جان لوك تيستو: قرر الاتحاد الأوروبي مساء الجمعة عملية توسيع تاريخية تشمل عشر دول جديدة وستدفع بحدود الاتحاد الى روسيا واوكرانيا، بعد 13 عاما من سقوط جدار برلين.
& واعلنت الرئاسة الدنماركية للاتحاد الاوروبي ان الاتحاد اختتم رسميا مساء اليوم الجمعة في قمة كوبنهاغن مفاوضات توسيعه من 15 الى 25 عضوا.
& وقال رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي "للمرة الاولى في التاريخ ستتوحد اوروبا بالارادة الحرة لشعوبها".
& وتم التوصل الى اتفاق بعد مفاوضات شاقة بين الدول ال15 الاعضاء في الاتحاد مع بولندا اهم الدول المرشحة بسكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة.
& والى جانب بولندا، قرر الاتحاد ان تنضم اليه اعتبارا من الاول من ايار/مايو 2004 المجر والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا وسلوفينيا ومالطا وقبرص ودول البلطيق الجمهوريات السوفياتية السابقة الثلاث ليتوانيا ولاتفيا واستونيا.
& لكن مختلف الدول المرشحة قررت ان تشاور الرأي العام لديها في استفتاء قبل ابرام اتفاقيات الانضمام. وافادت استطلاعات الرأي ان نتائج الاستفتاءات في بعض الدول مثل مالطا ولاتفيا او الجمهورية التشيكية يمكن ان تكون متقاربة جدا.
& وستضم اوروبا الجديدة 25 دولة يبلغ عدد سكانها اكثر بقليل من 450 مليون نسمة اي 75 مليونا اضافيا عما كانت عليه. لكنها ستكون اقل غنى لان ثروتها لن تزيد اكثر من 6،4% مقابل 20% في زيادة عدد سكانها.
& وعملية التوسيع هذه هي الاهم في تاريخ البناء الاوروبي منذ تأسيس المجموعة الاوروبية في 1957.
& وينص الجدول الزمني المقرر على توقيع اتفاقية انضمام الاعضاء الجدد في نيسان/ابريل 2003 في اثينا خلال الرئاسة اليونانية للاتحاد التي تبدأ في 1 كانون الثاني/يناير.
& وخلال القمة التي استمرت يومين الخميس والجمعة، اجرت الدول ال15 التي قررت بوضوح الحد من نفقات التوسيع، مفاوضات شاقة مع بولندا، وبدرجة اقل مع الجمهورية التشيكية او المجر.
& وكانت الدول ال15 قبلت مساء الخميس الجانب المالي الذي اجرت الدنمارك مفاوضات حوله منذ القمة الاخيرة في بروكسل في نهاية تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
& لكن بولندا اعلنت انها تطالب بالمزيد.
& ولم تكف وارسو عن الترديد في الايام الاخيرة انها ستدافع حتى النهاية عن مصالحها مؤكدة انها تحتاج الى ما يقنع الرأي العام لديها المتردد حول ميزات الانضمام الى الاتحاد.
& واعلن المستشار الالماني غيرهارد شرودر بعد ظهر اليوم الذي كان متحفظا على بذل جهود جديدة في هذا الشأن، اقتراحا جديدا وصفه بانه "اختراق".
& وكان قد حذر امس من ان المانيا ورغم صعوباتها المالية الحادة لن ترتكب "الخطأ التاريخي" في تعريض نجاح القمة للخطر.
& وتسمح الخطة المالية التي اعدتها الدول ال15 لبولندا بتلقي مليار يورو نقدا في 2005 و2006 عبر التخلي في المقابل عن مبالغ هيكلية بالقيمة نفسها.
& وترتبط المبالغ الهيكلية بالموافقة على مشاريع عملية ولم تكن بولندا واثقة من انها ستتلقى كل الاموال التي وعدت بها.
& الى ذلك، قرر الاتحاد منح مساعدة "اضافية" تبلغ 300 مليار يورو للدول المرشحة الاخرى.
& وبعد معركة حامية، تمكن البولنديون من انتزاع تنازلات اضافية صغيرة واعلنوا موافقتهم النهائية.
& وتستعد الدول ال15 للافراج عن ما مجموعه 7،40 مليار يورو للفترة بين 2004 و2006. وهو مبلغ اكثر بقليل من ما اقترحته مبدئيا في ختام قمتها في بروكسل في نهاية تشرين الاول/اكتوبر الماضي (حوالي 39 مليار يورو) ولكن اقل من ما اقترحت في 1999 (5،42 مليار يورو).
& والتسوية المالية التي ساهمت في اعدادها الى حد كبير الرئاسة الدنماركية للاتحاد تتيح ارضاء الدول الاعضاء التي اعلنت انها لا تريد مزيدا من النفقات.
& لكن عملية التوسيع لن تكلف اكثر من 25 يورو سنويا للفرد.
& وقبل الاتحاد قبرص المقسمة رغم جهود الامم المتحدة لانهاء التقسيم المستمر منذ 28 عاما بعد رفض الجانب القبرصي التركي توقيع الاتفاقات التي اقترحتها المنظمة الدولية.
& ولم تجر قمة كوبنهاغن مفاوضات متقدمة مع تركيا التي مارست ضغوطا لتحديد موعد لفتح مفاوضات بسرعة من اجل انضمامها.
& وقررت الدول ال15 الا تعلن موقفها في هذا الشأن قبل كانون الاول/ديسمبر 2004 وتبعا لتقدم العملية الديموقراطية في هذا البلد.
&