لندن- انغريد بازينيت وربى كبارة: افتتح اليوم فى لندن اعمال مؤتمر المعارضة العراقية بمشاركة اكثر من 350 مندوبا يمثلون سبعة فصائل مختلفة وشخصيات مستقلة سيحاولون على مدى يومين وضع رؤية مشتركة لعراق "ديموقراطي برلماني تعددي فدرالي" بعد "ازالة نظام صدام حسين" بمساعدة الولايات المتحدة.
&وافتتح المؤتمر الذي احيط باجراءات امنية مشددة في احد الفنادق الكبرى في العاصمة البريطانية بتلاوة آيات من القرآن الكريم.&ويشارك في المؤتمر أكثر من 370 من ممثلي المعارضة العراقية من بينهم نحو مئتي مندوب عن حركات المعارضة السبع اضافة الى مئة من المستقلين فضلا عن وفد اميركي برئاسة زلماي خليل زادة الذى عين مؤخرا سفيرا فوق العادة للولايات المتحدة الاميركية لدى مجموعة من المعارضين العراقيين اطلق عليهم اسم "العراقيون الاحرار".
&وتمثلت خمسة من الفصائل الرئيسية في المعارضة العراقية بقادتها وهم احمد الجلبي الذي يتزعم المؤتمر الوطني العراقي والشريف على بن الحسين من الحركة الملكية الدستورية واياد علوي الامين العام لحركة الوفاق الوطني اضافة الى مسعود بارزاني وجلال طالباني زعيمي الحزب الديموقراطي الكردستانى والاتحاد الوطني الكردستاني.
&واوفد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق (معارضة شيعية مقرها ايران) شقيقه عبد العزيز لتمثيله في المؤتمر الذي يشارك فيه ايضا فصيل صغير اخر هو حزب الدعوة الاسلامية الذي يمثله احمد الحلفي وهو انشقاق عن حزب الدعوة (معارضة شيعية) الذى يعد ابرز المقاطعين لهذا المؤتمر.
&وتوسط خليل زاده الصف الاول الذي ضم قيادات الفصائل الرئيسية بينما اقتصر حضور بريطانيا الدولة المضيفة على آن كوليت العضوة في البرلمان وفي حزب العمل وعلى مندوب عن وزارة الخارجية هو مارتن هزلينغتون وتمثلت دولة الكويت بمحمد جاسم صقر رئيس لجنة العلاقات العامة في مجلس الامة.
&واستغرقت الجلسة الافتتاحية ثلاث ساعات تحدث خلالها ممثلو الفصائل المشاركة والمستقلون ودعا العديد منهم الى "عدم الخجل" من طلب مساعدة الولايات المتحدة لتحقيق هدف اسقاط النظام العراقي الحالي.
&وضمن رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي المقرب من واشنطن مداخلته رسائل متعددة الاتجاهات الى سوريا ودول الخليج العربية وذكر بدعم الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد للمعارضة العراقية طالبا من المسؤولين السوريين "العودة الى خط الراحل الكبير ودعم المعارضة".
&كما طالب الدول الخليجية بان "لا تجلد الشعب العراقي بحجة المدافعة عن العراق".
&وفيما يشبه رسالة من الولايات المتحدة الى المؤتمرين، لفت الجلبي الى ان اميركا "ارسلت لنا شخصا مسلما من بيئتنا ليمثلها لدينا" هو الافغاني خليل زاده. وقال "انا فخور بالقول ان بوش تبنى كامل برنامج المعارضة العراقية".&وكان خليل زاده صرح صباح اليوم لوكالة فرانس برس قبيل افتتاح اعمال المؤتمر انه "يترأس وفدا يضم مندوبين من كل اجهزة الادارة الاميركية" من دون ان يحدد عدده.
&وسئل ان كان سيشارك في كل جلسات المؤتمر فأجاب انه سيحضر "كل الجلسات التي سيدعى اليها".&من ناحيته دعا اياد علاوي رئيس حركةالوفاق الوطني العراقي "القوى العسكرية والعشائر الى المساهمة الجادة في انهاء النظام".&وقال في الكلمة التي القاها نيابة عنه صلاح الشيخلي ان المعارضة "حاولت ولم تتمكن من القضاء وحدها على النظام لذا اصبح للعامل الدولي بقيادة الولايات المتحدة اهمية كبيرة في دعم عملية التغيير".
