دمشق - تقدم الزمن عاما الى الامام وكان ممتلئا بالتطورات&والاحداث الساخنة لكن المواقف التي سيحملها الرئيس بشار الاسد خلال زيارته الى العاصمة البريطانية لندن بعد يومين ستعيد بالذاكرة نفس المواقف التي اصر عليها اثناء استقباله في دمشق قبل اكثر من عام لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير.
&ويبدأ الرئيس الاسد هذا الاسبوع اول زيارة يقوم بها الى بريطانيا منذ توليه السلطة في بلاده عام 2000 ومن المقرر ان يجرى يوم الاثنين المقبل محادثات في 10 دواننغ ستريت مع بلير ويلتقى ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية ونجلها ولي العهد الامير شارلز يوم الثلاثاء ويجتمع مع زعماء المعارضة يوم الاربعاء.
ولعل العراق والخوف من احتمال نشوب حرب بسبب مواجهته مع الولايات المتحدة وكذلك الصراع مع اسرائيل في الشرق الاوسط وتوقف عملية السلام بين اطرافها سيكونان في مقدمة المواضيع السياسية التي ستتطرق اليها محادثات الرئيس الاسد فى لندن.
وربما كان التحام المواقف البريطانية مع مثيلتها الامريكية حول العراق والتشدد فيها بالضغط على بغداد بسبب حوزتها برامج تسلحية فتاكة وكذلك اتهام الغرب للعرب بدعم الارهاب سيعطى مؤشرا على قوة الطرح الذي سيتبادله الرئيس الاسد مع مضيفه البربطاني الذي قيل انه تعرض للاحراج من قبل الرئيس السورى اثناء زيارته الى دمشق
في اكتوبر عام 2001 على خلفية دعم دمشق للجماعات الفلسطينية والتي تعتبرها واشنطن وتل ابيب مجموعات ارهابية.
في اكتوبر عام 2001 على خلفية دعم دمشق للجماعات الفلسطينية والتي تعتبرها واشنطن وتل ابيب مجموعات ارهابية.
وكرر الرئيس الاسد في مقابلة مع صحيفة (التايمز) البريطانية عشية هذه الزيارة نفس المواقف من موضوع الارهاب ومدى تعاون سوريا في محاربته بعد احداث 11 سبتمبر التي كان قد اصر عليها وهو يستقبل بلير قبل عام عندما قال "يجب ان نعرف ما هي خلفية هذا التعاون هناك فرق بين ان يكون التعاون مبنيا على العلاقة الجيدة آو السيئة مع الولايات المتحدة وبين ان يكون هذا التعاون منطلقا من مبادىء سوريا".
كما كرر الرئيس الاسد موقفه من التنظيمات الفلسطينية التي تحتضنها سوريا والتي تؤكد أنها مكاتب اعلامية فقط بقوله " يجب الا ننسى ان هذه المنظمات هي منظمات تعبر عن رأى ملايين الفلسطينيين في داخل وخارج فلسطينين وهؤلاء الملايين من الفلسطينيين في مقاومتهم للاسرائيليين مدعومون من 300 مليون عربي ومن مئات ملايين المسلمين في المنطقة ومن اخرين في كل انحاء العالم".
&واضاف "المكتب الموجود هو مكتب اعلامي ولا توجد حدود مباشرة الان بيننا وبين فلسطين سوى الحدود العسكرية وهي محتلة اقصد الحدود مع اسرائيل هي اراضى الجولان السورية وهي اراض محتلة".&وقلل الرئيس السورى من شأن استمرار الولايات المتحدة في ادراج سوريا على قائمة الدول الراعية للارهاب قائلا "نحن نعرف ان هذه الامور مرتبطة الى حد كبير بموضوع الصراع مع اسرائيل ولو كنا مستعدين الان لتوقيع اتفاقية فاشلة كاتفاقية اوسلو نتنازل فيها عن كثير من من حقوقنا سيشطب اسم سوريا في اليوم التالى آو في نفس اليوم".
