الرياض- ايلاف: اثار خطاب الرئيس العراقي صدام حسين الاعتذاري للشعب الكويتي حفيظة العديد من الكويتيين على المستوى الرسمي والشعبي. وعقد مجلس الامة&الكويتي امس&جلسة خصصت لبحث ردود الفعل على الخطاب.
وتقول مصادر صحافية ان العراق من خلال خطاب رئيسه حاول ان يدق&الاسفين بين الشعب الكويتي وقيادته، وقد ردت الكويت ، قيادة وشعباً، بتمني حكومتها "أن يلتئم الشعب العراقي الشقيق مع قيادة مخلصة"، وبتشديد برلمانها على "أن الشعب العراقي في انتظار ساعة الخلاص"، وبتمني نوابها "الفرج" للشعب العراقي، على ان صحيفة الراْي العام الكويتية تؤكد ان "الاطاحة" با الرئيس صدام حسين هو مطلب للشعب العراقي على حسي قولها مؤكدة ان الامل ان يحتفل الشعب الكويتي مع شقيقة العراقي ،ونهوس هناك"، فيما ذهب بعضهم في تمني رؤية صدام "في شوارع بغداد إما مقتولاً أو مسحولاً",
وحاول العراق أمس التخفيف من الآثار السلبية التي ارتدت عليه لخطاب رئيسه صدام، فادعى في رسالة الى الرئاسة اللبنانية للقمة العربية، "التزامه بقرار قمة بيروت العربية المتعلق بالحالة بين العراق والكويت وانه لم يخرج عنها", لكن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد قال لصحيفة تعليقاً على هذه الرسالة: "قد يخدع (النظام العراقي) بعض الناس بعض الوقت ولكن هل يريد أن يخدع الناس طوال الوقت؟ ان لم يكن انتهك الاتفاق بالخطاب، اذاً أين أسرانا؟ بيننا وبينه الأسرى، فان أعادهم يكون التزم الاتفاق، ولكن كيف يقول إنه نفذه وهو لم يعد الأسرى؟".
وعن مشاركة الكويت في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن، والتي قال الشيخ صباح للصحافيين ان الهدف منها "ان نسمع ما يقال في ما يتعلق بمستقبل العراق"، أكد النائب الأول انه "شرف للكويت أن تكون الدولة العربية الوحيدة المشاركة في المؤتمر، اذا كان ذلك صحيحاً",
وقال الشيخ صباح الأحمد في كلمته التي ألقاها في بداية جلسة مجلس الأمة "في وقت يسعى النظام العراقي إلى التحريض وبث روح الفرقة والشقاق بين صفوف المجتمع الكويتي، ندعو المولى العزيز جلت قدرته، صادقين أن يلتئم الشعب العراقي الشقيق مع قيادة مخلصة تمكنه من ممارسة حقه الطبيعي في العيش الكريم، ونتيح له فرص المساهمة في تنمية بلده وأمته، وإقامة علاقات طبيعية مع كافة جيرانه على نحو يعيد للعراق الشقيق مكانته اللائقة، ويجسد دوره الايجابي المنشود في أسرته العربية والدولية".
وأشاد بـ "رد الفعل التلقائي لأبناء الشعب الكويتي، منذ اللحظة الأولى لإذاعة الرسالة، في رفضه القاطع لكل ما جاء فيها جملة وتفصيلا والتفافه الحاسم حول قيادته تأكيدا للتلاحم التاريخي بين الكويتيين - شعبا وقيادة", ولاحظ أن "رسالة رئيس النظام العراقي جاءت، كعادته، مليئة بالافتراءات والأكاذيب والتبريرات الواهية، زاخرة بالعبارات والبذاءات التي لم نعتد التعامل بمثلها، ولعل رداءة الرسالة لا تنحصر في المراهنة الساذجة على شق الوحدة الوطنية الكويتية، وانما في ما تحمله من تكرار الافتراءات والمزاعم الباطلة في تبرير جريمة غزوه الغادر لدولة الكويت، وهو ما يعكس استمرار النظام العراقي في مخططاته، ونواياه العدوانية والتوسعية", واذ فند الشيخ صباح هذه المزاعم والافتراءات، أكد أن "ما تضمنته الرسالة انتهاك صريح لقرارات مجلس الأمن، وتنصل واضح من قرارات القمة العربية في بيروت",
وأكد مجلس الأمة في بيانه الذي صدر عقب الجلسة أن "الاعتذار الحقيقي الذي تطلبه الكويت يجب أن يكون واضحاً ومباشراً بالاعتراف الشجاع بالخطأ والتعهد صراحة بعدم العودة اليه، وبالكشف عن مصير" الأسرى واعادة الممتلكات,
وتابع البيان: "اذا كان الشعب الكويتي عانى الكثير من عدوانية النظام العراقي وشروره وآثامه، فانه يعرف كذلك أن الشعب العراقي من ناحيته يعاني هو أيضاً وأنه في انتظار ساعة الخلاص".
