&
* واشنطن تخطط للإبقاء على قيادات بعثية
وعسكرية وامنية في حكومة ما بعد صدام

لندن - ايلاف: تتحدث مصادر في العاصمة البريطانية الآن عن خطط من نوع جديد لإطاحة حكم الرئيس العراقي صدام حسين ومحتمل ان تكون هذه بديلا عن حرب شاملة تستعد لها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
والخطط تقول ان الولايات المتحدة بدأت من خلال عشرات عملاء وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في حملة توزيع مئات الملايين من الدولارات على شيوخ القبائل العراقيين سواء كانوا من السنة او الشيعة لحشدهم في أي عمل لإطاحة صدام.
وتقول صحيفة (اوبزرفر) البريطانية ان نفس الخطة استخدمتها سي آي ايه في الحرب ضد الطالبان في افغانستان وانها نجحت الى حد كبير في استقطاب زعامات القبائل الافغانية في طرد الحركة المتشددة من الحكم.
وتشير المعلومات الى ان سي آي ايه خصصت في وقت سري مبلغ مائتي دولار لتوزيعها على شيوخ القبائل وبعض المسؤولين العراقيين في الحزب الحاكم واغراءهم على الانشقاق.
وبالمقابل، فان المصادر تقول ان بريطانيا وهي حليف الولايات المتحدة في المواجهة مع الرئيس صدام حسين، بدأت تدرس عبر خبراء من وزارة الخارجية ملفات قديمة يعود تاريخها الى الحرب العالمية الاولى قصد معرفة كيفية نجاح لورنس العرب في حشد القبائل الى جانب بريطانيا في الحرب ضد دول المحور.
يذكر ان الولايات المتحدة تعتد كثيرا في شكل استراتيجي على القوات الخاصة البريطانية التي نفذت عمليات ناجحة في جنوب العراق في العام 1991 ، ومن المحتمل ان تعاود هذه القوات مهماتها في أي حرب وشيكة ولكن من غرب العراق هذه المرة.
والى ذلك، فان خطة الولايات المتحدة ايضا تقضي باستمالة عديد من افراد حزب البعث الحاكم وقادة الجيش والامن العراقيين في أي تحرك مستقبلي، مع اعطاء هؤلاء وعودا جازمة بأن يكون لهم دور في الحكم الذي يخلف حكم صدام.
وتعتقد الولايات المتحدة انها قادرة على استمالة شيوخ القبائل العراقيين بالمال مادام الرئيس صدام نفسه حقق ذلك طوال سنوات حكمه، فهو منح شيوخ القبائل شبه حكم ذاتي في مناطقهم وامدهم بالمال والسلاح وساهم معهم في تنفيذ عديد من المشروعات التنموية وشق الطرق وفتح المدارس والعيادات الصحية.
ويقول مصدر اميركي "ما نجح فيه صدام مع زعماء القبائل يمكن للولايات المتحدة ان تنجح فيه بتفوق كامل".