&
كتب نصـر المجالي: لا أحد في عاصمة الهاشميين ينكر دور الفنانة اللبنانية سميرة توفيق في انها باعث الاردن غنائيا على مستوى العالم العربي، وكانت اغنيتها "بالله تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل وصبوها للنشامى ع ظهور الخيل"، بدء انطلاقة اول عمل اعلامي اذاعي اردني. والاذاعة ذات المبنى الصغير في جبل الحسين في الخمسينيات من القرن الفائت صارت تصدر مذيعين الى محطات الاذاعة في ارجاء الارض
الناطقة بالعربية، وتلك التي ارادت ان تقتحم العرب من خلال اذاعات تنطق بلغتهم الام من لندن اى صوت اميركا الى المانيا وروسيا فايران وكل بلاد العجم من ورائها. سميرة توفيق قبل خمسين عاما ونيف كانت اردنية الكلام والهوى والغناء وافنت عمرها "مناضلة" كأي سياسي اردني معارض او من حلبة الحكم في تأسيس لحالة اعلامية خاصة. ومع مغني الربابة الراحل عبد موسى صاحب "فرسان فوق الهجن واسود خياله" وجميل العاص وزوجته سلوى وعايده شاهين شكري عياد صاحب "انا من العقبة يا عيوني من فوق المركب شيلوني"، وتوفيق النمري الذي قال "مرحى لمدرعاتنا رمز القوة لبلادنا" وروحي شاهين غيرهم، فإن سميرة توفيق (اللبنانية المسيحية) تفوقت في أردنتها واردنيتها محققة شعار (الاردن اولا) قبل خمسين عاما. والى الاذاعة الصغيرة كان يدلف رئيس الوزراء الراحل هزاع المجالي مصحوبا بمدير التوجيه الوطني الراحل وصفي التل (رئيس الوزراء لاحقا ، اغتيل في القاهرة العام 1971 على ايد فلسطينية) والمذيع صلاح ابو زيد (الوزير والمستشار الملكي لاحقا) الى الاستوديو يضعان اللحن لأغاني سميرة توفيق تلك الصبية اللبنانية المتصاعدة القا. ومع القوم الذي كانوا يدلفون الى استوديو الاذاعة الصغير الشاعر البدوي الشعبي الراحل رشيد زيد الكيلاني الذي كانت كلماته مؤسسة كاملة تعبر عن نظام واجه كل ظروف ما يسمى المد القومي في الخمسينيات، وانتصر لاعتداله ولا يزال يمارس الانتصار في شكل باهر. سميرة توفيق، تعود الى ارضها وطينتها الاردنية الاولى كاي بدوية اردنية ترعى الابل وقطعان الغنم وتخبز على الصاج وتدق مهباش القهوة وهي في الاردن الآن. وامس التقت سميرة توفيق حشدا من رجال الصحافة الذين بالتاكيد ولدوا من بعد ان غادرت اراضي المملكة الهاشمية الى وطنها لبنان، حيث كانت ضيفة شرف مهرجان الاغنية الاردنية الثاني ... والفنانة الكبيرة اسما وعمرا قالت ان رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله لهذا المهرجان هي استمرار لدعم الاغنية الاردنية وحمل الموروث الغنائي الاردني الذي أرسى جذوره المغفور له جلالة الملك الحسين رحمه الله كي يصل شذى الاغنية الاردنية الى كل مكان في العالم.& وتابعت سميرة توفيق "انني أعتز بجذوري التي بدأت في الاردن وكرست حياتي من أجلها ..وأفخر ان هذه الاغنية اصبحت تغنى في كل منطقة عربية"، داعية الى المحافظة على هذه الاغنية وتطويرها لما تحمله من موروثات تنعكس على الهوية العربية وتقدمها في مسيرة الغناء العربي.& واكدت ان مهرجان الاغنية الاردنية الثاني سوف يفسح المجال لجيل جديد من الشباب يستطيع ان يسير على نفس الطريق في المحافظة على هذا اللون& الغنائي المميز.& وتمنت الفنانة سميرة توفيق أن تغني مجددا للعديد من الذين ساهموا في تطوير الاغنية الاردنية ووضعوا لبناتها امثال روحي شاهين وجميل العاص وتوفيق النمري وغيرهم.& وتمنت الفنانة سميرة توفيق التي غنت "أسمر خفيف الروح بلحظوه راماني"، وهي أول أغنية لها لحنها توفيق النمري ان يساهم المهرجان بأظهار طاقات ابداعية جديدة في مجال اللحن والكلمة والاداء وتسويق وترويج الاغنية الاردنية بشكل افضل.& وتقدم الفنانة سميرة توفيق فقرة غنائية في مهرجان الاغنية الاردنية الثاني الذي يشارك فيه 14 مطربا ومطربة من الاردن حيث سيكون مزيجا بين الاصالة والمعاصرة في مجال الغناء ..وستشدو الاهزوجة والشروقي والهجيني والحداء . وستعيد سميرة توفيق غناء ما اشتهرت به اردنيا من اغانيها "يا خيال الزرقاء ياولد خذني معاك ع الزرقا للبلد" و"يا صبابين الشاي زيدوا حلاته" و"بالله تصبوا&هالقهوه وزيدوها هيل واسقوها للنشامى ع ظهور الخيل، وقهوتنا للأجواد اول بادي .. للي ناره وقادي بظلام الليل". وهذه الأغاني كانت وظلت مرتكز الحس الوطني الاردني لنصف قرن مضى من الزمان، وهي اليوم تستعاد مع طرح شعار (الأردن اولا).