وتمنى عدد من النواب "الفرج" للشعب العراقي، وأكدوا أن "الثأر" الكويتي منه لن يكتمل الا بالاطاحة بصدام حسين، وقال النائب أحمد السعدون "ان شاء الله يطير النظام العراقي ونحتفل مع الشعب العراقي وسنهوس هناك", وتمنى مسلم البراك "أن نرى صدام في شوارع بغداد إما مقتولاً أو مسحولاً"، فيما أكد مبارك صنيدح أنه "لن يشفي غليلنا إلا أن نرى دماءه مسفوكة في أحد الشوارع".
وبخلاف ما كان متوقعاً، لم تشهد الجلسة تهجماً نيابياً واسعاً على الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أو بعض الدول العربية التي لم تدن خطاب صدام، واقتصر الأمر على مطالبة عدد من النواب موسى والرئيس اللبناني اميل لحود، بصفته رئيساً للقمة العربية، بـ"وقفة جادة"و"موقف واضح" ازاء الخطاب، في وقت صعدت الكويت رسمياً مطالبتها لبنان باتخاذ موقف، اذ اعتبرت انه "اذا كان هناك خرق لقرارات القمة العربية في بيروت فيجب على رئاسة القمة ان يكون لها موقف، سواء طلبت الكويت أم لم تطلب".
وتمنى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي عقب جلسة مجلس الأمة أمس ان "تقوم الجامعة العربية بدورها وان تصدر تصريحات واضحة في مثل هذه المواقف ومن خلال المصارحة والحديث الصريح من دون مجاملة او نفاق للتوصل الى نتائج ايجابية".
وكان الأعنف في هذا السياق اعتبار النائب مسلم البراك أن موسى "صداّمي الهوى"، ودعوته الحكومة الى ان تكون "واضحة معه"، وأن تبتعد عن "المجاملة", بدوره، استغرب مبارك الخرينج "موقف رئيس الاتحاد البرلماني العربي وهو الرئيس السوداني الذي لم يذكر شيئا" وأسف لموقف الامانة العامة للجامعة العربية، فيما انتقد أحمد السعدون "مجموعة الدجالين الذين سموا انفسهم المثقفين العرب".
ومن أبرز ما قاله السعدون أن "صدام مخطئ اذا كان يتوهم ان في الكويت خلافاً"، مشدداً على أن "هذا البلد يحكم بنظام بايعه الشعب الكويتي، ونحن نقول انه لم يكن هناك خلاف في الكويت في يوم من الايام حول نظام الحكم في الكويت", وأجمع النواب على التلاحم بين الشعب والقيادة وأسرة آل الصباح، وفي هذا الاطار، أكد حسن جوهر"اننا بايعنا نظامنا الحاكم قبل ولادة العراق الحديث وحتى ولادة صدام"، فيما قال مبارك الدويلة ان "الحديث في شرعية الاسرة مضيعة للوقت", وحرص على أن يمرر رسالة مفادها أن "على النظام العراقي ان يتذكر عندما اتصل بالمعارضة بعد الغزو وانا احدهم ورفضنا عرضه وتمسكنا بشرعية آل الصباح", كذلك مرر رسالة ثانية مفادها أن "الوجود الاجنبي في الكويت جاء لحمايتها بعد ان عجز الشقيق عن حمايتها من الشقيق وجاء برضا الشعب الكويتي بأكمله".
واتفق النواب جميعاً على ادانة ما ورد في خطاب صدام من "هذيان" و"تهديد" و"تضليل ونفاق", وشددوا على أنه "لم يكن خطاب اعتذار" اذ ان "شروط التوبة معروفة وصدام حسين لم يقترب منها".