في&خطاب ألقاه أمام مركز "هريتاج فوندايشن" للتحليلات السياسية في العاصمة الأميركية، أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول مساء أمس الخميس عن برنامج خصص له 29 مليون دولار للمساعدة على إقرار إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في العالم العربي والسعي إلى تحسين صورة الولايات المتحدة في هذه البلدان.
ويحمل هذا البرنامج اسم "مبادرة من اجل شراكة اميركية-شرق اوسطية" ويهدف الى "وضع الولايات المتحدة بقوة الى جانب التغيير والاصلاح والى جانب مستقبل حداثة في الشرق الاوسط".&واضاف في الخطاب&ان هذه المبادرة ستتركز على ثلاثة اعمدة اساسية هي الاصلاحات الاقتصادية، والانفتاح السياسي والاجتماعي (خصوصا بالنسبة الى النساء) واخيرا التربية.
ودعا باول الدول العربية الى الانفتاح سياسيا قائلا ان "الكثير من سكان الشرق الاوسط لا يزالون محكومين من انظمة مغلقة".&وتابع ان "مشاركة سياسية متنامية تتطلب تعزيز المؤسسات المدنية التي تحمي حقوق الافراد وتقدم امكانية للمشاركة" في الحياة العامة، موضحا ان "هذه المبادرة ستقدم الدعم الى مواطني هذه المنطقة الذين يريدون اسماع صوتهم على المستوى السياسي". واعلن ايضا ان واشنطن تسعى الى دعم برامج تربوية موجهة الى النساء لتعزيز دورهن في المجتمع.&
المغرب من البلدان التي تبعث على الأمل
في مجال الديموقراطية في شمال إفريقيا

ولم يذكر باول اي دولة بالاسم لعدم احترامها الديموقراطية والحريات العامة الا انه اعطى امثلة على جهود الانفتاح السياسي مشيرا الى المغرب وقطر والبحرين. وقال&باول&أن المغرب يعتبر من البلدان التي تبعث على الأمل في مجال الديموقراطية بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط . وأشار&في نفس السياق الى الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس قبل سنتين أمام البرلمان والذي أكد فيه على أن أهداف التنمية والديموقراطية والحداثة تتطلب النهوض بعمل الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات ووسائل الاعلام وكذلك توسيع المشاركة في تسيير الشأن العام. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن رئيس الديبلوماسية الأميركية&أن المغرب وكذا البحرين وقطر من البلدان التي شرعت في مسلسل الاصلاحات السياسية الجريئة، منوها برماحل بناء المؤسسات بها.&وأشار&باول الى أن ابرام اتفاقيات التبادل الحر كتلك التي انطلقت المفاوضات بشأنها مع المغرب يعتبر كذلك من أهداف المبادرة الجديدة.
واضاف وزير الخارجية الاميركي ان المبلغ المرصود اي 29 مليون دولار ليس سوى بداية وانه سيطالب بزيادة هذا المبلغ العام المقبل.&واعتبر ان هذا المبلغ يضاف الى المساعدة الاقتصادية الاميركية الحالية للدول العربية التي تصل الى مليار دولار.
اوضح مسؤولون اميركيون ان المساعدة الاقتصادية الحالية سيعاد النظر فيها لتصبح موجهة اكثر نحو مشاريع تساعد على الاصلاحات.
وعلى الصعيد الاقتصادي اعلن باول ان واشنطن تريد اندماجا افضل للدول العربية في التجارة العالمية مذكرا بان حصة الدول العربية من الصادرات العالمية لا تمثل حاليا سوى واحد بالمئة اذا وضعنا النفط جانبا.
وستعمل الولايات المتحدة ايضا على تقديم دعم تقني الى الدول العربية التي تريد الانضمام الى منظمة التجارة العالمية حسبما قال باول ذاكرا السعودية والجزائر ولبنان واليمن.&
كما اعلن ان واشنطن تنوي تعزيز علاقاتها الاقتصادية الثنائية مع الاردن والمغرب ومصر والبحرين في اطار اتفاقات وقعت او ستوقع في المستقبل.&ويهدف هذا المشروع الى تحسين صورة الولايات المتحدة في هذه المنطقة من العالم حيث تتهم واشنطن غالبا بانها لا تهتم سوى بدعم اسرائيل وانظمة عربية متسلطة موالية لها على حساب تطلعات الشعوب.
&
قيادة فلسطينية "جديدة ومختلفة"
واكد الوزير&الاميركي&ان السلام في الشرق الاوسط يمر عبر "قيادة جديدة ومختلفة" للفلسطينيين، مجددا ضمنا رغبة الولايات المتحدة بابعاد ياسر عرفات عن السلطة. وقال ان "السلام يتطلب من الفلسطينيين قيادة جديدة ومختلفة ومؤسسات جديدة ونهاية للارهاب والعنف".&واضاف "فيما سيحرز الفلسطينيون تقدما في هذا الاتجاه، سيكون على اسرائيل ان تقدم ايضا على خيارات صعبة لا سيما لوضع حد لكل نشاطات بناء المستوطنات" الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية.&
واعلن باول ان واشنطن لا تزال تؤيد انشاء دولتين، اسرائيلة وفلسطينية، تعيشان "بامن جنبا الى جنب"، و"اقامة فلسطين ديموقراطية تملك مقومات الاستمرار، في 2005 اذا كان ذلك ممكنا".&
واشار الوزير الاميركي الى ان اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) التي تجتمع في 20 كانون الاول/ديسمبر على المستوى الوزاري في واشنطن لمناقشة "خريطة الطريق" الهادفة الى ايجاد حل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، "جاهدة في العمل" على هذا الملف.&واعرب باول عن "امله" بان يتمكن المشاركون في هذا الاجتماع من لقاء الرئيس الاميركي جورج بوش على هامش اللقاء.
وكان الاعلان عن هذا المشروع ارجىء مرتين خلال الاشهر القليلة الماضية اما بسبب تفاقم الملف العراقي او بسبب الخوف من التسبب باحراج دول عربية حليفة حسبما قال دبلوماسيون اميركيون.
وياتي الاعلان ايضا في الوقت الذي تهدد فيه واشنطن بالتدخل العسكري في العراق وهو الامر الذي ينظر اليه العديد من الدول العربية على انه اعتداء من اقوى قوة في العالم ضد بلد عربي مسلم.