القاهرة - طلبت دولة الكويت من الامانة العامة للجامعة ‏ العربية ردا رسميا على رسالة كويتية تسلمتها الاسبوع الماضي وتضمنت تفنيدا ‏‏لما ورد في خطاب القاه الرئيس العراقي مؤخرا. ‏جاء ذلك خلال اجتماع لسفير الكويت ومندوبها الدائم لدى الجامعة احمد خالد ‏ ‏الكليب مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى
وصرح الكليب&بعد الاجتماع بان الامين العام& ‏ابلغه مواقفه الثابته تجاه ما ورد في الخطاب العراقي وضرورة الالتزام بقرار القمة ‏‏العربية في بيروت بشأن الحالة العراقية - الكويتية والذى يؤكد على امن وسيادة ‏ ‏دولة الكويت. ‏ واضاف ان الامين العام ابلغه ايضا انه سيعمل خلال المرحلة القادمة على اجراء ‏‏الاتصالات اللازمة بشأن ما ورد في الرسالة التي تلقاها من النائب الاول لرئيس ‏ ‏مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد وخطاب الرئيس العراقي وابلاغ ‏ ‏الجانب الكويتي بهذه الاتصالات. ‏
وقال انه ردا على اشارة موسى لتصريحات صدرت عن اعضاء في مجلس الامة الكويتي ‏ ‏تضمنت اتهامه بأنه "صدامي الهوى" فقد اكد له بان "ما صدر من تصريحات ومواقف ‏ ‏كويتية تجاه الامين العام لا تمثل الا الشخص الذي ادلى بها لكن وجهة النظر ‏ ‏الرسمية تجاه شخص الامين العام والجامعة العربية واضحة وثابته ومستديمة". ‏وذكر الكليب انه طلب من الامين العام ردا رسميا على رسالة النائب الاول لرئيس ‏‏مجلس الوزراء ووزير الخارجية التي بعث بها الاسبوع الماضي لعمرو موسى تفند ما ورد ‏ ‏في خطاب الرئيس العراقي.
وجدد السفير الكويتي التأكيد على ان ما ورد من مزاعم في خطاب الرئيس ‏‏العراقي هو مساس واضح بامن وسيادة وسلامة الكويت والتهجم على قيادتها وبث الفرقة ‏ ‏بين الشعب الكويتي وقيادته. ‏ وشدد الكليب على ضرورة التنبه لخطورة الوضع الحالي في المنطقة من تهديد عراقي ‏ ‏للكويت موضحا ان خطاب الرئيس العراقي هو تهديد واضح وهو بنفس صيغة خطابات ما قبل ‏ ‏عام 1990 . ‏
&وقال "نحن في الكويت لا نأمن جانب هذا النظام وعلينا الاحتياط لاي تهديد سواء ‏ ‏جاء في خطاب او من خلال اجراء او رد فعل مفاجئ يقوم به النظام العراقي ضد الكويت ‏ ‏خاصة وان ماجاء فى الخطاب يبرر لما حدث عام 1990". ‏ وفي اشارته للقوات الامريكية في المنطقة قال "نحن نرتبط باتفاقيات دفاعية مع ‏‏امريكا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا للحفاظ على امننا ولن نسمح بتهديدنا ‏‏وتكرار ماحدث عام 1990" مؤكدا ان القوات الموجودة في الكويت هي لحماية امن الكويت ‏ ‏وانه لم يكن هناك جندي امريكي واحد في الكويت قبل عام 1990 وان الذي جاء بهم هو ‏ ‏الغزو العراقى للكويت. ‏
‏ وحول مدى التزام الكويت بقرارات قمة بيروت قال السفير الكويتي "نحن ملتزمون ‏
‏بالقرار الصادر عن قمة بيروت ونسعى للحفاظ على سلامة وامن الكويت ولا يمكن ان ‏
‏نفرط في ذلك". ‏ وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قد نفى للصحافيين امس ‏‏انحيازه للعراق على حساب الكويت وقال "أنه عربي الهوى والهوية ولا ينحاز لأي طرف ‏‏بالعكس فان ما يهمني هو سلامة وأمن دولة الكويت"
&لى صعيد متصل انتقد السفير الكويتي بالقاهرة احمد الكليب في مقابلة ‏ ‏مع مجلة "اخر ساعة" تنشرها بعد غد خطاب صدام حسين وقال ان صدام يشعر بان نظامه ‏ ‏يحتضر وان ايامه الاخيرة قد حلت وبالتالي فهو يسعى الى استخدام كل ما يملك من ‏ ‏وسائل يمكن ان تؤد الى اطالة وجوده.‏ واعتبر ان الخطاب العراقي اكد عادته القديمة المتأصلة وهي سوء تقدير المواقف ‏‏وغياب القدرة على فهم المتغيرات العالمية. ‏
‏ واشار الى ان خطاب صدام لم يكن الى الشعب الكويتى بل كان الى "الشعب في ‏ ‏الكويت" والفارق كبير بين المعنيين من الناحية السياسية فالاول يعنى اقرارا ‏ ‏بسيادة دولة الكويت اما المعنى الاخر فهو يعيدنا مرة اخرى الى البدعة التي ‏ ‏اخترعها صدام في ان الكويت هي المحافطة التاسعة عشرة. ‏‏ وقال ان الخطاب انطوى على اكاذيب واعاد روح العدوان التى سبقت الغزو العراقي ‏‏للكويت في اغسطس 90 باسابيع مؤكدا ان الاعتذار يكون من حكومة الى حكومة وهو عمل ‏ ‏سياسي له ضوابط واسس وله سوابق تاريخية.
‏ واعتبر ان السبب الحقيقي للخطاب هو اعتقاد خاطئ من صدام حسين بقدرته على بث ‏‏الفرقة بين الشعب الكويتي وقيادته وقال ان الخطاب الاخير يؤكد صحة ووجهة نظر ‏‏القيادة الكويتية من ان صدام لا يمكن ان يتغير وان روحه العدوانية ونواياه السيئة ‏ ‏تجاه دولة الكويت تظل جزءا لا يتجزأ من قناعاته الراسخة. ‏وقال "لا يمكننا التغاضي عن التهديد الصريح الذي اطلقه سعد قاسم حمودي الامين ‏‏العام لمؤتمر القوى الشعبية العربية وهو عضو بارز في حزب البعث الحاكم عندما اشار ‏‏الى ان الخطاب انذار وتحذير ليس للكويتيين فقط انما لكل المعنيين في الخليج". ‏
‏ وذكر الكليب ان الكويت قدمت مذكرة وافية للامين العام للجامعة العربية ومذكرة ‏ ‏مماثلة للامم المتحدة والامانة العامة لدول مجلس التعاون والامانة العامة لدول ‏‏عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي اكدت فيها ملاحظاتها على الخطاب الذي يعتبر ‏‏خطوة سلبية وتراجعا للوراء تجاه التزامات بغداد الدولية وينطوى على تدخل سافر فى ‏‏الشؤون الداخلية للكويت وتهجم عدائي على القيادة الكويتية وتشجيع على الاعمال ‏‏الارهابية. ‏
‏ وقال السفير احمد الكليب ان الخطاب وما جاء فيه يهدم ولا بنى ويفسد ولا يصلح ‏ ‏ولا يمكن ان يخدم بحال من الاحوال ما كنا نصبو اليه من صفحة جديدة في العلاقات مع‏العراق الذي لا نزال نكن لشعبه كل مشاعرالحب والاخاء.