نضال حمد
&
حق العودة للفلسطينيين اللاجئين منذ& ولادة الكيان الصهيوني المعروف بدولة إسرائيل, ليس موضوع نقاش لدى الأحزاب الصهيونية, فكل معسكرات السياسة والدين في الكيان العبري تعتبره أمرا مفروغا منه وغير قابل للنقاش أو الجدال. لا نعترف بحق العودة لأحد من اللاجئين الفلسطينيين. شعار قديم قام اليوم صباحا بترديده السيد يوسي سريد رئيس حركة ميريتس المعارضة, المحسوبة يسارية والتي تفكر بعقلية يمينية استعمارية.
في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية قال سيريد أن حزبه "اليساري", تصوروا هذه الصفة الهامة في زمن الانقلابات الفكرية الهامة,"لا يعترف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وأن برنامجه الانتخابي هو تخلي الفلسطينيين عن حق العودة في كل مفاوضات لحل الصراع ". ورغم هذا البرنامج وهذه الصراحة التي تشبه الوقاحة,لازال بعض العرب في قائمة ميريتس, مع أنهم وضعوا في ذيل تلك القائمة, وفضل عليهم آخرين مثل بيلين ومن معه وغيرهم.
هذا هو الحزب اليساري المثالي الذي صوره البعض على أساس انه حزب السلام وحركات والحوار. حزب صهيوني يلتقي في طرحه هذا مع الليكود والعمل وغيرهم من أحزاب الصهيونية الاستعمارية السادية. هذا الحزب الصهيوني اليساري يلغي بكلمات تاريخ أرض وشعب وسنين طويلة من الويلات والمعاناة ويقول في ختام كلامه أنه سيعمل على إلغاء حق العودة ورفض وجوده حتى كبند في المفاوضات. طبعا سريد ليس وحده إذ يوجد معه بعض المنتفعين والمأزومين من الفلسطينيين من نجوم سلام الشجعان. هؤلاء طالبوا شعبنا علنا بالتخلي عن حق العودة وتحدثوا باسمه وكأنهم مخولون من شعبنا الحديث حول هذا الموضوع و إطلاق التصريحات حوله. أحدهم توصل مع صهيوني كبير كان رئيسا لجهاز المخابرات التي عذبت و اغتالت الفلسطينيين إلى تفاهم و إعلان مشترك تخلى فيه ذاك الفلسطيني عن حق العودة وقبل بمبدأ إلغائه ومع هذا لم يقبل به الطرف الآخر حتى كما هو هكذا...
&أما أحد وزراء السلطة الفلسطينية وهو من المحسوبين& على جمعية خريجي اليسار الفلسطيني في زمن الانبطاح والانهزام,أعلن تخليه عن حق العودة& لكي يؤكد لزميله من الجانب اليساري الآخر, أنه ومن معه من الهاربين إلى الأمام فعلا جادون في تنازلاتهم وسوف يعملون ما بوسعهم لشطب حق العودة تأكيدا منهم على حسن سلوكهم وسيرتهم الذاتية ومهامهم السياسية التي تنجح في كل شيء يسبب الضرر للقضية الوطنية وترسب في كل ما فيه منفعة فلسطينية. السيد يوسي سريد في معرض رده على سؤال عن الفرق بين حزبه وحزب العمل لم يجد جوابا يجيب به على السؤال المذكور سوى الإشارة إلى مشاركة حزب العمل في حكومة الوحدة الوطنية مع شارون. بصراحة لا يوجد أي فرق من ناحية الموقف من الفلسطينيين وحقوقهم الوطنية, لا بين سريد ولا متسناع ولا شارون ولا نتنياهو, كلهم سواء في العداء لتلك الحقوق العادلة والمشروعة..
هذه التصريحات ليست بفعل الانتخابات أنها فعلا قناعة سياسية تعترف بأنها لا تقبل حق العودة ولا تريده حتى بندا على مائدة المفاوضات,هم يعلنون مواقفهم علنا وبلا خوف سوى من شعبهم, بينما عند الفلسطينيين وزراء يعلنون نقيض مواقف الشعب الفلسطيني ولا يحسبون له أي حساب, فهم يعتقدون بأن الشعب الفلسطيني المعطاء خادما لأهوائهم السياسية وطموحاتهم الشخصية, يقدم التضحيات من أجل أن يتاجروا بها ويسخرونها لمصالحهم الأنانية. الفرق بين المعسكرين كبير فالصهيوني أمين لمبادئ الصهيونية بينما بعض القادة في السلطة الفلسطينية لا علاقة لهم بالمبادئ والأخلاق, لأنهم قادة مصادفة فقط..