جيرالدين اميال: قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) رفع سقف إنتاجها الرسمي وخفض عرضها الفعلي لاحترام هذا الإجراء الجديد في رسالة إلى الأسواق تؤكد فيها ان تدفق النفط مستمر.
&واعلن المتحدث باسم اوبك ان المنظمة قررت خفض انتاجها النفطي الى 23 مليون برميل يوميا لدعم الاسعار. وقال عبد الرحمن الخريجي في ختام اجتماع استثنائي لوزراء النفط في الدول الاعضاء في المنظمة ان "مؤتمر اوبك قرر خفض انتاج المنظمة الى 23 مليون برميل يوميا".
&واكد ان المؤتمر "سيبقى حازما وسيتخذ الاجراءات اللازمة للتأكد من الاحترام التام" للحصص الجديدة المحددة.
&وكان رئيس اوبك ريلوانا لقمان صرح ان السقف الجديد سيطبق اعتبارا من الاول من كانون الثاني/يناير المقبل وسيوزع بين الدول الاعضاء حسب حصصها الحالية.
&ولم يذكر حجم الخفض في الانتاج. لكن وزير النفط القطري عبد الله بن حمد العطية تحدث عن 7،1 مليون برميل يوميا.
&ويهدف قرار اوبك الذي جاء باقتراح من السعودية كبرى الدول المنتجة والمصدرة للنفط في العالم والتي تتمتع باكبر نفوذ في المنظمة، الى تقليص الفارق بين الانتاج الحقيقي للكارتل والحصص التي تحددها الى جانب اعادة مصداقية المنظمة التي تضررت الى حد ما في الاسواق.
&فاوبك لم يسبق ان تلاعبت بنظام الحصص كما حدث في الاشهر الاخيرة. وقد قدرت الوكالة الدولية للطاقة حجم تجاوز الانتاج في تشرين الاول/اكتوبر بما بين 5،2 وثلاثة ملايين برميل يوميا وفي تشرين الثاني/نوفمبر ب4،2 مليون برميل.
&لكن عددا كبيرا من المحللين الذين كانوا يتابعون الاجتماع في فيينا رأوا ان هذه المصداقية لن تقاس الا بمدى جدية الدول الاعضاء في تطبيق هذا القرار.
&وقال ياسر الجندي المحلل النفطي في معهد "ميدليب غلوبال ادفايزر" في نيويورك ان "كل شئ مرتبط بالتزام كل من الدول الاعضاء". واضاف "اذا نجح السعوديون في تأمين التزام الجميع فان هذا القرار سيكون واقعيا جدا".
&واكد ضرورة ان تكون الدول الاعضاء "جدية" ليرى السوق انها تتمتع بمصداقية.
&ورأى رعد القادري الخبير في شركة "برتوليوم فايننس كمباني" في واشنطن ان "هذا القرار حكيم جدا لاننا اقتربنا من الفصل الاول من العام (2003) والطلب على النفط اقل من العادة تقليديا".
&وعبر وزير النفط السعودي علي النعيمي عن قناعته بان كل دول المنظمة ستحترم السقف الجديد، بينما اكد نظيره الايراني بيجان نمدار زنقانة ان "الجميع سيحترمون الحصص الجديدة".
&وايد وزير النفط الجزائري شكيب خليل هذا الراي موضحا ان القرارات داخل اوبك تتخذ بالتوافق و"على الجميع ان يبرهنوا عن التضامن والانتظام".
&وكانت وفود عدد من الدول الاعضاء عبرت عن املها في الابقاء على الانتاج على حاله حتى الاجتماع المقبل للمنظمة في آذار/مارس بسبب القلق الذي يهيمن على الاسواق نظرا لاحتمال نشوب حرب في العراق والازمة السياسية في فنزويلا التي تؤثر على الصادرات.
&وما زال ماثلا في اذهان الجميع اجتماع جاكرتا (1998) عندما قرروا رفع الحصص ليقتربوا من الانتاج الحقيقي. لكن في السنة التالية ازداد حجم تجاوز سقف الانتاج مما ادى الى تراجع كبير في الاسعار الى اقل من عشرة دولارات.
&وحول احتمال حرب في العراق، قال النعيمي ان "السعودية واوبك تعهدتا بالتعويض عن اي نقص في العرض ايا كان السبب".
&من جهته، رأى خليل ان احتمال وقوع حرب يمكن ان "يؤثر على الاسعار لكنه لن يدفعها الى الارتفاع" لان المخاطر استبقت بفرض "رسوم حرب".
&وفي لندن كما في نيويورك كانت الاسواق اكثر تأثرا بما يجري في فنزويلا من القرارات التي اتخذتها المنظمة في فيينا.