&وتلى عبد العزيز الحكيم شقيق وممثل محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية كلمة شدد فيها على استقلالية المعارضة رغم اعتبارها "ان المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة امام امتحان كبير للمصداقية في قيادة الحرب على الارهاب وتطبيق قرارات مجلس الامن".
ولفت الحكيم الى ضرورة توحد المعارضة "لمنع قيام فراغ سياسي يفتح الباب لحكم عسكري خارجي" داعيا الى تعاون كل الاطراف "لمنع اي شكل من اشكال الهيمنة الخارجية على مقدرات الشعب العراقي وسيادته".&وكانت الصحافة الاميركية اشارت الشهر الماضى الى خطة اميركية لاقامة حكم عسكري اميركي فى العراق بعد اطاحة النظام الحالي.&ومن ناحيتهما ناشد الزعيمان الكرديان جلال طالباني ومسعود بارزاني المؤتمرين دعم الفدرالية وهو خيار اكدا مؤخرا اكثر من مرة تبنيهما له لطمانة دول الجوار خاصة تركيا ايران وسوريا التى تؤوى اقليات كردية كبيرة وتخشى من ايقاظ طموحاتها القومية فى حال قيام دولة كردية فى شمال العراق.
&وقال طالباني موجها حديثه لبقية المعارضين العراقيين "اخوتكم (الاكراد) يتوقون لتامين حقوقهم المشروعة بالفدرالية" وقال "لم نستطع التغيير بواسطة قوانا الذاتية يجب ان نكون واقعيين ونقر بذلك. القضية تم تدويلها ولنا الحق بالمطالبة بدعم دولي ويجب ان لا نخجل".&اما بارزاني فاعتبر "ان الحل الفدرالي هو حل مثالي اختاره الاكراد بالاجماع عبر برلمان منتخب" معربا عن امله في ان يتجاوب المؤتمر ويعتمده "لادارة العراق وحل المسالة القومية".
&وحده اللواء الركن حسن النقيب المقيم في سوريا دعا الى "التريث في اعتماد الفدرالية قبل التحرير لان الكلمة فيها تعود للشعب".&من ناحية اخرى اكد تقرير اللجنة التحضيرية الذى تلى خلال الجلسة الافتتاحية ان ان معارضة الشعب العراقي "توسعت لتشمل خاصة الجيش" ولفت التقرير الى "ان ظروفا دولية استجدت وان الشعب العراقي ممثلا بالمعارضة يريد الاستفادة منها لانقاذ العراق من الديكتاتورية ومن الاحتمالات المأساوية لان استمرار النظام يعرض العراق للغزو والاحتلال".
&اكد التقرير ايضا "معارضة الشعب العراقي لاي احتلال اجنبي ولكل ما يمس استقلاله" مشددا على انه "يرحب باي مساعدة دولية لاقامة نظام ديموقراطي برلماني تعددي فدرالي قائم على فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية".&وستعقد ست جلسات عمل مغلقة اليوم السبت وغدا الاحد على ان يعقد مؤتمر صحافي قبل ظهر الاثنين لاعلان نتائج المؤتمر.
&وكانت "مجموعة عمل المبادىء الديموقراطية للعراق" التي تضم 32 عراقيا لا ينتمون الى تنظيمات سياسية، من بينهم خصوصا المعارض كنعان مكية، قد كشفت النقاب عشية افتتاح المؤتمر في لندن عن الخطوط العريضة لوثيقة اعدتها في واشنطن لبناء عراق ديموقراطي بعد "ازاحة" صدام حسين.
&
الجلبي .. شخصية محورية؟
بات احمد الجلبي الذي ينسب اليه الطموح في شغل موقع الرئيس صدام حسين في حال الاطاحة بالنظام العراقي، رغم نفيه ذلك، من ابرز شخصيات المعارضة العراقية.&فالجلبي (57 عاما) المتحدر من عائلة ثرية من اصحاب المصارف تمكن وبالرغم من ادانته بتهمة التزوير في الاردن ان يصبح من ابرز المعارضين المعروفين في واشنطن، وصولا الى شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني العراقي المشارك في اجتماع المعارضة اليوم السبت في لندن لبحث مرحلة ما بعد صدام حسين.
