بروكسل- ليون برونو: بدأ الاتحاد الاوروبي اليوم الخميس في بروكسل متجاوزا التحفظات الاميركية، مفاوضات مع ايران بهدف ابرام اتفاق للتجارة والتعاون، تتسم بحساسية بالغة على الصعيد السياسي.&
ويفترض ان تشهد هذه المفاوضات التي تجري بتكتم في مرحلة اولى على مستوى موظفين كبار وبعيدا عن وسائل الاعلام، على تقارب بين الاتحاد الاوروبي وايران البلد الذي ادرجته الولايات المتحدة بين دول "محور الشر" مع العراق وكوريا الشمالية.
وفي المقابل، بالنسبة للاوروبيين الذين لا يترددون في الحديث عن التزام بناء مع طهران، يفترض ان يسمح ابرام اتفاق تعاون من هذا النوع بتشجيع عملية الاصلاح التي بدأها الرئيس محمد خاتمي.
وقال مصدر اوروبي ان جلسة عمل اولى تشكل البداية الرسمية لهذه المفاوضات افتتحت بعيد الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (9 تغ) في مبنى مجلس اوروبا.&وتمحور هذا الاجتماع الاول الذي تولت ادارته الرئاسة الدنماركية للاتحاد الاوروبي حول الشق السياسي من المفاوضات. ويفترض ان تليه بعد ظهر اليوم جلسة عمل ثانية مخصصة للمفاوضات التجارية تحديدا برعاية المفوضية الاوروبية.
ويمثل ايران في المفاوضات المدير العام لوزارة الخارجية الايرانية كيا طباطبائي بينما يرئس كريستيان ليفلر المفاوضين الاوروبيين.&وقالت المفوضية الاربعاء ان "بدء المفاوضات يشكل خطوة مهمة للتقارب مع ايران". واضاف ان "مصلحة الاتحاد الاوروبي تقضي بتطوير علاقات وثيقة مع ايران ودعم جهود الاصلاح في هذا البلد".
ويتسم الحوار بحساسية بالغة على الصعيد السياسي بينما تواجه ايران باستمرار ادانات لاتهامها بانتهاك حقوق الانسان وعبرت الولايات المتحدة بوضوح عن معارضتها لتقارب من هذا النوع بين الاتحاد الاوروبي وطهران.&وتمنع واشنطن مثلا على الشركات النفطية الاميركية منذ صدور قانون في 1996 من الاستثمار في ايران.
واكد مصدر اوروبي ان حقوق الانسان ستحتل مكانا كبيرا بين المواضيع التي ستناقش في هذا الحوار الاوروبي الايراني الى جانب مكافحة الارهاب وانتشار اسحة الدمار الشامل.&وقد امتنع الاوروبيون عن وضع شروط مسبقة لفتح هذه المفاوضات لكنهم ربطوا بوضوح بين المفاوضات التجارية والتقدم في مجال حقوق الانسان.
وعشية بدء الاجتماعات، دافع وزير الخارجية الايراني كمال خرازي عن تطبيق عقوبة الاعدام في ايران مشيرا الى ان هذا الحكم مطبق "في عدد كبير من الدول".&والاتحاد الاوروبي هو اهم شريك تجاري لايران. وتفيد ارقام رسمية ان حجم المبادلات بين البلدين تجاوز العام الماضي 13 مليار يورو.
ويقول الاتحاد الاوروبي انه يسعى الى توقيع اتفاق تجاري غير تفضيلي مع ايران. وينتظر الاوروبيون ايضا ان تطبق ايران الرسوم الجمركية نفسها التي تعتمدها لشركائها التجاريين الآخرين.&ولكن مصدرا اوروبيا حذر من ان "المفاوضات لن تستكمل الا بعد التوصل الى اتفاق في كل المجالات".
من جهة اخرى، تظاهر حوالي خمسين من المعارضين الايرانيين اليوم الخميس بدعوة من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من اجل ادانة هذا التنازل من جانب الاتحاد الاوروبي الى "نظام الملالي" على حد تعبيرهم.