&
لندن: اعترف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأنه يتوقع "مناقشات شاقة" اليوم الاثنين مع الرئيس السوري بشار الاسد حول العراق والنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني، مبررا مع ذلك زيارة الاسد المثيرة للجدل لبريطانيا.
وفي مقالة نشرتها اليوم الاثنين صحيفة "الفايننشال تايمز"، كرر بلير التأكيد ان عملا عسكريا في العراق تعارضه دمشق "ليس حتميا". وقد نشرت هذه المقالة قبل ساعات من غداء عمل اليوم الاثنين في داونينغ ستريت بين بلير والاسد الذي وصل مساء امس الاحد الى لندن في زيارة تاريخية تستمر ثلاثة هي الاولى التي يقوم بها رئيس سوري لبريطانيا. وفي مقالته، برر رئيس الحكومة البريطانية دعوة الرئيس الاسد الى داونينغ ستريت التي انتقدتها اسرائيل، بالدور "المهم والمؤثر" لسوريا، جارة العراق، في الشرق الاوسط.
وقال بلير "كما اثبت لقاؤنا الاخير في دمشق (تشرين الاول/اكتوبر 2001)، ثمة خلافات كثيرة في وجهات النظر والطموح بيننا". وتوقع "مناقشات شاقة" حول الازمة العراقية والنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.
واضاف بلير "نحن مختلفون، على سبيل المثال، حول المجموعات الارهابية التي ما زالت متمركزة في دمشق"، ملمحا بذلك الى المجموعات الفلسطينية المسؤولة عن عمليات استهدفت الاسرائيليين، مثل حماس والجهاد الاسلامي.
وكتب بلير "اعتقد انه لا يمكننا التصدي للارهاب الا بنسبة 100% وسأقول له ذلك اليوم (الاثنين)". ويعتزم ايضا التحدث عن "هواجسه" حول مسألة العلاقات الاقتصادية بين سوريا والعراق ومسألة حقوق الانسان.
وفي مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية نشرت يوم الجمعة اكد الاسد ان العمليات الانتحارية التي ينفذها شبان فلسطينيون "تعبر عن استيائهم وسخطهم لعدم حصولهم على دولة ولا جيش ولا كرامة وبسبب كونهم مستهدفين برصاص الجيش الاسرائيلي". واضاف ان اعمال العنف في الاراضي الفلسطينية تشكل "ردا على ارهاب (رئيس وزراء اسرائيل ارييل) شارون ضد المدنيين الفلسطينيين".
من جهته، اكد بلير "ان بريطانيا لا تستطيع ان توافق على تبرير الاعتداءات الارهابية المرعبة ضد المواطنين الاسرائيليين الابرياء".
وحول المسألة العراقية، اعتبر بلير "ان نزاعا عسكريا في العراق ليس حتميا. والحتمي هو ان العراق لا يمكن ان يستمر في تهديد جيرانه وتحدي الامم المتحدة".
وفي مقابلته مع "التايمز"، اكد الرئيس السوري ان الحرب في العراق محتومة لان الولايات المتحدة اتخذت قرارا بشنها. ولكنه حذر من ان هذه الحرب ستوفر "تربة خصبة للارهاب" لانها ستغرق "المنطقة باكملها في المجهول"، وستتسبب بنزوح الكثير وينجم عنها ازمة اقتصادية خانقة.
لكن رئيس الحكومة البريطانية حرص ايضا على الاشارة الى نقاط الالتقاء بين البلدين وخصوصا على ضرورة "السير في طريق الامم المتحدة" لحل الازمة في العراق.