لندن - ايلاف: في كلام امام "إيلاف" فان مصادر عربية استهجنت ما يجري من ممارسات للسلطة الفلسطينية التي يتزعمها ياسر عرفات من رام الله حيث مفروض عليه حصار اسرائيلي منذ شهور، وخصوصا لجهة وضع مسودة الدستور الدائم لدولة فلسطين المستقبلية بعد اعوام.
والاستهجان كما عبرت عنه تلك المصادر يكمن في ان سلطة عرفات اختارت جهة عربية وحيدة للمشاركة في وضع تفاصيل الدستور الدائم للدولة المنتظرة، منحازة بذلك الى القاهرة التي تستضيف اليوم اجتماعات لجنة وضع الدستور الفلسطيني.
ويشارك في اجتماعات القاهرة اليوم الامين العام السابق للجامعة العربية عصمت عبد المجيد ومفيد شهاب وزير التعليم العالي المصري ورمزي الشاعر واستاذ القانون الدولي صلاح عامر، وتقول السلطة الفلسطينية حسب شعث ان خبراء دوليين وعربا سيشاركون ولكنه لم يعط اية تفاصيل.
وتساءلت المصادر التي كانت تتحدث امام "إيلاف" عن الهدف في ابقاء سلطات للجنة التنفيذية لما كان يسمى منظمة التحرير الفلسطينية من بعد ان عادت السلطة الفلسطينية لتحكم اجزاء محدودة من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت "الابقاء في حد ذاته على تلك المنظمة يشير الى ان السلطة الفلسطينية الراهنة بقرار من عرفات لا تريد الشروع حقيقة في بدء اجراءات بناء الدولة المنتظرة، وزيادة على ذلك فان المجلس المركزي الفلسطيني له قراراته ايضا، وبذلك فإن تشعب مصادر القرار قد تعيق الحركة الفلسطينية".
واضافت المصادر "وعلاوة على ذلك فان قيادة حركة (فتح) التي يتزعمها عرفات لها القرارات الاولى ولامجال لمناقشتها او ردها في أي قرار فلسطيني".
واذ ذاك، فإن السلطة الفلسطينية التي كانت وعدت باجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في يناير (كانون الثاني) المقبل تحت ضغوط بمطالبتها باصلاحات شاملة، قالت ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول واعضاء من الكونغرس مرحب بهم لمراقبة تلك الانتخابات التي يبدو ان عرفات قادر على تأجيل موعدها بقرار فردي.
وتأمل الولايات المتحدة واطراف اوروبية تساندها رغبات عربية في اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حرة ونزيهة في مستقبل قريب من اجل توفير وضع فلسطيني قادر على المشاركة الفاعلة في أي محادثات سلام قريبة لتنفيذ الخطة التي اطلق عليها (خارطة الطريق) وهي التي ستقرر مصير قيام الدولة الفلسطينية ابتداء من العام 2004 .
ولكن في الأخير، فان المصادر تبدو تشككا واضحا في ان سلطة عرفات المحاصر في رام الله عازمة فعلا على اجراء انتخابات حرة ونزيهة، ولهذا فإنها تدخل جميع المتحاورين من دون سابق انذار في مماطلات ومراوغات حول مسألة دستور الدولة الفلسطينية التي لم يتسنى للأطراف المعنيين وضع سبل قيامها على الحال السياسي القائم.
وقالت المصادر "بحث الدستور الدائم لدولة فلسطينية مستقلة امر نعترف به ولكن يجب ان لا تجعله سلطة السيد عرفات عقبة امام أي تحرك مرن، وخصوصا وانها ستعود الى مصادر قرار فلسطينية كثيرة منها اللجنة التنفيذية ثم المجلس الوطني ثم المجلس التشريعي ثم اخيرا المجلس المركزي لحركة (فتح)، وهذه امور تضع الجميع دوامة وفي دائرة مفرغة".