الرياض - إيلاف: نفى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح كل ما جاء من اتهامات للكويت في خطاب الرئيس العراقي صدام حسين بشأن مسائل اقتصادية وأخرى سياسية وأمنية.
وقال الشيخ صباح الأحمد في بيان ألقاه في جلسة خاصة عقدها مجلس الأمة اليوم للرد على خطاب الرئيس العراقي ان الكل يعلم بالرسالة التي وجهها رئيس النظام العراقي مساء السابع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري والعالم كله شاهد على رده الفعل التلقائية لأبناء الشعب الكويتي منذ اللحظة الأولى لإذاعة الرسالة في رفضه القاطع لكل ما جاء فيها جملة وتفصيلا والتفافه الحاسم حول قيادته تأكيدا للتلاحم التاريخي بين الكويتيين شعبا وقيادة الامر الذي يجهله رأس النظام العراقى ويجهل طبيعة العلاقة العضوية والترابط الوجدانى بين الشعب الكويتى وقيادته منذ نشاة الكويت ولعله تناسى ايضا انه لم يجد من الكويتيين من يتعاون معه خلال فترة الاحتلال البغيض مما اضطره الى اختلاق ما اطلق عليه / الحكومة المؤقتة / لتحقيق ماربه واهدافه العدوانية التى لم تنقطع أبدا.
واضاف الشيخ صباح الاحمد يقول ان رسالة رئيس النظام العراقى جاءت كعادته مليئة بالافتراءات والاكاذيب والتبريرات الواهية زاخرة بالعبارات والبذاءات التى لم نعتد التعامل بمثلها ولعل رداءة الرسالة لا تنحصر فى المراهنة الساذجة على شق الوحدة الوطنية الكويتية وانما فيما تحمله من تكرار الافتراءات والمزاعم الباطلة فى تبرير جريمة غزوه الغادر لدولة الكويت وهو ما يعكس استمرار النظام العراقى فى مخططاته ونواياه العدوانية والتوسعية.
واوضح ان ما تضمنته رسالة الرئيس العراقى انتهاك صريح لقرارات مجلس الامن وتنصل واضح من قرارات القمة العربية فى بيروت ولاسيما فيما يتصل بادعاءات النوايا السلمية للحكومة العراقية تجاه الكويت واحترام امنها وسيادتها وحدودها الدولية وعدم التدخل بشؤونها السياسية فى الوقت الذى لازال اخواننا وابناؤنا الاسرى الذين اختطفتهم قوات الاحتلال من المساجد والبيوت فى معتقلات النظام العراقى ولازالت الممتلكات الكويتية ووثائق الدولة وارشيفها وسجلاتها الرسمية التى نهبتها قواته الباغية فى حوزته كما ان اطماعه التوسعية تجاه دولة الكويت وباقى جيرانه لازالت تراوده.
وتساءل الشيخ صباح الاحمد قائلا/ كيف لنا ان نثق بهذا النظام وان نقيم معه علاقات حسن جوار وهو النظام القائم على العدوانية تجاه شعبه وتجاه جيرانه والعالم اجمع.
واكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتى ان الشعب الكويتى لم ولن ينسى جرائم القتل والتنكيل والنهب والتخريب التى اقترفها النظام العراقى بحقه تنفيذا لاوامر رسمية صريحة يعرفها المسئولون حق المعرفة وهاهو يهدد ويتوعد ويغالط ويكابر ويواصل حساباته الخاطئة الامر الذى يستوجب منا جميعا التزام اليقظة والحذر ومتابعة استعداداتنا وتكثيفها مؤكدين اهمية الدور الكبير الذى تتولاه لجنة الطوارئ فى تامين جميع الاحتياطات اللازمة.
واوضح ان اتهام النظام العراقى للكويت عام 1990 باغراق السوق بكميات من النفط الكويتى تفوق حصتها المقررة هو اتهام باطل وليس له اساس من الصحة فقد كان انتاج الكويت فى حدود الحصة المقرر لها من قبل منظمة الاوبك ومراعاة من دولة الكويت للظروف التى كان يمر بها العراق ودعما لاسعار النفط فقد وافقت دولة الكويت على خفض انتاجها خلال اجتماع وزراء نفط كل من الكويت والمملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الامارات العربية المتحدة فى جدة خلال شهر يوليو 1990 والذى حضره العراق ايضا حيث تم خلال هذا الاجتماع الاتفاق على تخفيض انتاج هذه الدول بمقدار 800 الف برميل يوميا وقد التزمت الكويت بما اتفق عليه فى ذلك الاجتماع.