&ولد الجلبي في 1945 في العراق، وكان في الثالثة عشرة عندما فرت عائلته ابان ثورة 1958 التي اطاحت بالملك فيصل الثاني.&وفي المنفى درس في الجامعات الاميركية ليصبح استاذا للرياضيات وهو يتنقل ما بين لندن والولايات المتحدة. ولكونه عاش خارج العراق اكثر مما عاش فيه ياخذ عليه مناوئونه انه لا يتمتع بتاييد واسع داخل البلاد.
&ورغم ذلك، فان جهوده هي التي الت في 1992 الى ضم العديد من الحركات المعارضة، لا سيما من الشيعة وكذلك من السنة وبينهم الاكراد، الى المؤتمر الوطني العراقي.&وبدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه)، انتقل في 1993 للعيش في كردستان العراقية، حيث قاد في 1995 حملة هجومية ضد صدام حسين. لكن العملية فشلت مما دفع السي اي ايه الى التخلي عن المشروع.
&ويعلق جيمس ووسلي، مدير الاستخبارات الاميركية بين 1993 و1995 على ذلك بقوله ان الاستخبارات تفضل التعامل مع "اشخاص ومؤسسات تستطيع ان تتحكم بهم، والمؤتمر الوطني العراقي لم يكن كذلك".&الا ان علاقات الجلبي واتصالاته ساهمت في جعل تغيير النظام في العراق ضمن اهداف الحكومة الديموقراطية برئاسة بيل كلينتون في 1998، رغم تحفظ هذه الادارة عن التدخل في العراق.
&ولكونه مصرفيا سابقا ورجل اعمال - حيث يتولى الجلبي ادارة شركة "كارد-تك" التي تبيع برامج كمبيوتر الى المصارف والمؤسسات المالية - وجهت انتقادات الى قيادته للمؤتمر الوطني العراقي. ومن اصل مائة مليون دولار خصصتها له واشنطن في 1998، لم يحصل المؤتمر سوى على القليل.
&ويعود ماضيه للظهور من حين لاخرى، كما في 1989 لدى افلاس بنك بترا الذي اسسه قبل 12 عاما من ذلك التاريخ، ومثوله في 1992 امام محكمة عسكرية اردنية حكمت عليه بالسجن 22 عاما لادانته بالتزوير وسوء الائتمان.&ولكن الجلبي اكد انه كان ضحية مؤامرة حاكها صدام حسين الذي كان حينها على علاقة جيدة بالنظام الاردني، ومحمد سعيد النابلسي، الذي كان حاكما للمصرف المركزي الاردني.
&وفي ايلول/سبتمبر من العام 2000، ادين اثنان من اشقائه في سويسرا بتهمة "التزوير في الحسابات"، لتورطهما في افلاس مؤسسات مالية اخرى يقال انه ساعد في تمويلها من اموال بنك بترا.&وتاخذ بعض المجموعات المعارضة عليه ايضا استخدام المؤتمر الوطني لاغراض شخصية.
&وان كانت "سي اي ايه" ووزارة الخارجية الاميركية تفضل عليه التحالف الوطني العراقي، الذي يشكل تحالفا من العسكريين والشخصيات المدنية، يحظى الجلبي الذي يتمتع بشخصية كاريزماتية، بتاييد كبير لدى "صقور" وزارة الدفاع.&ومن ابرز مؤيديه ريتشارد بيرل، العضو السابق في فريق ادارة رونالد ريغان، والمقرب من وزير الدفاع دونالد رامسفلد.
&كما يلقى دعما قويا من السناتور الجمهوري سام براونباك، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، والمشارك في مؤتمر لندن.&وينفي الجلبي ان يكون "قرضاي العراقي" كما يوصف احيانا تشبيها له بالرئيس الافغاني المدعوم من الولايات المتحدة. ويؤكد ان "مهمتي تنتهي برحيل صدام واحلال الديموقراطية".