لكن مواقف الرئيس الاسد بخصوص العراق اظهرت قلقا وتخوفا قويين مما سيحمله مستقبل المواجهة بين بغداد من جهة وواشنطن ولندن من جهة اخرى عندما رسم ما وصفه "صورة سوداء" لما قد تنجم عنها اي حرب تقودها الولايات المتحدة ضد العراق بقوله "ان رقعة العواقب لن تقتصر على العراق فقط بل ستدخل المنطقة برمتها الى المجهول". كما رأى ان مثل هذه الحرب ستخلق "تربة خصبة للارهاب".
وانتقد التدخل الامريكي في العراق للاطاحة بحكم صدام حسين لحل المشكلة العراقية قائلا "نحن اكثر من يقدر هذا الشيء لاننا نعيش في المنطقة اعتقد ان المشكلة الاكبر هي ان يتدخل اي بلد في شؤون بلد اخر
وحذر الرئيس الاسد من الاستعجال في تحليل وتقييم التقرير الذي قدمه العراق حول برامجه التسليحية بموجب القرار 1441 قائلا ان ذلك من شأنه ان "يكون له تأثير مباشر على مصير المنطقة وسيمس اوروبا بشكل كامل وربما مناطق اخرى من العالم". كما انتقد ما تحدثت الانباء عن ضغوطات تمارسها واشنطن ولندن في عمل المفتشين الدوليين في العراق قائلا "اصبحنا مقتنعين بان اي عمل لا يعطي الامم المتحدة حقها ضمن شرعيتها ومن دون ضغوطات ومن دون اي تدخل سيؤدي الى الفشل والمزيد من الاضراب
وبالتالي نحن قلقون من جراء اي تدخل في عمل الامم المتحدة في اي قضية".
وبالتالي نحن قلقون من جراء اي تدخل في عمل الامم المتحدة في اي قضية".
&ويقول دبلوماسي عربي في العاصمة السورية وهو يعلق على سؤال&عن مغزى زيارة الاسد لبريطانيا "ربما كانت هناك نقاط اختلاف كبيرة بين دمشق ولندن لكن يجب الا ننسى ان هناك نقاط التقاء وتفاهم عديدة وهي مواقف البلدين بالنسبة لادانة الارهاب ومكافحته دوليا وبالنسبة لدعم عملية
السلام".
ولن تخلو الزيارة بطبيعة الحال من مناقشة العلاقات الثنائية وقد اشار الرئيس الاسد في مقابلته مع الصحيفة البريطانية الى ان الهدف "البديهي" منها هو "تعزيز العلاقات الثنائية بالدرجة الاولى وهذا يشمل مجالات مختلفة بالنسبة لنا والاولوية هي لتطوير الادارة في سوريا".
السلام".
ولن تخلو الزيارة بطبيعة الحال من مناقشة العلاقات الثنائية وقد اشار الرئيس الاسد في مقابلته مع الصحيفة البريطانية الى ان الهدف "البديهي" منها هو "تعزيز العلاقات الثنائية بالدرجة الاولى وهذا يشمل مجالات مختلفة بالنسبة لنا والاولوية هي لتطوير الادارة في سوريا".
وحدد بالدرجة الاولى خبرة بريطانيا في مجال المصارف لاسيما وان سوريا مقبلة على افتتاح بنوك خاصة وكذلك خبرتها فى تطوير التكنولوجيا.&ونقل عن وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري غسان الرفاعي الذي سيرافق الرئيس الاسد في زيارته ان هناك رغبة بتوسيع حجم التبادل التجاري بين سوريا وبريطانيا الذي هو دون المستوى المطلوب بعد ان بلغ وفق اخر الاحصائيات 120 مليون دولار امريكي وكذلك تشجيع الاستثمار البريطاني في سوريا
التعليقات