بروكسل&-ليون برونو: رفع حلف شمال الاطلسي مساء الجمعة عقبة اساسية كانت تعترض طريق سياسة الدفاع الاوروبية المشتركة بعد ان قرر السماح للدول ال15 اعضاء الاتحاد الاطلاع على برامج الحلف التخطيطية لاستخدامها في مهمات عسكرية في المستقبل.
&فقد صادق مندوبو المجلس الدائم للحلف الاطلسي مساء الجمعة في ختام يوم طويل من النقاشات على اتفاق حول اقامة علاقات دائمة بين الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي كان الاوروبيون يسعون اليه منذ سنوات.&وبهذا القرار بات باستطاعة دول الاتحاد ال15 الوصول "بمفعول فوري" الى امكانات الحلف اللوجيستية والتخطيطية بما في ذلك على مستوى الاستخبارات لاستخدامها في القيام مستقبلا بعمليات عسكرية مشتركة كما في مقدونيا على سبيل المثال.
&كما اعتبر ان للاتفاق اثرا حاسما في الاطلاق الفعلي لقوة الرد السريع للاتحاد الاوروبي التي ستضم نحو 60 الف عنصر، وستكون بمثابة الذراع المسلحة للاوروبيين للقيام بعمليات حفظ سلام او اخرى انسانية.&واعلن الامين العام للحلف الاطلسي جورج روبرتسون في بيان ان "الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي انجزا اليوم خطوة اساسية الى الامام لاقامة شراكة استراتيجية بينهما". ورحب بهذا "الحدث الحيوي في تاريخ العلاقات بين الاتحاد والحلف".
&وكانت السياسية الاوروبية الدفاعية المشتركة، التي اعلنت جهوزيتها للعمل في نهاية العام 2001، قد واجهات عثرات منذ ذلك الحين بسبب غياب هذا الاتفاق الذي حال على سبيل المثال دون ان يحل الاتحاد الاوروبي محل قوة الحلف الاطلسي المنتشرة في مقدونيا، اعتبارا من هذا العام كما كان مقررا.&واكد رؤساء دول وحكومات الاتحاد امس الجمعة "استعداد" الدول الاعضاء لتحل "في اقرب وقت ممكن" محل قوة السلام التابعة للحلف الاطلسي والمنتشرة منذ ايلول/سبتمبر 2001 في مقدونيا بحسب نصوص البيان الختامي للقمة.
&كما يتوقع ان يقترح الاتحاد الاوروبي "تولي قيادة العملية العسكرية في البوسنة" لتحل مكان قوة ارساء الاستقرار التابعة للحلف الاطلسي في البوسنة والهرسك (سفور).
&وكان الاتفاق بين الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي علق اخيرا بسبب معارضة تركيا الدولة العضو في الحلف وغير العضو في الاتحاد، بعد ان طالبت انقرة بضمانات بان قوة الرد السريع الاوروبية لن تتحرك ضد مصالحها في قبرص وفي بحر ايجه. وكانت اليونان قد عرقلت من جانبها الاتفاق لمدة طويلة.
&واقترحت دول الاتحاد في ما وصف بانه تنازل للاتراك بان لا تشارك قبرص، التي ستنضم الى الاتحاد في العام 2004، في اي عملية عسكرية اوروبية تستخدم فيها وسائل الحلف.&وكان وزراء خارجية دول الاتحاد اعطوا مساء الخميس في كوبنهاغن موافقتهم لمشروع الاتفاق الذي اجرى الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي للسياسة الخارجية خافيير سولانا المفاوضات بشانه في نهاية تشرين الاول/اكتوبر.
&وقال روبرتسون ان "امكانية استخدام الاتحاد الاوروبي لوسائل حلف الاطلسي في التخطيط لمهمات عسكرية برئاسة الاتحاد الاوروبي باتت مكفولة اعتبارا من هذه اللحظة".
&ويتبقى على الدول ان تتفاوض على بعض التفاصيل ليصبح تطبيق الاتفاق بين الاتحاد والحلف فعليا "بحلول الاول من اذار/مارس 2003" بحسب روبرتسون.&ويفترض ان يعقد اجتماع بين مجلس الحلف واللجنة السياسية والامنية للاتحاد الاسبوع المقبل لتوقيع الاعلان المشترك حسب ما علم من مقر الحلف في بروكسل.