سيول- شارل ويلان: تجاهلت كوريا الشمالية تحذيرات المجتمع الدولي بشأن استئناف برنامجها النووي المجمد منذ ثماني سنوات ملقية اللوم على واشنطن التي اتهمتها ايضا بالقرصنة في عملية اعتراض شحنة صواريخ لليمن.
وطلبت بيونغ يانغ من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة نزع الاختام والكاميرات من محطاتها النووية حيث تم وضعها بهدف التاكد من التزامها باتفاق تجميد البرامج النووية الموقع في 1994 مع الولايات المتحدة.
ويؤكد الطلب الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصميم كوريا الشمالية على تنفيذ تهديدها باستئناف برنامجها النووي بالرغم من ردود الفعل القلقة التي اثارها اعلانها الخميس عن اعادة تشغيل مفاعلاتها "على الفور".
واعتبرت سيول القرار محاولة يائسة لاعادة الولايات المتحدة الى طاولة المفاوضات وجعلها تعود عن قرار تعليق توفير الكمية المتفق عليها من مادة الفيول لضمان انتاج الكهرباء من مصادر غير نووية.
لكن واشنطن وصفت قرار بيونغ يانغ بانه "مؤسف" وقالت ان كوريا الشمالية لن تنجح في ابتزازها.&وقال البيت الابيض "لن نساوم ولن نقدم لكوريا الشمالية حوافز لكي تحترم الاتفاقات التي وقعتها".
وقال مسؤول في الوزارة الكورية الجنوبية للعلاقات مع الشمال ان بيونغ يانغ تسعى "اساسا الى اعادة التفاوض بشأن علاقاتها بواشنطن وتستخدم البرامج النووية كوسيلة ضغط".&واضاف ان "واشنطن لن تتزحزح. من المؤكد ان الازمة لن تنتهي في وقت قريب".
ولكن ريتشارد ارميتاج، نائب وزير الخارجية الاميركي الذي ينهي اليوم الجمعة جولة في اسيا، اعرب عن تفاؤله بشأن فرص اقناع كوريا الشمالية بالعدول عن استئناف برنامجها النووي.
وقال ارميتاج ان "دول المنطقة، وهي روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية، تتفق (معنا) بشأن ضرورة ايجاد وسيلة لنزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية".&ويشكل الاعلان عن اعادة تشغيل المفاعلات المرحلة الاخيرة من المواجهة بشأن الملف النووي بين ادارة بوش وبيونغ يانغ منذ شهرين.
وعملت كوريا الشمالية على تصعيد التوتر اليوم الجمعة عبر الاحتجاج على اعتراض سفينة كورية شمالية كانت تنقل شحنة صواريخ سكود الى اليمن قبالة الشاطىء اليمني.&وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية ان ما حدث "قرصنة لا تغتفر يشكل مساسا غير مبرر بسيادة جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية".
واضاف ان "على الولايات المتحدة تقديم اعتذارات على عمل القرصنة الاعتباطي هذا الذي استهدف سفينة تجارية ودفع تعويضات على الاضرار المادية والنفسية التي لحقت بالسفينة 'سو سان' وافراد طاقمها".&واعتبر ارميتاج اتهام بلاده بالقرصنة "غير ذي معنى".&وسمحت الولايات المتحدة للسفينة الاربعاء باستئناف سيرها مع حمولتها مع الحصول من تاكيد من اليمن بانه لن تتم اعادة بيع الصواريخ.
وتعود المواجهة بشأن الملف النووي الى تشرين الاول/اكتوبر حين اعلنت الولايات المتحدةان بيونغ يانغ اعترفت بانها واصلت برنامجها العسكري سرا، بالرغم من اتفاق 1994.&وسيتيح رفع اختام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكوريا الشمالية الحصول على 8 الاف قضيب من الوقود المشع يمكن استخراج البلوتونيوم منها لصنع قنبلة ذرية.
وبعد شهر من تاكيدها بان كوريا الشمالية استانفت برنامجها النووي السري، قامت واشنطن وحلفاؤها في تشرين الثاني/نوفمبر بتعليق تزويد بيونغ يانغ بالفيول الذي يؤمن لها خمس حاجتها من الكهرباء.&وبررت بيونغ يانغ امس الخميس استئناف برنامجها النووي بالحاجة الى التعويض عن هذا النقص.
وفي اليابان، اعلنت الحكومة اليابانية الجمعة انها ستعمل على استئناف الحوار مع بيونغ يانغ "بحيث يتم تدارك مثل هذه الامور"، في اشارة الى نشوب ازمة بشأن الملف النووي.