&
لندن-بقلم ربى كبارة: حفاظا على وحدة اطراف المعارضة العراقية من المتوقع ان تقتصر نتائج المؤتمر المنعقد في لندن على اتفاق على حد ادنى من النقاط المشتركة وفق العديد من المشاركين.
واعتبر ابراهيم الجعفري الناطق باسم حزب الدعوة الشيعي المعارض الذي لم يشارك في المؤتمر ان اوراق العمل "لا تقدم اطرا ولا تحدد قرارات" متوقعا اقتصار المقررات على الحد الادنى المشترك وقال "النتائج المرتقبة ستكون ناقصة وعامة".
واضاف الجعفري الذي يتمتع حزبه بثقل شعبي واسع داخل العراق في تصريح لوكالة فرانس برس "اخشى ما نخشاه ان تختزن النتائج مقررات معدة سلفا حتى لا تؤدي الى شرخ في الوحدة الوطنية".
وقال الجعفري ان المناقشات التي سبقت مؤتمر المعارضة هدفت لتامين "اوراق عمل حقيقية تملا فراغا سياسيا عند سقوط النظام" مضيفا "لم احضر المؤتمر ولم اعايش مناقشاته لكن المقدمات لم تكن مشجعة" في اشارة الى هذه المفاوضات.
واعتبر الناطق باسم حزب الدعوة ان اللجنة التحضيرية لم تطبق مفهوم الديموقراطية الذي اتخذته شعارا.
وقال "تصرفت اللجنة التحضيرية للمؤتمر بطريقة استئثارية فانعدم عنصر اساسي يتعلق بالديموقراطية والتعددية واحترام اراء الغير وجميعها مقولات اتخذت منها اللجنة التحضيرية مبررات لعقد المؤتمر ووضع تصور استشرافي لكنها لم تمارسها بسبب تصرفاتها الفوقية".
واضاف "كنا نتمنى ان يتوفر الحد الادنى من المواصفات لنشارك" في المؤتمر.
يشار الى ان اطرافا عراقية تقليدية قاطعت المؤتمر من ابرزها حزب الدعوة (اقدم الاحزاب الشيعية)، الحزب الشيوعي، حزب البعث العربي الاشتراكي جناح سوريا.
من ناحيته توقع صلاح الشيخلي من حركة الوفاق الوطني العراقي المشاركة في اللجنة التحضيرية ان ينتهي المؤتمر الى تشكيل لجنة "على مستويين"، "لجنة متابعة مصغرة يتراوح عددها وفق المداولات بين 11 و15 عضوا، وهيئة استشارية يتراوح عددها بين 30 و50 من بينهم اعضاء لجنة المتابعة".
وقد تخلى المؤتمر عن فكرة تشكيل حكومة في الخارج لما اثارته من خلاف على نسب التمثيل فرفضتها الولايات المتحدة التي عمل ممثلان لها على تذليل عقبات الايام الاخيرة هما السناتور سام برونبك والسفير الاميركي فوق العادة لدى المعارضة العراقية زلماي خليل زاده.
واعتبر الشيخلي ان تشكيل حكومة في الخارج يعني "التطاول على القوى داخل العراق وحرمانها من حق المشاركة في التغيير" بدون ان يستبعد امكانية مشاركة اعضاء من هذه اللجان في الحكومة الانتقالية المؤقتة التي ستشكل فور بدء عملية التحرير "اما بعمل عسكري اميركي واما بتغيير من الداخل تحت ضغط دولي."
واوضح الشيخلي ان الاتجاه كان يقضي بتحويل اللجنة التحضيرية، التي تضم سبعة فصائل منها ستة رئيسية، الى لجنة متابعة وتنسيق تنبثق عن المؤتمر "لكن تمسك فصائل اساسية مشاركة بضرورة تمثيلها استوجب التوسيع".
من ابرز هذه الفصائل "المجموعة او الكتلة العربية" التي تضم شخصيات من الطائفة السنية وتنظيمات اسلامية وقومية.
واكدت مصادر المشاركين ان لقاء موسعا جرى مساء الجمعة بين نحو 80 شخصا من هذه الكتلة وحركة الوفاق الوطني. وقد تدخل خليل زادة بقوة في الساعات الاخيرة لفرض مسالة توسيع المشاركة التي كانت تعارضها فصائل في اللجنة التحضيرية لم تشأ المصادر تحديدها.
ولفت الشيخلي الى الجهود الحثيثة التي بذلت حتى قبل ساعات قليلة من افتتاح المؤتمر والى التسويات التي تمت والتنازلات لتحقيق ابرز الاهداف "تاكيد وحدة المعارضة" مما يؤهلها لحمل مشروع تغيير نظام صدام حسين.
من ناحيته اعتبر الاكاديمي العراقي ليث كبة المقيم في الولايات المتحدة "ان الوقت ليس كافيا لمناقشة اوراق العمل" مضيفا "وضعت لتقر كما هي لكننا لن نوافق بدون مناقشتها".
ومنذ مساء امس السبت تعمل ثلاث لجان مختصة على درس مسودة اوراق عمل تتعلق بتوحيد الخطاب السياسي وبالحكومة الانتقالية وبتصور حول مستقبل العراق لتعرض لاحقا في الاجتماع العام.
وفيما اكدت مصادر اللجنة التحضيرية قرب انتهاء عمل لجنتي الخطاب السياسي والحكومة الانتقالية اشارت الى تاخر عمل لجنة تصور مستقبل العراق بدون اعطاء تفاصيل اضافية.
وراى المفكر الليبرالي غسان العطية ان طبيعة نتائج المؤتمر تدل "ان الخلافات والصراعات التي سبقت انعقاده كانت بدون مبرر". وقال لفرانس برس " مجرد انعقاده والمحافظة على الوحدة يعني تجربة ايجابية تحققها للمرة الاولى المعارضة العراقية".
وينهي مؤتمر المعارضة العراقية مساء اليوم الاحد في لندن اعماله التي سعى خلالها على مدى يومين الى وضع رؤية مشتركة لعراق "ديموقراطي" و"فدرالي" بعد ازاحة الرئيس الحالي صدام حسين بمساعدة الولايات المتحدة.
وشارك في المؤتمر المنعقد تحت شعار "من اجل انقاذ العراق .. والديموقراطية" اكثر من 350 شخصا يمثلون سبعة فصائل تشكل اللجنة التحضيرية اضافة الى العشرات من مختلف التنظيمات الصغيرة وشخصيات مستقلة.
ومن المقرر ان تعلن نتائج الاعمال في مؤتمر صحافي يعقد ظهر غد الاثنين.