إيلاف-&في مقابلة أجرتها معه صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية، ونشرتها بعددها الصادر اليوم الاحد، اتهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" بالاساءة الى القضية الفلسطينية وتقديم المبررات لحكومة شارون لاستمرار عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، وطالبه بالكف عن محاولة استغلال القضية الفلسطينية للحصول على شعبية في الشارع العربي والمسلم، خلافاً لحقيقة الأمر، على حد ما ذكرته الصحيفة البريطانية.
ووصف عرفات استخدام ابن لادن للقضية الفلسطينية بأنه مناورة شريرة للحصول على تأييد العالم الاسلامى وحذره قائلا : اننى أقول له بصورة مباشرة : لاتحاول الاختباء خلف القضية الفلسطينية، فليس ثمة علاقة لك بها.
وتساءل عرفات مستنكرا : لماذا يحاول بن لادن الحديث عن فلسطين في هذا الوقت، ومضى قائلاً : "إنه لم يساعدنا على الاطلاق في أي وقت مضى، وهو الآن يسعى لاختطاف قضية لم يكن يوماً له صلة بها من قريب أو بعيد".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن عرفات رفضه واستنكاره لقيام تنظيم القاعدة بتبرير جرائم كالهجوم على الفندق الاسرائيلى في مدينة مومباسا الكينية بالزعم بأن تلك المجازر تستهدف تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم اعتراف عرفات بوجود قدر من التعاطف من جانب بعض الشباب العربي عامة، والفلسطينيي خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة مع طروحات ابن لادن لكنه أكد ان ذلك أمر غير مؤثر وقال ان هؤلاء الشبان لايعرفون حقيقة أسامة بن لادن جيداً، وينظرون للأمر بشكل عاطفي، ولا يفكرون بالأمر جيداً.
وأكد عرفات رفضه للهجمات التي تستهدف المدنيين سواء كانوا اسرائيليين أو غيرهم، ورفض ما يبثه أحد المواقع الإليكترونية على شبكة الإنترنت منسوباً لما يسمى بـ "تنظيم القاعدة الاسلامي في فلسطين"، الذي وصفه بأنه دسيسة من جانب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون لربط قضية عادلة هي قضية الشعب الفلسطيني بمسألة أخرى لا صلة له بها هي مسألة الإرهاب الدولي.
ويتوقع أن تثير تصريحات عرفات هذه جدلاً واسعاً في الأوساط العربية والإسلامية، حيث دأبت بعض الفصائل الأصولية مؤخراً على تبرير عملياتها بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وانها رد فعل لانتهاكات إسرائيل.