&
كوبنهاغن: اتخذ القادة الاوروبيون مساء الخميس مع افتتاح قمة كوبنهاغن قرارين حاسمين لمستقبل الاتحاد الاوروبي عبر اقرارهم المبلغ النهائي المخصص لتمويل توسيع المنظمة لتضم عشرة اعضاء جدد، وعبر ارجائهم الى كانون الاول/ديسمبر 2004 قرارهم حول الترشيح التركي. وفي الحالتين كان قرار رؤساء الدول والحكومات دون الطموحات التي عبرت عنها الاطراف المعنية. ونجحت الرئاسة الدنماركية للاتحاد الاوروبي في التوصل الى اتفاق مع شركائها حول مبلغ نهائي قدره 5،40 مليار يورو اقترحته لتمويل انضمام عشرة اعضاء جدد خلال الفترة الممتدة من 2004 الى 2006 على ما اعلن رئيس الوزراء الدنماركي انديرس فوغ راسموسن. وقال للصحافيين في ختام عشاء عمل افتتحت خلاله اعمال القمة ان "هذا المبلغ سيشكل اساسا للمفاوضات النهائية مع الدول المرشحة". وكانت عدة دول مرشحة اعترضت على هذا المبلغ مسبقا ولا سيما بولندا التي كثفت شروطها وطالبت ان تخصص لها وحدها زيادة قدرها مليار يورو تقريبا.
ويفترض ان تكرس قمة كوبنهاغن توحيد اوروبا بعد 13 عاما على انهيار جدار برلين، عبر انجاز مفاوضات الانضمام مع كل من بولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفاكيا وتشيكيا والمجر وسلوفينيا وقبرص ومالطا. ويتوقع ان تنضم هذه الدول فعليا في الاول من ايار/مايو 2004.
واوضح راسموسن انه سيعقد اليوم الجمعة قبل استئناف اعمال القمة اجتماعات مع بعض الدول المرشحة في محاولة لازالة اخر التحفظات.
&لكنه حذر مرات عدة من ان الاتحاد الاوروبي مصمم على انجاز المفاوضات مع الدول المرشحة التي توافق على العرض المالي هذا، فقط.
وقبيل افتتاح القمة حذر راسموسن بولندا من اي محاولة لرفض التوصل الى توافق مشددا على ان دخولها الى الاتحاد قد يرجأ الى "العام 2007 ربما".
واتفقت الدول الاعضاء الخميس ايضا على المراحل المقبلة في ترشيح تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي معتمدة مبدأ تقييم التقدم الذي احرزته انقرة في مجال تعزيز الديموقراطية بعد سنتين.
وقال راسموسن "في حال قررت القمة الاوروبية في كانون الاول/ديسمبر 2004 مستندة الى تقرير وتوصية من المفوضية الاوروبية، ان تركيا تحترم المعايير السياسية المحددة في كوبنهاغن فان الاتحاد الاوروبي سيباشر مفاوضات انضمام مع تركيا".
لكن هذا السيناريو القريب جدا من اقتراح عرضه الاسبوع الماضي الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر، لا يرضي طموحات تركيا واقتراحتها حتى الان.
وكانت تركيا ترغب في الحصول من قمة كوبنهاغن على موعد ثابت ونهائي لبدء المفاوضات معها اعتبارا من العام 2003 اذا امكن وقبل الاول من ايار/مايو 2004 على ابعد تقدير.
وكانت انقرة تأمل بذلك تجنب ان يكون للدول الجديدة في الاتحاد الاوروبي كلمتها في هذا الاطار.
وفي تعليق اول على قرار الاتحاد قال مسؤول تركي ان هذا الاجراء "ليس سلبيا".
واعتبر المسؤول المقرب من رجب طيب اردوغان زعيم الحزب الحاكم في تركيا اليوم الجمعة انه "قرار موقت، مرن". واضاف "قد تحصل تغيرات" ابتداء من اليوم الجمعة.
وقبيل افتتاح القمة كثف اردوغان الذي يرافق رئيس الوزراء التركي عبدالله غول الخميس في كوبنهاغن، الاتصالات الثنائية مع القادة الاوروبيين دعما لقضية بلاده.