اما فيما يتعلق باتهام العراق للكويت بسرقة نفطه من حقل الرميله عن طريق الحفر المائل قال الشيخ صباح الاحمد انها ادعاءات مرفوضة ايضا حيث ان العراق ورغم احتلاله لدولة الكويت وسيطرته التامة على مقدراتها النفطية واطلاعه على كامل ارشيف النفط الكويتى ومعرفته الكاملة للمكامن النفطية وطبيعة خصائصها لم يستطع ان يقدم اية ادلة تؤكد صحة ادعاءاته حول سرقة الكويت لنفط العراق ولكن على العكس من ذلك تماما فقد كان العراق هو الذى يستغل الابار النفطية الواقعة داخل الاراضى الكويتية شمالا دون وجه حق وطوال سنوات عديدة سبقت ترسيم الحدود الكويتية العراقية وتخطيطها وفقا لقرارات الامم المتحدة والتى تم بموجبها استرداد بعض من حقها المشروع فى هذه الابار.
واكد وزير الخارجية الكويتى ان ماتطرقت اليه الرسالة العراقية من اتهام للكويت بالتامر عليه فهو محض افتراء كاذب وما زعمه عن زيارة الجنرال شوارسكوف للكويت لهذا الغرض فهو امر مردود عليه ايضا حيث كان الجنرال شوارسكوف يقوم فى ذلك الوقت بزيارة لدول المنطقة بما فى ذلك العراق نفسه بمناسبة توليه مهام عمله الجديد ولم تكن زيارته لحضور مناورات عسكرية حيث لم تكن هناك اصلا اية مناورات.
وعن ماجاء فى الرسالة بخصوص التواجد الاجنبى فى الكويت قال الشيخ صباح الاحمد ان النظام العراقى يعلم تمام المعرفة قبل غيره بان هذه القوات لم تكن موجودة قبل جريمة غزوه الاثم ولم يكن ثمة مبرر لوجودها قبل هذا الغزو وان القوات الاجنبية لم تدخل الكويت غازية او محتلة وانما هى قوات دول حليفة تتواجد فى الكويت بترحيب من شعبها وفق اتفاقيات ومواثيق تم التوقيع عليها بين حكومة دولة الكويت وحكومات هذه الدول وتمت المصادقة عليها من قبل مجلس الامة الموقر والتى يرجع الفضل لها بعد الله سبحانه وتعالى وبمشاركة مشهودة من الدول الشقيقة فى تحرير الكويت من براثن ذلك الاحتلال الهمجى00 واذ نتمسك بهذه الاتفاقيات وضرورة تفعيلها فلان النظام العراقى لازال على غيه مهددا بالعدوان وبالتوسع وانتهاك الحرمات بما يستوجب اتخاذ ما نراه من تدابير للمحافظة على امن بلادنا وسيادتها وسلامتها واستقرارها فى اطار الشرعية الدولية.
واوضح انه سعيا من الحكومة الكويتية فى ايضاح حقيقة ما تضمنته تلك الرسالة من نوايا سيئة تجاه دولة الكويت وقيادتها وشعبها فقد بادرت الحكومة بتحرك دبلوماسى واعلامى سريعين لشرح ابعاد المخاطر والتهديدات التى انطوت عليها تلك الرسالة تجاه امن واستقرار دولة الكويت حيث تم ارسال رسائل بهذا الصدد الى كل من الامين العام للامم المتحدة والى الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامى والى الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والى رئاسة مؤتمر دول عدم الانحياز.
وشدد على ان ما ورد فى الرسالة من اعتذار لا يمكن اخذه على محمل الجد فالاعتذار ليس مرد كلمة عابرة يقولها مسئول عن جريمة اقترفها ويحاول التنصل منها فى ذات رسالته بادعاءات واكاذيب وتبريرات واهية ودعوات تحريضية لخلق الفتنة والشقاق، بل الاعتذار الصحيح هو وقفة صادقة مع النفس واقرار بالحقائق واعتراف واضح بجريمة نكراء بشعة وممارسات يندى لها الجبين بحق بلد جار وشعب شقيق بل بحق الامة العربية كلها، الاعتذار الصادق هو موقف حر يتطلب تسمية الامور بمسمياتها الحقيقية ويستهدف زرع بذور الثقة والنوايا الحسنة وتجاوز الانتصارات الوهمية التى يتباهى بها ويحتفل بذكراها فحجم الاذى والمعاناة الذى لحق بالشعب الكويتى ابان الغزو البغيض لم يتعرض له شعب فى التاريخ الحديث.