندرس فوغ راسموسن من نظرائه توقع تواصل الاعمال في عطلة نهاية الاسبوع.